خبر الأسيرة أمل طقاطقة والزفاف المؤجل لإشعار آخر

الساعة 12:17 م|17 ابريل 2015

فلسطين اليوم

كان من المفترض أن تعيش الشابة الفلسطينية أمل طقاطقة (21 عاماً) مع زوجها في القفص الذهبي، بدلاً من أن تعيش في قفص الاتهام خلف قضبان سجون الاحتلال الإسرائيلي، بتهمة لم يصدقها أحد.

وما زالت فساتين حفل الزفاف والحناء التي اختارتها معلقة مكانها في ذلك المحل التجاري، بعد أن أصبحت أمل وهي من بلدة بيت فجار جنوب مدينة بيت لحم، جنوب الضفة الغربية المحتلة، عاجزة عن ارتدائها بسبب تلك الرصاصات التي اخترقت جسدها وهي في طريقها لإكمال استعدادتاها لحفل زفافها، وعاجزة أيضاً بعد أن حجبت قضبان السجون أشعة الشمس عن أحلامها التي تركتها خلفها.

لم يأتِ موعد حفل الزفاف، وبقي الفستان الأبيض مكانه ينتظر عروساً جميلة إلى إشعار آخر، ولم تجلس في سيارة كان من المفترض أن يحضرها والدها في ليلة زفافها، كذلك لم تكمل مزاحها مع شقيقاتها الست وإغاظتهن بموعد الزفاف القريب وتلك السيارة التي كانت ستميز زفة العرس.

تأجل حفل الزفاف، والعروس تقبع خلف قضبان سجن « هشارون » بتهمة محاولة طعن مستوطن إسرائيلي في الأول من ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، على مفترق تجمع مستوطنات « غوش عتسيون » المقام على الأراضي الفلسطينية جنوب الضفة الغربية المحتلة، وخمس رصاصات اخترقت جسدها لحظة محاولتها الهرب والنجاة من تهمة لم ترتكبها.

ويروي جهاد طقاطقة، والد أمل، لـ« العربي الجديد » الحكاية التي لفقها الاحتلال الإسرائيلي لابنته، ويقول إنها كانت متفقة مع والدتها التي كانت متواجدة في بيت لحم، على أن تلتقيا في مدينة الخليل المجاورة من أجل شراء بعض الحاجيات واستكمال التجهيزات المرتقبة لحفل الزفاف الذي كان من المقرر عقده في العشرين من يناير/كانون الثاني أي قبل أربعة شهور.

ويتابع « لأهالي بيت فجار مكان وحيد للوقوف فيه إذا ما أرادوا التوجه إلى مدينة الخليل، وهناك تواجدت أمل في الوقت الذي كان مستوطن في المكان، حاول الاعتداء عليها وصفعها بيده، وشعرت هي بالخوف وهربت، والمستوطن صرخ للجنود بأنها حاولت طعنه، وأطلقوا الرصاص عليها، وأصابوها في رجلها ».

ويواصل الوالد « سقطت أمل على الأرض، نهضت بعد أن أصابتها رصاصة في رجلها، حاولت الهرب والجندي من على البرج العسكري أطلق رصاصة أصابت ظهرها أفقدتها القدرة على الحراك، تجمع الجنود حولها وأطلقوا رصاصات أخرى من مسافة الصفر، واحدة أصابت يدها، واثنتان في صدرها، وأخرى في الخصر ثم اعتقلوها » يقول طقاطقة وغصة الاشتياق لأمل تداهمه.

ويشير إلى أن جنود الاحتلال ألقوا بجانبها سكيناً تستخدم لتقطيع الخضار، واتهموها بأنها حاولت طعن مستوطن في المكان، بالرغم من أن كل روايات الشهود الذين كانوا في المكان تكذب رواية المستوطن والجنود، إلا أنها في السجن الآن وتعاني عذابات الإصابة بفعل تلك الرصاصات التي اخترقت جسدها.

وأمل كانت تعيش حياة طبيعية كأية فتاة، تحب المزاح كثيراً، مرحة إلى حدّ أن جميع من في المنزل يحبها، هي صاحبة أجواء الفرح والشغب في العائلة « لا أحد يمكنه أن يجعلنا سعداء ونشعر بالفرح مثل أمل » يضيف والدها، والعائلة تفتقدها كثيراً، لا سيما شقيقتها من ذوي الاحتياجات الخاصة إذ كانت تعتني بها بشكل كبير.

في السجن تمكن والدها من زيارتها مرتين منذ اعتقالها، استنجدت بهم كثيراً وتمسكت ببراءتها من تهمة المحتل، تبدأ بالسؤال عن خطيبها، ثم تنهار أمام عاصفة الاشتياق لأشقائها وشقيقاتها، وبعدها تلملم كل ما في جعبتها من أحلام ومخططات عن حفل الزفاف المؤجل، تحدث والديها عن كل التفاصيل وتسأل عن ما حلّ بكل تجهيزاتها.

كما تحدثهم أيضاً عن اعتداء المستوطن عليها لحظة تواجدها في المستشفى، وعن تحقيقات ضباط المخابرات ومحاولة تلفيق التهمة وتثبيتها عليها، وتعود للسؤال عن خطيبها خليل، وقريتها بيت فجار.

حفل الزفاف ما زال مؤجلا، والعائلة تطالب السلطة الفلسطينية والمجتمع الدولي للتدخل أولاً من أجل إطلاق سراحها، ومن ثم تقديم العلاج اللازم لها، ثم زفها إلى بيت زوجها بعد أن ترتدي فستانها الأبيض كبقية الفتيات المخطوبات في العالم.