خبر شرٌّ داهم على الأقصى !

الساعة 04:09 م|19 ابريل 2015

فلسطين اليوم

تزايدت الاعتداءات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى والمقدسيين بشكل ملحوظ بعد فوز اليمني المتطرف بنيامين نتنياهو لجولة حكومية ثالثة, ومن مظاهر تلك الاعتداءات إصدار القوانين العنصرية وزيادة الاقتحامات وهدم بيوت المقدسيين بحجة عدم الترخيص.

وكان نتنياهو قد أكد في حملته الانتخابية على لاءات ثلاث « لا للدولة الفلسطينية، لا لوقف الاستيطان ولا حلول لقضية اللاجئين الفلسطينيين », هذه الوعودات أبرزت الوجه الحقيقي لنتنياهو وزادت من المخاطر المحدقة بحق القدس والمقدسيين.

وتنذرُ المعطيات السابقة بخطر داهم يقتربُ من المسجد الأقصى؛ مع اقتراب الحكومة اليمنية برئاسة نتنياهو من التشكيل, مع التذكير أن (إسرائيل) تستغل الهيجان العربي الداخلي (الانشغال الداخلي عن القضية المركزية) لفرض سياسياتها العنصرية وإتمام المخطط التهويدي بإقامة الهيكل المزعوم؛ وفق ما أكده مراقبون.

الكاتب والمحلل السياسي العربي مفتاح شعيب أكد في مقال له بعنوان (شٌّ داهم على الأقصى) أن « دلائل عديدة تشير إلى أن الكيان الصهيوني يضمر شراً بالمسجد الأقصى ويعد لأمر يتم التخطيط له، على الرغم من صرخات الاستغاثة الفلسطينية والعربية والإسلامية، فما تفضحه التقارير المسربة من هنا وهناك، يؤكد أن سياسة التهويد التي تقودها حكومة التطرف بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو تمضي حملتها الرعناء على المقدسات في أولى القبلتين من دون أي اعتبار لأي احتجاج ».

الكاتب شعيب: دلائل عديدة تشير إلى أن الكيان الصهيوني يضمر شراً بالمسجد الأقصى ويعد لأمر يتم التخطيط له


مفتاح شعيب

وأضاف في مقاله :« بداية هذا الأسبوع كشف استطلاع للرأي أعدته »كلية هرتسوغ الإسرائيلية« أن 40% من »الإسرائيليين« يؤيدون اقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه، وتزامن نشر الاستطلاع مع تصعيد مجموعات صغيرة من المتطرفين الصهاينة عمليات التدنيس المتتالية للحرم للقيام بصلواتهم التلمودية، ويجري ذلك برعاية عناصر الوحدات الخاصة في شرطة الاحتلال ومجموعات المستوطنين، بينما يخوض المرابطون مقاومة مدنية لمواجهة الهجمات المتتالية التي بدأت تتخذ شكل »حرب استنزاف« وتنذر برد فعل فلسطيني واسع النطاق، فيما تعزز حكومة الاحتلال استنفارها وأعادت فتح مخفر أحرقه المقدسيون الصيف الماضي بالتوازي مع تصعيد النشاطات الاستفزازية الميدانية والإعلامية والسياسية، وكلها تهدف إلى النيل من الأقصى وأهله ».

وكان استطلاع للرأي أعدته « كلية هرتسوغ الإسرائيلية » كشف أن 40% من « الإسرائيليين » يؤيدون اقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه، وتزامن نشر الاستطلاع مع تصعيد مجموعات صغيرة من المتطرفين الصهاينة عمليات التدنيس المتتالية للحرم للقيام بصلواتهم التلمودية.

 40% من « الإسرائيليين » يؤيدون اقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه

وأعتبر ان تلك الدلالات والتحركات أنها في الظاهر لا تحمل جديدا في السياسة « الإسرائيلية » في القدس المحتلة، أما في العمق فهناك عدوان مبيت تعد له حكومة نتانياهو مستغلة انشغال المنطقة كلها في حروبها وصراعاتها وضعف الاهتمام الدولي بالقضية الفلسطينية عموما، وبالنسبة إلى « إسرائيل »، فإن هذا الظرف يعتبر مثاليا لديها وبإمكانها أن تفعل ما تريد طالما أن الجبهات التي تواجهها إقليميا مفككة وغير منسجمة، وهذا الأمر حذرت منه الأوساط الفلسطينية ودعت إلى الانتباه واليقظة. ومع ذلك مازالت المخاطر قائمة ولا يعرف اليوم ماذا يخبئ غده.

