خبر كريم .. غادر لتلقي العِلم منذ 33 عاماً ولم يعد حتى اللحظة..!

الساعة 06:47 م|15 ابريل 2015

فلسطين اليوم

« غادر كريم البالغ من العمر 25 عاماً منزله القاطن في قرية عارة »المثلث الشمالي« إلى جامعته منذ 33 عاماً ولم يعد حتى اللحظة .. ترك والدته تُبحر في دموعها وذكرياتها.. تتفقد ملابسه وفراشه وكتبه الدراسية علها تضمد جراحها.. ولا تزال الأم متمسكة بحبل الأمل للقائه عما قريب.. ».

33 عاماً لم تحتضن نجلها .. لم تراه يجري في حديقتها يداعب الصغار ويقرأ دروسه الجامعية .. حكم عليه بالإعدام شنقاً .. خفف الحكم حتى 40 عاماً .. هو الأسير كريم يونس عميد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

في العام 1983 هاجمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزله وكسرت الأبواب وأحدثت فزعاً كبيراً لدى العائلة ورغم ذلك لم تجد كريم .. وبعد تحقيق وتعذيب عرف الصهاينة أنه في جامعة بئر السبع لدراسة الهندسة الميكانيكية ، فما كان منهم إلا وتوجهت العشرات من الآليات العسكرية لمحاصرة الجامعة حتى إلقاء القبض عليه وزجه في السجون حتى الآن.

أم كريم البالغة من العمر 78 عاماً لم تفقد الأمل في الإفراج عن نجلها ولم تقطع السبل لرؤيته واحتضانه حيث قالت لفلسطين اليوم« : »33 عاماً وأنا أحبس دموعي واشتاق لاحتضانه وأحسب الدقيقة كأنها عامٌ كامل ولم أقطع الأمل للحظة وأتمنى أن أراه في القريب العاجل« .

»أسوأ لحظات حياتي عندما اعتقل كريم ولا زلت أتذكر تفاصيل الحادثة والواقعة عندما اقتحمت قوات الاحتلال المنزل بحثاً عن كريم.. الدموع والصيحات والآلام والأوجاع كلها تجمعت في لحظة ولا زالت تسري حتى يتم الإفراج عن كريم والأسرى كافة« قول أم كريم.

ارتبكت »أم كريم  وبد صوتها ينحب.. وأخذت دمعتها تسيل وهي تسرد شوقها وحنينها لأن ترى نجلها متزوج وله من الأولاد والأبناء كما إخوانه الثلاثة .. وتقول: « عندما كنت في زيارة له كان يحدثني عن قضية فلسطين عن الوطن عن العروبة التي من أجلها سجن فكنت أصبر واحتسب أمري إلى الله ».

وعندما أُعلن عن قرب الإفراج عن كريم في الدفعة الرابعة للأسرى وتخاذل الاحتلال في الإيفاء بالتزاماته قالت: « إنصدمت وشعرت بالإحباط  لأنني كنت أنتظر تلك اللحظة ومهيأة نفسي لاستقباله إلا أن الاحتلال لم يفرج ولم يفِ بوعده.

وأكدت أم عميد الأسرى، أن الإفراج عن كريم والأسرى كافة من سجون الاحتلال يكون بكافة الطرق والوسائل أولها المقاومة المسلحة التي أفرجت في الماضي القريب عن 1037 أسيراً وأسيرة.

وفيما يتعلق بيوم الأسير الفلسطيني دعت أم كريم أطياف الشعب الفلسطيني كافة للمشاركة والهبة الجماهيرية الحاشدة نصرة لأبناء شعبنا في سجون الاحتلال، قائلة بحزن عميق: »لا استطيع المشاركة في المسيرات الحاشدة لأنني امرأة تجاوزت الـ78 عاما وأجريت عملية في قدمي حيث وضعت بلاتين ولا أستطيع السير لمسافة طويلة.


والدا الأسير كريم يونس

الأسرى في أرقام:

-(6500) أسير فلسطيني، لا زالوا قابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي

ومن بين هؤلاء:

      (478) أسيراً صدر بحقهم أحكاماً بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو لمرات عديدة .

      (21) أسيرة، بينهن قاصرتان.

      (205) طفل قاصر دون سن الثامنة عشر.

      (480) معتقل إداري.

      (13) نائباً، بالإضافة إلى وزيرين سابقين.

      (1500) أسير يعانون أمراضا مختلفة، بينهم قرابة '80' أسيرا في حالة صحية خطيرة جدا.

      (30) أسيرا معتقلين منذ ما قبل أوسلو ومضى على اعتقالهم أكثر من 20 عاما في السجون الإسرائيلية.

    (16) أسيرا من القدامى مضى على اعتقالهم أكثر من ربع قرن، ومن بينهم الأسيرين كريم وماهر يونس مضى على اعتقالهما 33 سنة بشكل متواصل.

   (85) أسيرا أعيد اعتقالهم من محرري صفقة 'شاليط'، ولا يزال منهم قرابة (63) رهن الاعتقال، وأن غالبيتهم كانوا قد أمضى عشرين عاما وما يزيد قبل تحررهم في الصفقة التبادل.

ويتوزع الأسرى الفلسطينيين، على قرابة ( 22) سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف، أبرزها نفحة، ريمون، عسقلان، بئر السبع، هداريم، جلبوع، شطة، الرملة، الدامون، هشارون، هداريم، ومعتقلات النقب وعوفر ومجدو.