خبر بيع الصواريخ: بيّنة على خطر الاتفاق- اسرائيل اليوم

الساعة 10:36 ص|15 ابريل 2015

فلسطين اليوم

بيع الصواريخ: بيّنة على خطر الاتفاق- اسرائيل اليوم

بقلم: عومر دوستري

          (المضمون: إن بيع منظومة الصواريخ الروسية لايران يشكل اول الثمار للاتفاق الايراني بحيث أصبح التهديد بمهاجمة ايران عسكريا هو أمر فارغ من المضمون - المصدر).

          في السنوات الاخيرة امتنعت روسيا عن تزويد ايران بمنظومة الصواريخ الاستراتيجية « اس 300 » لاسباب منها الجهود الاسرائيلية الكبيرة من خلال ادراك اسرائيل بأن وصول تلك المنظومة سيُصعب عملية عسكرية في أجواء ايران من اجل مهاجمة المنشآت النووية. من بين تلك الجهود قام رئيس الوزراء نتنياهو بزيارة في شباط 2010 الى روسيا من اجل ثني الروس عن بيع منظومة الصواريخ المتطورة لايران. رغم أنه كان هناك اتفاق موقع لبيع المنظومة لايران، فقد قامت روسيا بالغائه في فترة الرئيس دمتري مدفديف. حتى لو لم يكن الاسرائيليون هم العنصر المباشر أو الأكثر أهمية في القرار الروسي، فمن الواضح أن جهود اسرائيل التي لم تنقطع ساهمت في هذه القضية وأثمرت.

          الآن تراجعت روسيا عن قرارها بالاتجاه المعاكس، ويمكننا أن نعزو تغيير هذا الاتجاه للروس لتصدع العلاقات بينهم وبين الغرب وللتوتر الشديد الذي نشأ في أعقاب الحرب الاهلية في اوكرانيا حيث يتحارب هناك اللاعبان على تحقيق أكبر عدد من نقاط التأثير. لكن هذه العلاقة مشكوك فيها في الاساس اذا أخذنا في الاعتبار تصريحات اوساط رفيعة المستوى في روسيا.

          يعترف هؤلاء علانية بأن المُسبب لتجديد صفقة السلاح مع ايران كان في الاساس شيء واحد – اتفاق الاطار حول موضوع البرنامج النووي الايراني الذي تم توقيعه في الاسبوع الماضي في لوزان بحضور ايران والدول الستة العظمى. وهكذا في 2010 أعلنت روسيا أنها قد ألغت صفقة السلاح مع ايران في أعقاب مجموعة العقوبات الاقتصادية التي تم فرضها على طهران. هذه العقوبات تمت المصادقة عليها في مجلس الامن وحظرت نقل وسائل قتالية من نوع منظومة « اس 300 ». في سياق متصل قال وزير الخارجية الروسي، سيرجيه لافروف، يوم الاثنين الماضي إن القرار بالسماح بتنفيذ صفقة السلاح يرتبط بصورة مباشرة بالمحادثات النووية: « لم تعد حاجة للحظر على بيع صواريخ اس 300 لايران، ذلك الحظر الذي أخذته روسيا في الماضي بمبادرة منها ».

          بناءً على ذلك فان القرار الروسي هو نتيجة السياسة الخارجية المسالمة لادارة اوباما، التي تسمح الآن بعقوبات غير مسبوقة تمت المصادقة عليها بصورة نادرة من قبل كل الدول العظمى أن تتفكك وتتطاير في الهواء. وذلك رغم أنه لم يتم توقيع رسمي على الاتفاق بعد، وأن التفاهمات التي تم التوصل اليها هي مجرد تفاهمات شفوية. وبسبب كل هذا يمكننا ضم الطلب الامريكي تقليص نظام العقوبات بصورة تدريجية، اذا أثبت الايرانيون في المستقبل تعهداتهم. الاشارات الخطيرة في الاتفاق نتلقاها اليوم وقبل أن يُطلب من الايرانيين التوقيع على بند واحد منه.

          في الاسبوع الماضي أشار وزير الدفاع الامريكي، اشتون كارتر، الى هجوم امريكي محتمل في ايران اذا لم تحترم الاتفاق النووي. ولكن الشرعية الدولية التي حصلت عليها ايران من الاتفاق، ومنظومة متطورة من الصواريخ المضادة للطائرات اضافة الى الحماية الروسية والصينية، تحول هذا التهديد الامريكي الى تهديد فارغ من المضمون تقريبا.