خبر تشكيل معارضة -هآرتس

الساعة 09:17 ص|20 ابريل 2015

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

          بعد بعض الغموض الذي حرص عليه اسحق هرتسوغ وبعد تقديرات جدية في الساحة السياسية لاحتمال متعاظم لتشكيل حكومة وحدة، أعلن هرتسوغ أول أمس بان وجهة « المعسكر الصهيوني » بما فيه حزب العمل، هي المعارضة. « قلت مع صدور نتائج الانتخابات ان وجهتنا نحو المعارضة. هذا ليس خيارا اضطراريا بل أفضليا »، قال رئيس « المعسكر الصهيوني » في مناسبة ثقافية عقدت في تل أبيب.

          ويدعي هرتسوغ البراءة حين يتهم وسائل الاعلام، التي تغذيها الساحة السياسية، بنشر شائعات غير مسنودة عن استعداد قادة حزب العمل للدخول الى ائتلاف نتنياهو الرائع، حتى بثمن فك الارتباط عن تسيبي لفني. اضافة الى ذلك، فقد جاء هذا التصريح بعد بضعة ايام من تحقيق مفاوضات نتنياهو لاختراق مع الشركاء « الطبيعيين »، الاحزاب الاصولية وكذا البيت اليهودي وافيغدور ليبرمان – في ما يلوح لتكرار لفكرة حكومة اليمين الضيقة. ولكن، حتى لو جاء هذا التصريح في هذه المرحلة – حسن أن دعي هرتسوغ الى علم المعارضة وهكذا مثل المعسكر الذي انتخبه.

          والى الرفض الاخلاقي الذي في تسويغ حكومة مستوطنات قومية اخرى، تعمل على تشريع مناهض للديمقراطية وعنصري ضد العرب والاجانب، ينضم ايضا الاعتبار المنفعي. فمن اجل خلق بديل حقيقي لحكم نتنياهو، لا يمكن الجلوس في حكومته. فالتاريخ السياسي يثبت بان رئاسة الوزراء يحتلها مرشحون كديون من المعارضة فقط. يئير لبيد وتسيبي لفني اللذان جلسا في حكومة نتنياهو السابقة، سحقا مكانتيهما في الانتخابات الاخيرة، لانهما جلسا في حكومة من اختلفا مع مواقفه الى أن اقالهما.

          ان المخاوف عشية تشكيل الحكومة التالية في غاية الشدة: العلاقات الخارجية، وعلى راسها مع الولايات المتحدة – توجد في درك أسفل. وتوجد المحكمة وسلطة القانون في خطر عقب مبادرات مناهضة للديمقراطية لتقييدهما. اما مظالم الاحتلال فآخذة في الذوبان في الوعي الاسرائيلي ونسيج العلاقات الحساسة بين اليهود والعرب يمزقها سياسيون انتهازيون وعديمو المسؤولية ممن يشعلون النار في كل فرصة.

          ان جلوس المعسكر الصهيوني او حزب العمل داخل الائتلاف لن ينجح في التأثير الجوهري على هذه المجالات، بل سيضعف فقط قوة الحزب الايديولوجية. والهدف المركزي لهرتسوغ يجب ان يكون اقامة معسكر معارض واسع قدر الامكان يقوم على اساس مبادىء الديمقراطية، رفض العنصرية والكفاح في سبيل السلام. ان الحكم السيء في اسرائيل يجب استبداله وليس تخليده.