خبر المغدور المسؤول -معاريف

الساعة 08:28 ص|19 ابريل 2015

فلسطين اليوم

بقلم: بن كسبيت

          (المضمون: كحلون سيقوم بدور عنصر الاستقرار وبدور تقوية الرابطة الضعيفة لاسرائيل مع العالم المتنور. سيحصل على ما يريد وسيعطي نتنياهو ما يريد. لكن هل نتنياهو مستعد للسماح لأحد بأن يزدهر تحته، هذا ما سنعرفه قريبا. إن من يقاطع الآخرين يجب ألا يتذمر عندما يقاطعوه - المصدر).

          الرجل الأساسي في حكومة نتنياهو الرابعة التي ستُؤدي اليمين بعد نحو اسبوعين هو موشيه كحلون. فهو سيقوم بدور المغدور المسؤول لهذه الحكومة في كل المجالات: من الموضوع السياسي مرورا بسلطة القانون وحتى الاعلام. سيضطر كحلون الى أن يكون ما كانوا في زمنهم اهود باراك ودان مريدور وبعدهما تسيبي لفني ويئير لبيد: ملطف الجو الرسمي، الشريك المسؤول، عنصر الاستقرار الذي لا يعربد ويحاول تعزيز الرابط الآخذ في التفكك لاسرائيل مع العالم المتنور، ذلك الولد الذي إصبعه في الشق الآخذ في الاتساع في السد. علينا أن نتمنى له النجاح.

بين كحلون ونتنياهو عقد في الاسابيع الاخيرة تحالف. لم يأت بدافع الحب. يوجد القليل من الحب بينهما. لقد جاء من مقتضيات الوضع. كحلون سيحصل من نتنياهو على كل ما طلبه وسيعطي نتنياهو هدوءً مصطنعا، طالما أن الوضع الحالي لا يتم خرقه. يجب عدم نسيان أن يئير لبيد بدأ هكذا والجميع يعرف أين انتهى ذلك. هل نتنياهو مستعد أخيرا لأن يعطي لأحد ما أن يزدهر تحته؟ هذا ما سنعرفه بعد شهرين أو سنتين. نتنياهو عليه أن يعرف بضعة أمور: كحلون لن يسمح بالمس بسلطة القانون، فهو سيكرس نفسه لهذه المهمة، في الاساس لأنه لا يوجد شخص آخر سيقوم بذلك. يجب الأمل بأنه سيقف أمام نفوذ الحكم ايضا في كل ما يتعلق بالحصار الذي فرض على الاعلام الحر.

هناك شيء آخر: يجب على رجال البنوك الدخول الى الملجأ، واذا كان لديكم أكثر من 12 مليون شيكل ووضعكم الصحي ليس سيئا فمن المفضل الموت الآن، لأن كحلون سيفرض ضريبة تركة تبلغ 10 بالمئة على التركات التي تصل الى هذا الحجم. يبدو لي أننا سنصمد أمام ذلك.

          حكومة نتنياهو الرابعة ستكون حكومة 67 نائبا، يمينية حريدية محافظة. سيشكل الحكومة التي وعد بها وهذا تغيير منعش. اسحق هرتسوغ قال لي أمس في مسرح « هبيما » في تل ابيب إنه ذاهب الى المعارضة. تسيبي لفني قالت لـ يوآف كركوفسكي أمورا مشابها في حادث موازي. الآن يمكن القول تقريبا بصورة مؤكدة إنه لم تكن مقابلة بين هرتسوغ ونتنياهو. هل نُقلت رسائل؟ يبدو لي أن نعم، كما يبدو أنهما وصلا الى استنتاج أن الجمهور لن يبتلع الوحدة ولن يغفر لهما اذا قاما بما تعهدا بعدم القيام به.

          ما زال غير واضح اذا كانت تلك ستكون حكومة 18 وزيرا أو أكثر. نتنياهو من مؤيدي الحكومات الكبيرة السمينة المترهلة والمستقرة. يريد حكومة الـ 18 من اجل ألا تكون اييلت شكيد فيها، ويستطيع العودة الى البيت بسلام. ليس من المضمون أن هذا سينجح. شكيد كما تم التفصيل في يوم الجمعة في « معاريف » لن تذهب بدون قضمة. الآن يوجد لها دعم كامل من بينيت. وسيكون من الواجب حل مسألة وزارة الاديان بين درعي وبينيت، وكذلك عدد من القضايا، ولكن الحكومة ستؤدي اليمين وكل شيء سيسير على ما يرام. ليبرمان سيبقى كما يبدو في وزارة الخارجية، يعلون في وزارة الدفاع، كحلون في وزارة المالية المعززة، جلعاد أردان سيختار بين العدل والتربية، كاتس  سيسيطر على الامن الداخلي مع عضوية المجلس الوزاري المصغر، العديد من الوزراء الذين حلموا بترفيعهم سيواصلون الحلم، وعدد لا بأس به من اعضاء الكنيست الذين يتوقعون حقيبة وزارية سيواصلون توقعاتهم. هذه ستكون حكومة تستطيع الاستمرار اربع سنوات كاملة أو أن تسقط بعد سنة ونصف. كل النبوءات صحيحة بنفس الدرجة.

