خبر احصائيات: معبر رفح الأسوأ في تاريخه

الساعة 12:44 م|22 ابريل 2015

فلسطين اليوم

ينتظر مئات المرضى في قطاع غزة الموت في أي لحظة بسبب إغلاق معبر رفح البري منذ أشهر دون وجود أية مؤشرات على فتحه في الوقت الذي تزداد الأعداد الراغبة في السفر عبر البوابة الوحيدة للغزيين للعالم الخارجي.

وتُحكم السلطات المصرية قبضتها على معبر رفح الذي لم يفتح أبوابه سوى خمسة أيام منذ بداية العام الجاري الذي يقارب شهره الرابع على الانتهاء في حين أن هناك الآلاف يرغبون في السفر بخلاف المرضى الذين باتوا يعدوا أيامهم بالسعات لا سيما مرضى السرطان منهم.

محمد سعيد (45 عامًا) يعاني من مرض السرطان يقول لـ « قدس برس »: « انه بحاجة للسفر العاجل للعلاج وبشكل ضروري من اجل استكمال جلسات علاجه في مصر إلا أن معبر رفح يحول دون ذلك ».

وأضاف: « أنا ممنوع من السفر عبر معبر بيت حانون »ايرز« ، ومضطر انتظر معبر رفح المغلق لحين فتحه.

»وتابع قوله بصوته الضعيف: « استمرار إغلاق معبر رفح يقربني من الموت أكثر »؛ على حسب تعيره.

وأشار سعيد إلى انه دائما يتابع الأخبار لمعرفة أخبار المعابر ويأتي إلى مقر أبو خضرة (مقر تسجيل السفر) عليه يجد خبرا سارًا عن فتح المعبر، دون جدوى.

وأكد الدكتور اشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية أن إغلاق معبر رفح يؤثر تأثيرًا مباشرًا على استكمال المراحل العلاجية لمرضى السرطان.

وقال القدرة لـ « قدس برس »: « مرضى السرطان يحتاجون إلى برتوكلات علاجية متراكمة فوق بعضها البعض، وعندما لا يستطيع المريض استكمال رحلته العلاجية فان ذلك يعيد هذا المريض إلى المربع الأول من المعاناة في هذا المرض.

»وحذر من أن استمرار إغلاق معبر رفح البري يشكل عذابات حقيقية لمرضى قطاع غزة ويفاقم أوضاعهم الصحية.

وأشار القدرة إلى أن العديد من المرضى يحتاجون لإجراء عمليات تخصصية غير موجودة في قطاع غزة وعدم إجراءها يتفاقم أوضاعهم الصحية.

وقال: « كان يدخل عبر معبر رفح ما يقارب 30% من الأدوية والمستهلكات الطبية بشكل رسمي سواء من خلال شركاءنا في داخل مصر او خارجها والذين ليس لهم علاقات مع الاحتلال، وبالتالي حُرم مرضى قطاع غزة من 30% من الأدوية والمستهلكات الطبية كانت تدخل بشكل رسمي عبر بوابة معبر رفح ».

وأضاف: « إغلاق معبر رفح حد من قدرة القوافل الطبية من الدخول إلى قطاع غزة والتي كانت تأتي محملة مما يلزم وزارة الصحة من أدوية ومستهلكات طبية ، وهذا الأمر (إغلاق المعبر) اثر تأثيرًا مباشرًا على القدرات العلاجية والدوائية في غزة.

»وأشار الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية إلى انه كان يدخل عن طريق معبر رفح الوفود الطبية إلى قطاع غزة لإجراء عمليات جراحية تُنقذ حياة المرضى ، وكذلك تُكسب الكوادر المحلية خبرات كبيرة كي تستطيع القيام بواجبها تجاه المرضى.

وقال: « إن إغلاق معبر رفح حد من دخول الوفود الطبية إلى قطاع غزة، وبالتالي أصبحت غير قادرة على دخول غزة ورفع المعاناة عن مرضى القطاع ».

