خبر نحن هنا، لأننا يهود- اسرائيل اليوم

الساعة 09:26 ص|20 ابريل 2015

فلسطين اليوم

نحن هنا، لأننا يهود- اسرائيل اليوم

بقلم: نداف شرغاي

 (المضمون: القاعدة الاساسية التي استندت الى الحق والارث والهوية اليهودية – وضعت قبل ذلك من قبل قلائل جاءوا الى هنا لأن احساسهم اليهودي الطبيعي قادهم الى هذه البلاد - المصدر).

          لم يسبق أن شكرت جدي على أنه حمل حقائبه وجاء الى البلاد في 1924. ليس بالضبط من اجل أن يجد فيها ملجأ آمنا لموطيء قدمه بل ببساطة نظرا لأنه عرف أن مكان اليهود هو في اسرائيل. لم يكن هذا مفهوما من تلقاء نفسه، وهو كذلك اليوم. هو وأمثاله تم اعتبارهم من ضمن الاقلية طوال الاجيال الاخيرة الذين لم يصلوا الى الوطن التاريخي بسبب الاضطهاد والمذابح، ولكن ببساطة نظرا لأنه شعر بالالتزام تجاه جيناتهم اليهودية الطبيعية، الارث الديني التاريخي والقومي الذي يربطهم بهذا المكان.

          إن بطولتهم ربما كانت مختلفة عن بطولة المقاتلين في ساحات المعركة، لكنها كانت سامية. هذا الشكر المتأخر يستحقونه ليس من اجل التقليل لا سمح الله من اولئك الذين وصلوا الى هنا من أحياء الفقر والاضطهاد. هي مطلوبة حتى ليس بسبب أنها أمنت استمرار الوجود الذي منحته لجيل الآباء لي ولأبنائي، حيث أن من المشكوك فيه أننا كنا سننجوا هناك في اوروبا من هول الكارثة أو كنا سنحظى بأن نولد ونعيش.

          إن الاعتراف بالجميل الاساسي يستحقونه بسبب الفهم الذي أورثونا إياه وهو أنه حتى قبل أن تتحول البلاد الى ملجأ للاجئي الفظائع والكارثة، هي كانت ارض الميعاد، وبأننا ربما موجودون هنا اليوم بحق القوة. ولكن قبل ذلك – بقوة الحق، وأن الأمن الذي يتركز اليوم خطابنا السياسي تقريبا وفقط حوله، تم اعداده لمساعدتنا على تجسيد الحق للعيش بالتحديد هنا « بأمان ».

          قبل بضع سنوات سأل واحد من اعضاء مجلس اللوردات البريطاني حاييم وايزمن: لماذا يتمسك اليهود باسرائيل بالتحديد، في الوقت الذي يوجد فيه العديد من البلاد النامية التي يمكن فيها اسكان اليهود؟ وايزمن أجابه بسؤال: لماذا في كل يوم أحد تسافر 200 كم من اجل مقابلة أمك، في الوقت الذي يوجد فيه الكثير من السيدات المسنات يسكُن في شارعك؟ .

          وهكذا، البلاد التي رجعنا اليها والتي انشأنا فيها من جديد سيادة يهودية هي قبل كل شيء وطن وأم. آسف أن لغتنا اليوم تحولت الى ركيكة وفقيرة، ونحن نتحدث مرارا وتكرارا عن الأمن، في حين خطاب الحقوق يتم تقليصه وتهبيطه ودفعه الى الهوامش. الامن ليس هو محط الانظار. ليس بالامكان تأسيس شرعية داخلية أو دولية لا على القدس ولا على الخليل ولا على بئر السبع، بدون التوراة والآباء والأمهات، وجبل الهيكل ومدينة داود، بدون القصة التي عمرها ألفي سنة للشعب الذي يسعى الى العودة الى وطنه. الأمن كان بالامكان الحصول عليه في المئة سنة الاخيرة، ايضا في بروكلين ولندن وربما حتى في اوغندة. تلاميذ الغيرا الذين هاجروا الى البلاد في بداية القرن التاسع عشر ويهود اليمن الذين جاءوا الى كفار هشلوح في نهاية ذلك القرن لم يأتوا الى هنا نظرا لأنه كان هنا موقعا آمنا ولكن على الرغم من أنه كان هنا الوضع أقل أمنا. دولة اسرائيل لم تنشأ بسبب الكارثة ولكن رغم الكارثة التي حاولت ابادتنا.

          الاساس – الذي يستند على الحق، على الارث وعلى الهوية اليهودية – وضع قبل ذلك من قبل قلائل جاءوا الى هنا. لأن بديهتهم اليهودية الطبيعية قادتهم الى البلاد الموجودة في شعورهم، الى ارض اسرائيل.

          الواقع في البلاد كان صعبا وتقريبا غير محتمل – امراض، مستنقعات، قلة في الرزق، أمن يتدهور، ولكن أيدي اولئك القلائل المفعمين بالايمان صنعت العجائب. في الاساس كان ذلك قلبهم الذي قال لهم في ذلك الوقت إن على الحلم أن يشكل الواقع، وليس لا سمح الله الانسحاب أمامه، التصرف بعقلانية، ولكن ليس دائما الاهتمام به، وبالخبراء العقلانيين واعطاء وزن أكبر للايمان. فيما بعد كان ذلك بن غوريون الذي قال « إن الخبراء خبراء بما حدث، وليس بما سيحدث ».

          يوم الاستقلال لهذا، هو وقت مناسب للقول شكرا لذلك الجيل الذي قلائل منه ما زالوا معنا. في المجال الشخصي جدا اولئك هم أعزائي الشخصيين، أجدادي: شلومو زلمان ومريام شرغاي، اسحق وبلهاه شنراف، ووالدي زوجتي القادمين من عدن، يهودا ومريام عوفاديا.

          اذا ما زلتم لم تتأخروا حتى الآن للقيام بذلك مثلي، يجدر بكم أن تسرعوا