وأشار أن هذه المخاطر والتهديدات المحدقة بالمسجد الأقصى لا يمنع من إطلاق نداءات استغاثة جديدة لدعم المدافعين عن هذا المعلم الساكن أبديا في ضمائر المسلمين « فالمعركة السياسية والتوعوية والثقافية للدفاع عن هذا المسجد المبارك يجب أن تحوز أولوية على غيرها من المعارك، وهي ليست معركة الفلسطينيين وحدهم، بل العرب والمسلمين أجمعين والأحرار في كل مكان ».

شعيب: الدلالات والتحركات الظاهر لا تحمل جديدا في السياسة « الإسرائيلية » في القدس المحتلة، أما في العمق فهناك عدوان مبيت تعد له حكومة نتانياهو مستغلة انشغال المنطقة كلها في حروبها

واتفق  نائب رئيس الحركة الإسلامية الشيخ كمال الخطيب؛ مع سابقه شعيب في أن الحكومة اليمنية المتطرفة عدوانية وصدامية إلى أبعد الحدود وأنها ستمارس أفظع الجرائم بحق الكل الفلسطيني وان جرائمها ستطال المسجد الأقصى.

وقال في تصريحات لـ« فلسطين اليوم »: « الحكومة الحالية حكومة صدامية وعدوانية تجاه الفلسطينيين بشكل عام والقدس بشكل خاص, وملامحها المتطرفة واضحة ».

وأوضح أن أحزاب اليمين المتطرف التي ستشارك في الحكومة سيكون لها اشتراطاتها قبل الدخول والمشاركة مع نتنياهو في الحكومة, ومن هذه الاشتراطات العدوانية السماح لليهود بدخول المسجد الأقصى بكثافة وإقامة الطقوس والصلوات وزيادة التقييد على المسلمين.

وأشار إلى أن أحزاب اليمين قدمت مقترحات لإصدار أمر لمنع فرش المصلى المرواني والمسجد الأقصى بالفراش الجديد, وأصدرت قرارات لإبعاد المقدسيين عن المسجد الأقصى.

الشيخ الخطيب: الاحتلال يستغل ما يحصل في الدول العربية لبسط سيطرته على المسجد الأقصى

الشيخ كمال الخطيب

ولفت الخطيب أن قانون أملاك الغائبين يهدف إلى اغتصاب أملاك المقدسيين في القدس المحتلة, وكذلك الأمر موقف الاحتلال من أهل فلسطين المحتلة وهدم بيوت العديد من الفلسطينيين كما حصل في كفر كنا واللد والنقب.

وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية أقرت  ما يسمى بـ« قانون أملاك الغائبين » الذي يسمح لحكومة الاحتلال بمصادرة أملاك الفلسطينيين القائمة بالقدس الشرقية ويقيم أصحابها في الضفة الغربية بصفتهم « غائبون » وفقا للقانون الإسرائيلي حسب ما كشفه اليوم « الخميس » موقع « هأرتس » الالكتروني.

ودعا الخطيب جموع الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه المسجد الأقصى, مؤكداً أن الاحتلال يستغل ما يحصل في الدول العربية لبسط سيطرته على المسجد الأقصى.

وكان حزب الليكود بزعامة نتانياهو حقق فوزاً عريضاً في انتخابات الكنيست الإسرائيلية متفوقا على المعسكر الصهيوني الذي حل في المرتبة الثانية، فيما حلت القائمة العربية المشتركة في المرتبة الثالثة.

وتفوق الليكود، بعد فرز 99% من الأصوات، على المعسكر الصهيوني حاصلا على 30 مقعدا مقابل 24 مقعدا للمعسكر الصهيوني.

وحصلت بقية الأحزاب والائتلافات على عدد أقل من المقاعد: « هناك مستقبل » 11 مقعدا، و« كلنا » على 10، و« البيت اليهودي » على 8، و« شاس » 7 و« يهودات هتوراة » على 6 مقاعد، لكل منهما و« إسرائيل بيتنا » 6، وحصلت « ميرتس » على أقل عدد مقاعد 4.

كلمات دلالية