ومن جهته كشف ماهر أبو صبحة مدير الهيئة العامة للمعابر والحدود في غزة أن السلطات المصرية لم تفتح معبر رفح منذ مطلع العام الحالي سوى خمسة أيام فقط، سافر خلالها ألفي فلسطيني فقط.

وقال أبو صبحة لـ « قدس برس »: « شهر نيسان (ابريل) على أبواب الانتهاء، وخلال أربعة شهور لم يفتح المعبر إلا خمسة أيام فقط، ولم يتمكن أكثر من ألفي شخص من المغادر خلال هذا العام ».

وأضاف: « لم يسبق لمعبر رفح أن كان بهذا الوضع السيئ ».

وكشف مدير الهيئة العامة للمعابر والحدود في غزة أن لديهم أكثر من عشرين ألف مواطن مسجل للسفر عبر معبر رفح، ولكن من يرغب بالسفر هم أكثر من تسعين ألف شخص.

وأضاف: « هناك مرضى سرطان بشكل كبير جدًا وممنوعين من السفر عبر معبر بيت حانون ينظروا الموت أو فتح المعبر.

»وقدر عدد المرضى المسجلين للسفر بحوالي 3500 مريض، باتت حياتهم مهددة بالموت وربما عدد منهم فارق الحياة.

ومن جهته اعتبر إياد البزم الناطق باسم ووزارة الداخلية الفلسطينية في غزة العام الحالي الأسوأ في عمل معبر رفح البري منذ العام 2009.

وقال البزم لـ « قدس برس »: « أيام إغلاق المعبر منذ بدء العام 2015 تجاوزت 106 أيام، بينما تم فتح المعبر بشكل جزئي لخمسة أيام فقط ».

وأضاف: « أن معبر رفح تم إغلاقه 241 يومًا خلال العام 2014 ».

ودعا الناطق باسم وزارة الداخلية الفلسطينية السلطات المصرية لمراجعة سياساتها بهذا الخصوص وتقدير معاناة قرابة 2 مليون فلسطيني محاصرين منذ ثماني سنوات في قطاع غزة.

ومن جهته ناشد الدكتور أحمد بحر، رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالإنابة العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز بالتدخل لدى جمهورية مصر العربية لفتح معبر رفح والذي مازال مغلقا لأكثر من 100يوم.

وعبر بحر خلال رسالة رسمية وجهها للعاهل السعودي عن شكره لمواقف المملكة العربية السعودية الكريمة في دعم القضية الفلسطينية العادلة في مختلف المحافل الدولية.

وناشده بإغاثة أبناء الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة للعام الثامن على التوالي من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

وقال في رسالته: « بعد مرور عشرة أشهر على العدوان الصهيوني على غزة لا زال أصحاب أكثر من ستين ألف وحدة سكنية دمرها الاحتلال دون مأوى بانتظار إعادة الإعمار، وقد تزايدت معدلات الفقر بشكل غير مسبوق حتى وصلت إلى نسبة 65% من مجمل سكان غزة، كما وصلت نسبة البطالة إلى 48% من مجمل العاملين، فيما تفاقمت معاناة المرضى بسبب عدم توفر أية موازنات تشغيلية للمستشفيات، والنقص الحاد في الأدوية الطبية حتى وصل إلى 118 صنفاً دوائياً مفقوداً تماماً، إضافة إلى معاناة آلاف المحرومين من السفر للعلاج والتعليم خارج غزة ولأداء مناسك العمرة، حيث لم يخرج أي مواطن من غزة لأداء مناسك العمرة منذ موسم الحج الماضي بسبب إحكام إغلاق معبر رفح الحدودي مع مصر الشقيقة، لذا نأمل من جلالتكم التكرم بالتدخل لدى الإخوة المصريين لفتح معبر رفح وهو الممر الفلسطيني الوحيد بين قطاع غزة والعالم ».

يُذكر أن السلطات المصرية تواصل إغلاق معبر رفح منذ قرابة العامين، ولا يتم فتح المعبر إلا في استثنائياً وفي حالات نادرة لمدة يومين أو ثلاثة لا تلبي الحاجات الإنسانية لأهالي قطاع غزة.