خبر هل يمكن منع الحرب القادمة ... هآرتس

الساعة 10:39 ص|24 ابريل 2015

بقلم

(المضمون: يمكن التنبؤ بالحرب القادمة ولكن ليس بالامكان حسم هل كان يمكن منعها كما هو رأي الاقلية الآن، أو لا يمكن ذلك كما تقول الاغلبية التي لا تعلن عن رأيها - المصدر).

يقولون إنه من الصعب جدا التنبؤ وخاصة حين يتعلق الامر بالمستقبل. الافتراض هو أنه من السهل التنبؤ بالنسبة للماضي. الحقيقة هي أن العكس هو الصحيح. مثلا من السهل جدا التنبؤ أن دولة اسرائيل التي تحتفل بـ 67 سنة على تأسيسها، ستكون متورطة في المستقبل المنظور في حرب دامية، دمار وخراب. إن البساطة غير المحتملة لهذه النبوءة مثبتة في حقيقة كونها متوقعة من قبل كل مستويات الشعب. يشارك فيها رئيس الحكومة والوزراء رغم أنهم لا يكثرون من نشرها، النخبة الامنية الارفع مستوى، بما فيهم رجال القيادة العليا للجيش الاسرائيلي، رجال اليمين السياسي واليمين العنيف، وكذلك معظم رجال الوسط واليسار. فعليا لم تُسمع أي كلمة في البلاد تشكك في تحقق هذه النبوءة.

 هذه النبوءة سوف تتحقق بالفعل. اذا اجتازتها اسرائيل فانها سترجع وتتحقق مرة بعد اخرى، طالما أن الاستيطان اليهودي وراء الخط الاخضر، الذي ترمز له مدينة اريئيل لا يتم تفكيكها، ويرجع سكانها للعيش في الجانب الغربي للخط الاخضر. بدون تفكيك مستوطنة اريئيل فان نبوءة الحرب ستتحقق ايضا سواء بسبب انعطاف مرضي للسياسة الاقليمية أو العالمية، سيسجل في أي ورقة كانت، أن اسرائيل تحولت الى دولة ثنائية القومية، أو دولة لكل مواطنيها، كما يسمى هذا الكائن الحي من مجموعة من مواطنين في الدولة.

المستقبل بناء على ذلك من السهل التنبؤ به جدا. وليس الماضي. عندما يقف الاسرائيليون على أنقاض ينبعث منها الدخان في تل ابيب أو بئر السبع فان الجميع يمكنهم القول للجميع « لقد قلنا لكم ». لكن نقاشا مع كل ذلك سيثور تجاه مسألة هل اندلعت الحرب على الرغم من اعمال أو قصورات حكومة اسرائيل أو بسببها. سنجد من يقولون، بالتأكيد اولئك الذين يقولون ذلك الآن، إن حكومات اسرائيل وخصوصا الاخيرة عملت كل ما في وسعها لمنع الحرب، بما في ذلك اعطاء تراخيص بناء كثيرة في يهودا والسامرة. أقلية صغيرة التي هي اليوم صغيرة جدا ستقول إن نصيب الاسد في المسؤولية عن اندلاع الحرب يقع على كاهل الحكومة، التي كان لها القدرة والصلاحية لمنعها، ولم تفعل ذلك.

في عالم ما بعد الحرب لن تجد أي علامة يمكنها المساعدة في حسم النقاش المتخيل ذاك. النبوءة للخلف، بعد انتهاء المعارك، أي وصف الماضي، هي مهمة صعبة الى درجة أنها غير ممكنة. لن نعرف أبدا، لا نحن ولا أحفادنا، من جر علينا تلك الحرب، حتى المؤرخ في نهاية القرن الواحد والعشرين لن يستطيع أن يحسم فيما اذا كان معظم مواطنو اسرائيل الذين يعتقدون أن الحرب القادمة لا يمكن منعها، كانوا على حق واختاروا الحكومة القادمة مهما تكن، أو أن من كان على حق هو نفس الاقلية المهمشة في اسرائيل، التي تعتقد أنه ربما بالامكان منع هذه الحرب.

كونراد ادناور، المستشار الاول لالمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، قال « التاريخ هو في النهاية الامور التي كان بالامكان منعها ». الواقع الذي هو أخرس بطبيعته، لا يقدم رموزا، وبالتأكيد غير واضحة، تساعد في حسم مسألة اذا كان ادناور على حق. الحسم معطى كله للتقدير الشخصي لكل انسان. في اسرائيل ابنة الـ 67 لهذه المسالة يوجد معنى واقعي مباشر يمس المصير الشخصي لـ 8 ملايين من مواطنيها وملايين آخرين من بني البشر.

على كل اسرائيلي أن يقرر بينه وبين نفسه وبقوة عقله وحسب فهمه هل حقا ليس بالامكان منع الحرب القادمة أو أن هذه الحرب ستدخل التاريخ حسب تعريف ادناور، أي ستنضم الى الامور التي كان يمكن منعها.