تقرير بعد الإفراج عن عائدات الضرائب.. الحياة تعود لأسواق غزة

الساعة 08:49 ص|23 ابريل 2015

فلسطين اليوم

شهدت أسواق قطاع غزة خلال اليومين الماضيين حركة شرائية ملحوظة بعد الافراج عن أموال الضرائب التي كانت تحتجزها « اسرائيل » لنحو 5 أشهر، و سببت ركوداً تاماً على مختلف مناحي الحياة.

و رصدت مراسلة « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية » حركة غير طبيعية في شوارع القطاع بعد الاعلان عن صرف باقي مستحقات الموظفين، حيث انفرجت أحوال العائلات الغزية، و عادت الحياة لشوارع القطاع و أسواقها، بعد أن شهدت حالة من الموت السريري بسبب عدم انتظام الرواتب، و صرف 60% منها فقط، حيث عجّت الأسواق بالحركة، وتنشطت الحركة التجارية فيها.

اعتماد غنيم، عبرت عن فرحتها بتلقي زوجها، الموظف في السلطة باقي مستحقاته بعد افراج « اسرائيل » عن عائدات الضرائب و صرفها للموظفين، و سارعت الى السوبرماركت القريب من بيتها للتسوق بالمواد الغذائية التي حرمت منها عائلتها لعدة أشهر بسبب قلة المبلغ الذي كان يتلقاه زوجها من راتبه بعد الخصومات.

و قالت: « خلال الاشهر الماضية لم يدخل بيتنا سوى ما يمكننا من العيش من مواد غذائية، بسبب عدم وجود المال الكافي لذلك، و حرم اولادي من الكثير من السلع الضرورية، مثل الالبان و الألبان و الفواكه ».

من جانبه قال محمد عياد، صاحب احد البسطات في سوق الشجاعية، إن السوق شهد حركة جيدة منذ أن بدأ صرف باقي مستحقات الموظفين، و اصبح هناك ازدحاماً ملحوظاً في السوق، حيث تتدافع النساء الى السوق لشراء ما يلزمهن من الملابس و الأغراض الأخرى.

و أشار الى أن الايام التي شهدت صرف نسبة 60% من الراتب صاحبها حالة ركود شديدة، و اقتصر التسوق على المواد الاساسية و المواد الغذائية الضرورية، معبراً عن أمله في أن يبقى السوق كذلك في الايام المقبلة.

و أشار عياد الى أن نقص الرواتب و حالة الركود التي أعقبتها تسببت في خسارة فادحة لدى التجار بشكل عام، التجار الكبار، أي « تجار الجملة » و الصغار، « أصحاب المحال التجارية » و البسطات.

من ناحيته قال ابو حمزة، سائق أجرة إن رواتب الموظفين تنعش حركة تنقل الناس في الشوارع، مشيراً الى ان تحسن الوضع الاقتصادي في غزة ينعكس ايضاً ايجاباً على عمل السائقين الذين ينقلون المواطنين.

و أوضح بأنه لم يكن خلال الايام الماضية يحصل قوت يومه من العمل، بسبب سوء الحالة المادية للمواطنين، مبيناً أن هناك عزوفاً لدى المواطنين عن الخروج الى أي مكان الا للضرورة لعدم وجود المال.

أما الموظف نضال صلاح، فقد أكد بأنه مع استلام باقي مستحقاته يستطيع الان تلبية متطلبات ابناءه من الملابس و الأحذية، لافتاً الى أنه خلال الايام الماضية لم يكن يستطيع توفير المصروف اليومي للمدارس لهم، لعدم كفاية الراتب.

و تمنى و ملامح البهجة تبدو على محياه أن تنتظم الرواتب كاملة خلال الفترة القادمة، لان اعباء الحياة تزداد لديه، بل إن عدم توفر النقود تسبب شللاً في الحياة العامة لكل الموظفين، حيث لا يأتي نصف الراتب حتى يكون قد استدان اضعافه من محلات السوبرماركت و الصيدلية و بائع الخضرة، و القائمة تطول.

أما توفيق الجدي، صاحب سوبرماركت فاشتكى من أن الكثير من الموظفين يتعاملون معه عن طريق الدين، او البيع المؤجل، و أنه في ظل تلقي انصاف الرواتب لم يكن الموظف يأتي لتسديد جزء من الدين المتراكم عليه لكثرة احتياجاته و عدم كفاية راتبه لتلبيتها.

و لفت الى أن محله السوبرماركت بات خالياً من الكثير من السلع المطلوبة لعدم وجود سيولة نقدية لشرائها، نظراً لمستحقاته على الموظفين، الا انه عبر عن تفاؤله من أن هذه الأزمة ستنتهي، و أن يستعيد جزء كبير منها خلال الايام المقبلة، و أن تعود الحركة الشرائية الى الحالة التي كانت عليه قبل أزمة الرواتب.

من جانبه قال رزق كحيل بائع في سوبر ماركت « شهد أمس الكثير من الحركة والنشاط في البيع، وسداد بعض الديون، وكان البيع في بعض السلع الأساسية الخاصة بمستلزمات البيوت ».

وأضاف كحيل يلاحظ انتعاش في التسوق والشراء بعد صرف الرواتب والمستحقات، متمنياً بصرف رواتب الحكومتين لانتعاش البلد.

من جهته قال محمود الحلو بائع في مذبح دواجن: « شهدنا حركة افضل ولم تكن هي المطلوبة، ولكن كان هناك بيع وحركة نشطة »، مضيفاً ان البيع يكون عند محلات الخضار و الفواكه أكثر من السلع الأخرى.