بسبب سياسة الإهمال الطبي المتعمد:

خبر « مهجة القدس »: تدهور الحالة الصحية للأسير المعزول نهار السعدي

الساعة 05:43 ص|23 ابريل 2015

فلسطين اليوم

أكد الأسير المعزول نهار أحمد عبد الله السعدي (33 عامًا)؛ أن حالته الصحية شهدت تدهورا خطيراً في الفترة الأخيرة؛ حيث يعاني من ظهور ورم في الرقبة يشتبه بأنه خبيث؛ ورغم خضوعه لفحوصات طبية إلا أنه لم يتلق أي علاج سوى المسكنات؛ وأنه بانتظار أن تسمح إدارة مصلحة السجون الصهيونية بدخول طبيب خاص لمعاينة وضعه الصحي؛ جاء ذلك في رسالة وصلت مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى اليوم الأربعاء.

وقال السعدي: « أعاني من جرثومة في المعدة؛ ولقد أجريت سبع عمليات جراحية خلال رحلة مرضي على مدار عقد من الزمان؛ ولم تشهد حالتي أي تحسن يذكر؛ وأعاني من ألم حاد بالظهر بسبب الدسك؛ بالإضافة لمعاناتي مع ألم شديد في اليدين والرجلين والمفاصل؛ وكل هذه الأمراض تلازمني منذ سنوات؛ واكتشف مؤخراً أني أعاني من ظهور ورم في الرقبة؛ وأخبرني طبيب السجن أنه من المفروض أن تجرى لي عملية لاستئصال الورم؛ لكنه قال لي من المحتمل أن تتسبب العملية بشلل للوجه؛ علماً بأنني اعتقلت ولم أكن أعاني من أي مرض يذكر ».

وأفاد الأسير السعدي أنه يعاني من التواء في العمود الفقري منذ تسع سنوات؛ يتسبب بآلام حادة؛ ولم يقدم له أطباء إدارة مصلحة السجون الصهيونية أي علاج يذكر؛ مشيراً إلى أنه يحاول ابتكار وسائل جديدة لتخفيف معاناته مع تلك الآلام الحادة تتمثل في كمادات الماء الساخن؛ لعلاج آلام التواء العمود الفقري؛ والشاي الصيني لمعالجة آلام البطن والمعدة.

وأضاف الأسير السعدي أنه على مدار ما يقارب العقد من الزمان وهو يعاني من عدة أمراض ولم تشهد حالته الصحية أي تحسن؛ بل على العكس تماماً فقد شهدت حالته الصحية تدهورا خطيراً في الفترة الأخيرة؛ فالأمراض التي لازمته طول تلك الفترة تفاقمت يومًا بعد يوم دون أن يقدم له أي علاج يذكر؛ حيث لم يصرف له أطباء إدارة مصلحة السجون الصهيونية سوى المسكنات؛ حاله كحال كل الأسرى المرضى الذين هم ضحايا لسياسة الإهمال الطبي المتعمد والتي تنتهجها إدارة مصلحة السجون الصهيونية بحق الأسرى في سجون الاحتلال.

وأشار الأسير السعدي إلى أن المسكنات التي تصرف لآلامه المستعصية؛ يعزف عن تناولها مفضلاً الإبقاء على الآلام لأن جسده المنهك من الأمراض لا يستطيع احتمال عواقب وآثار تلك المسكنات؛ موضحاً أنه يرفض تسمية سياسة إدارة مصلحة السجون الصهيونية بالإهمال الطبي في التعامل مع الأسرى المرضى؛ مطالباً بإدراج تسمية سياسة القتل البطيء كسياسة تهدف من ورائها سلطات الاحتلال الصهيوني لإنهاء حياة الأسرى في السجون دون أي ضجة إعلامية أو حقوقية قد تثيرها تداعيات قتل الأسرى بشكل مباشر.

وفي الرسالة التي وصلت مهجة القدس بيّن الأسير السعدي إلى أنه أجرى عدة فحوصات طبية خلال مسيرة مرضه التي شارفت على عامها العاشر؛ وقال: « أجريت فحوصات طبية مرات عديدة؛ وفي كل مرة كان الجواب واحداً بإخباره أنه يعاني التواء في العمود الفقري؛ والنتيجة تكتمل بصرف بعض المسكنات؛ وأصبحت هذه الأمراض جزء لا يتجزأ من رحلة العذاب الأليم؛ كما أصبحت جزء من حياتي اليومية ولقد استسلمت لهذا المعاناة بسبب القتل الطبي وليس الاهمال الطبي المتعمد فقط؛ والهدف قتلنا ببطء؛ وهذه رسالة من الاحتلال لكل من يفكر بمقاومته من أبناء شعبنا والأجيال القادمة بأنه سوف يكون مصيره مثل مصير الأخ ميسرة حمدية وانتهاء في الأخ جعفر عوض ».

