خبر إحياء ذكرى الانتصار- معاريف

الساعة 10:40 ص|16 ابريل 2015

فلسطين اليوم

إحياء ذكرى الانتصار- معاريف

بقلم: بني بريسكين

          (المضمون: لا يعرف جميع الشباب أن مشاركة اليهود في الحرب العالمية الثانية كانت جزءً لا ينفصل عن قوات الانقاذ. بعد 70 عاما من هذه الحرب هناك فرصة لتحويل يوم الانتصار الى عيد يهودي - المصدر).

          قبل سنتين في اطار وظيفتي كمدير عام مؤتمر يهود روسيا، توجه إلي عضو المؤتمر غرمان زخاريا، رجل رأسمالي يهودي روسي ومتبرع، وسأل لماذا في اسرائيل لا يحتفلون بيوم الانتصار على النازيين؟ هذا السؤال وبصورة فورية جعلني أتذكر جدي، ليف سولومونوفتش غورفيتش، الذي تطوع للجيش الاحمر في عمر 42 كطبيب عسكري ووصل مع وحدته حتى نيرنبرغ، وعندما عاد الى روسيا حصل على أوسمة تميز وبطولة. جدي فقط هو قصة واحدة من بين مئات آلاف القصص للمقاتلين اليهود الذين حاربوا ضد المانيا النازية في الحرب العالمية الثانية وغير المعروفين للجمهور في البلاد. اذا لماذا في الحقيقة لا يحتفلون في اسرائيل بيوم الانتصار على المانيا النازية.

          إن تعليم التاريخ اليهودي بواسطة الكتاب المقدس اليهودي « التناخ »، يخلق الانطباع بأن الأحداث الهامة هي من إرث الماضي البعيد، ولكن القرن العشرين هو أحد القرون الهامة في التاريخ اليهودي. الحرب العالمية الثانية كانت ربما الحدث الأهم في شموليته وتأثيره على مستقبل الشعب اليهودي. حدث يظهر ايضا في أعياد اسرائيل مثل عيد المساخر، أنقذنا من الابادة. كما هو الامر في عيد الانوار، حققنا انتصارا عسكريا. وكما هي الحال في عيد الفصح، جعلنا أحرارا في اقامة دولة اسرائيل. لكن في حين أن الانقاذ والبعث الذي جاء في أعقابها يتم تخليدها بواسطة يوم الكارثة ويوم الاستقلال، فان الشعب اليهودي ودولته تقريبا لا يحتفلون بالنصر العسكري الذي كان نصرا يهوديا ليس أقل مما كان نصرا للحلفاء.

          كل ولد اسرائيلي يعرف عدد الذين قتلوا في الكارثة. لكن القليلين يعرفون عن المليون والنصف المقاتلين وعن الـ 250 ألف من اليهود الذين سقطوا في المعارك وعن مئات الآلاف الذين حصلوا على أوسمة البطولة. لقد كان لقتال اليهود دور مركزي في النصر: مليون ونصف مقاتل يهودي في جيوش الحلفاء، 500 ألف جندي يهودي في الجيش الاحمر فقط، 200 ألف منهم سقطوا في الحرب، و160 ألف حصلوا على أوسمة البطولة. في الجيش الاحمر كان هناك جنرالات يهود كثيرين، نحو 300. من بين المقاتلين اليهود في الجيش الامريكي كان هناك 36 ألف حصلوا على أوسمة بطولة. نسبة الحاصلين على الأوسمة كانت أقل بكثير قياسا بعدد اليهود النسبي في الجيش الاحمر والجيش الامريكي معا. قاتل اليهود ليس فقط من اجل دولهم ولكن ايضا من اجل شعبهم. قتال اليهود كان جزءً لا ينفصل عن الانقاذ.

أناتولي شبيرو، الضابط في الجيش الاحمر والذي كان مسؤولا عن الكتيبة التي حررت أوشفيتس، كان الرجل الذي بيده فتح بوابات المعسكر وأعلن لنزلائه « الجيش الاحمر وصل من اجل تحريركم ». أناتولي الذي قام بذلك كجندي سوفييتي وكيهودي، قصته تعبر أكثر من أي شيء آخر عن أساس القتال اليهودي.

          بعد 70 سنة من الانتصار على النازيين، ربما هذه هي الفرصة الاخيرة لتحويل هذا اليوم الى عيد يهودي واسرائيلي. يوم يحتفل فيه الجمهور الاسرائيلي كله بيوم الانتصار، الذي هو بدرجة كبيرة انتصارا يهوديا على من أرادوا إبادتنا. الحرب العالمية الثانية كانت حربا يمكن التعبير فيها عن القتال وروح البطولة اليهودية بمقاييس توراتية. بطولة شعب حارب من اجل وجوده. من المهم أن نتذكر ونُذكر بهذا الانتصار للروح اليهودية، ليس فقط بمراسم رمزية في الكنيست وفي « يد واسم »، ولكن بيوم عيد يهودي يُحتفل فيه في المدارس والميادين في ساحات المدن. يوم نتذكر خلاله الانتصار اليهودي ونحتفل به من اجلنا ومن اجل الأجيال القادمة.