          ماذا تبقى أخيرا من قضية هرباز؟ أين اختفت كل عشرات القصص المثيرة، الاتهامات، الافتراءات التي نشرت عن رئيس الاركان، في نفس القناة التلفزيونية، طوال اربع سنوات طويلة؟ إن قصة التسريب هذه غير مرتبطة بتاتا بقضية هرباز. هذا ذيل اكتشفه المحققون في أعقاب التنصت على عشرات آلاف المكالمات الهاتفية والمحادثات الخاصة التي أجراها اشكنازي طوال اربع سنوات في مكتبه. اذا أين هي هذه القضية التي استرزقت منها السيدة حسون لسنوات طويلة؟ أين باقي الافتراءات التي بثت المرة تلو الاخرى عن رئيس الاركان ومساعديه؟ أين اختفى كل ذلك؟.

          مجرد التحقيق في تسريب رئيس الاركان في الشرطة هو فضيحة كبيرة. لقد أشارت حسون بالبث الحي أنه أعطى « السر الثاني » من حيث الاهمية للدولة لصحفي يُقدره. الكثيرون سألوه في نهاية الاسبوع اذا كان الحديث عني. في الحقيقة لا. للأسف اشكنازي لم يكن يهتم بي عندما كان رئيس الاركان، لقد كنت عنده في محادثتين عابرتين (خلال اربع سنوات)، وتقريبا لم تكن بيننا اتصالات هاتفية. كما أفهم فان اشكنازي وجه مراسلين عسكريين كبار، والتوجيهات التي أعطاها لم تشذ عن توجيهات كل رؤساء الاركان الآخرين.

أنا ايضا حضرت أكثر من مرة تلك التوجيهات لرئيس الاركان أو لعناصر أمن رفيعي المستوى، التي قُدمت فيها تفاصيل من هذا النوع. المعلقون العسكريون رفيعو المستوى شركاء في السر وما قُدم لهم بشرط السرية لا يخرج ولا ينشر. هكذا كان حسب علمي في هذه المرة ايضا. اضافة الى ذلك رئيس الاركان هو رأس الهرم للاسرار العسكرية، وهو الذي يحدد ما المسموح اعطاءه من توجيهات وما لا يمكن اعطاءه. على أي أساس يجلس موظفون صغار في النيابة العامة ويحددون بعد الحدث من مسموح له التسريب وماذا.

لكن هذا لم ينته هنا. اذا كان قد حُقق مع اشكنازي عن التسريب فلماذا لا يفحصون من سرب عرض الجيش الاسرائيلي لمجلس الوزراء المصغر حول احتلال غزة، الذي عرض خلال عملية « الجرف الصامد ». هذا العرض تم تسريبه الى أودي سيغل ونشر في القناة الثانية في الوقت الحقيقي. من يفهم يعرف أن نشره سبب اضرارا حقيقية استراتيجية بأمن الدولة، عزز الثقة الذاتية لحماس وأثر على سير العملية. تقريبا كل اعضاء المجلس الوزاري المصغر السابق يعرفون من قام بهذا التسريب ولماذا. هذا ايضا نشر في هذه الصفحات. لماذا لا يأمر المستشار القانوني للحكومة بالتحقيق في هذا الموضوع؟ بالمناسبة، كان هناك وزراء طلبوا التحقيق.

          شاهدت أمس مقابلة مع عنات فاكسمان في برنامج « قابل الصحافة »، بشعور ثقيل. فاكسمان ممثلة رائعة، لكنها أمس جلست في استوديو رينا متسليح كامرأة مضروبة. ايضا عندما انفجرت بالبكاء لم يتركوها. إسمحوا لي، هي طلبت وقلبي كان معها، لكنهم لم يتركوها. لماذا سيتركوها؟ صحيح أن الاقوال التي قالتها في فيلم داني كوشمارو، قالتها بدون مبرر وبلهجة مستهزئة. وماذا في ذلك؟ هل هذا سبب لتصفيتها في ساحة المدينة؟ هل هذا مبرر لاعدامها بدون محاكمة؟ إن البهجة التي انقضوا فيها على من زل لسانه في الوقت الذي تتهجم فيه ميري ريغف على رئيس المعسكر، تثير الاشمئزاز.

لكن هناك جانب آخر ايضا. لقد تذمرت فاكسمان بحق من أنهم يطالبون مقاطعتها. لماذا المقاطعة؟ سألت. أنا متفق، المقاطعة هي موضوع غبي. ايضا اريئيل زلبر وعمير بنيون لا يجب مقاطعتهما بسبب آرائهما. حرية التعبير أمر مثير للتحدي ويجب أن نتعلم التعايش معه، لكن ربما من الضروري أن تنظر فاكسمان ورفاقها الى عالم المسرح والفن للحظة، وأن يتذكروا المرات التي قرروا فيها استخدام سلاح المقاطعة. على سبيل المثال، عدم الظهور خلف الخط الاخضر. إن من يقاطع المستوطنين عليه ألا يتذمر عندما يقاطعوه، وهذا ليس له علاقة بالآراء السياسية. نحن نعيش في دولة ديمقراطية تقرر فيها الحكومة ما هي مكانة المستوطنات، وليس كل واحد بصورة شخصية.

ايضا اذا كنت تعتقد أن المستوطنات تسبب الضرر للشعب اليهودي وللصهيونية، ومن المسموح أن تعتقد ذلك، عليك التسليم بهذا الوضع وأن تفهم أن الاسرائيليين الذين يعيشون فيها هم مواطنون متساوو الحقوق ويحق لهم رؤية المسرح مثل الآخرين. هذه قواعد اللعبة. ليس بالامكان صياغتها في كل مرة من جديد. اذا يكفي في شأن هذه المقاطعات. يكفي أنهم يقاطعوننا في العالم.