واستكمل حديثه: « إن الهدف من رسالة الاحتلال وسياسته بالقتل البطيء بحق أسرانا هي خلق وبث الرعب في نفوس الجيل القادم وهذا القتل البطيء هو الحقيقة التي تمارس على الأسير الفلسطيني؛  ويستغل الاحتلال غياب الرقابة الدولية التي هي جزء لا يتجزأ على صمتهم الواضح لفضح هذه الجرائم المعدة مسبقاً لنصبح تجارب بين أطباء لا نعرف صحة هويتهم الطبية؛ وهم لا يصلحون لعلاج الآدميين في الخارج بسبب فشلهم في الحصول على الشهادة الطبية لهذا يأتون بهم إلى السجون لمشروعهم في قتلنا واستكمالا لاستهتارهم بحياة الأسير الفلسطيني المغلوب على أمره؛ والمقصود من هذا كله هو تجريد الانسان من انسانيته ليصبح مثل الدجاج في زنازينهم لنأكل ونشرب وآخر النهار تقع بيضة في القفص الحديدي ».

وتحدث الأسير السعدي عن ظروف عزله مع الأسرى الجنائيين بقوله: « أما الحياة الجديدة التي أعانيها الآن في العزل فهي مختلفة عن الحياة التي تعرفونها؛ وسوف أروي لكم المعاناة الجديدة التي أعاني منها؛ لقد تعرفت على أشياء جديدة لم أكن أتوقعها؛ لقد رأيت كيف هي حياة السجين الجنائي الذي يدخل السجن معافى من أي مرض؛ ليبدأ بأخذ حبوب الهلوسة من أطباء إدارة مصلحة السجون؛ فيتوهم ذلك السجين الجنائي أنه يقضي على الوقت حسب اعتقاده؛ لكن المحيطين به يعرفون بعد فترة قصيرة أنه أصبح انسانا مريض ومخدر طول الوقت من الحبوب التي يظن أنها مضيعة للوقت؛ فأصبحت مضيعة للوقت وللعمر وللعقل ولكل شيء مفيد؛ بل أصبح بحاجة ماسة لعلاج نفسي؛ هذه هي حياة الأسير الجنائي في العزل الانفرادي وهذه القصص رأيتها بنفسي؛ والذي أريد أن أقوله للعالم؛ أن هؤلاء الأشخاص من خلال تعاطيهم تلك الحبوب يصبحون عدائين لنا؛ نحن الأسرى الأمنيين ».

وطالب الأسير المريض نهار السعدي مؤسسات حقوق الانسان والمنظمات الدولية بضرورة إرسال أطباء ولجان حقوقية لفضح وكشف هذه الانتهاكات التي تقوم بها إدارة مصلحة السجون ودولة الإرهاب الصهيوني بحق الأسرى المرضى في السجون؛ وللتعرف على طبيعة عمل أطباء مصلحة السجون؛ والبحث في أسباب ارتفاع نسبة الأسرى المرضى لاسيما المصابين بالأورام السرطانية.

جدير بالذكر إلى أن الأسير نهار السعدي من سكان مدينة جنين ومن مواليد 30/10/1981؛ وهو أعزب وكان قد اعتقل بتاريخ 07/09/2003م، وأبرز التهم التي وجهها الاحتلال له هي الانتماء لسرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وتوصيل الاستشهادية المجاهدة هبة دراغمة والتي نفذت عملية استشهادية في مدينة العفولة بتاريخ 19/5/2003م، وأدت لمقتل أربعة صهاينة وإصابة (76) آخرين، وصدر بحقه حكماً بالسجن 4 مؤبدات و20 عاماً؛ ويعد الأسير السعدي أقدم أسير يقبع في العزل الانفرادي، حث عزله الاحتلال منذ تاريخ 21/05/2013م؛ وخاض إضرابا مفتوحاً عن الطعام في شهر نوفمبر الماضي لمدة 28 يوماً من أجل السماح لوالدته بزيارته؛ وعلق إضرابه بناء على تعهدات إدارة مصلحة السجون بالسماح لوالدته بزيارته؛ إلا أن الإدارة كعادتها نقضت تعهداتها، وتنصلت من الاتفاق حيث كان من المفترض أن تقوم والدته بزيارته بتاريخ 13/04/2015م؛ ولم تتم الزيارة.