خبر «إسرائيل ناشيونال نيوز»: القوة الإسرائيلية هي أكثر ما تحتاج إليه السعودية

الساعة 10:06 ص|15 ابريل 2015

فلسطين اليوم

إن وضع إسرائيل كقوة إقليمية هو أمر غير عادي وذلك لافتقارها إلى مجموعة من الحلفاء المحليين. ومع وجود علاقات أمنية قوية مع مصر والأردن والسعودية، فإن إسرائيل مجبرة على إبقاء هذه العلاقات في الخلفية. وبغض النظر فإن لإسرائيل درجة من النفوذ وذلك من خلال قيمتها الاستراتيجية الخاصة. وبينما العلاقات بين تلك الدول غير معلنة فإنها كذلك غير متاحة للمراقبة العامة وهو ما يعزز من فرص العلاقة مع الدول المذكورة آنفا إلى جانب الدول العربية الأخرى.

ويؤكد «روبرت كابل»، من المعهد الألماني للدراسات العالمية والإقليمية أنه بدلا من العداء الشديد فإن إسرائيل بحاجة إلى سياسة خارجية إقليمية أكثر حزما وذلك من أجل جذب المزيد من الحلفاء.

ولكن، هل هذا حقيقي؟

ويقول البروفيسور «إيتان جيلبوا»، من جامعة «بار إيلان»، «أعتقد أن إسرائيل لديها سياسة خارجية. إننا لا نرى ذلك ولكنها تتعاون مع الدول العربية والخليج الفارسي وخصوصا فيما يتعلق بإيران وكذلك مكافحة الإرهاب. لدى إسرائيل سياسة إقليمية ولكنها غير معلنة».

حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ليس شرطا للتحالف

وبالعودة إلى «كابل» على وجه الخصوص، يقول «جيلبوا»، «أعتقد أنه يعني أن يستخدم هذا في الاتفاق حول القضية الفلسطينية، ومن ثم تأتي مبادرة السلام العربية. وهناك افتراض يقول بأن السلطة الفلسطينية غير قادرة على الوصول إلى اتفاق مع إسرائيل».

ويرى «جيلبوا» أن هناك رغبة عربية لتوسيع العلاقات مع إسرائيل على الرغم من الصراع مع الفلسطينيين. وهكذا، فإن المبادرة العربية للسلام من الممكن أن تكون دليلا على أن الدول العربية حريصة للتوصل إلى عرض عام يسمح لهم بفتح الباب للقدس بدون الاضطرار إلى توقيع اتفاق حول الصراع.

وقال، «إنني أرفض أحد الادعاءات التي تقول بأن حل القضية الإسرائيلية الفلسطينية يعد شرطا للتحالف الإقليمي. والسبب وراء ذلك بسيط ، أن جميع هذه الدول لم تعد تكترث للفلسطينيين. هذه الدول مهتمة بالتصدي لإيران والمنظمات الإسلامية المتطرفة. لقد أصدروا كل أنواع البيانات المتناقضة مع ذلك ولكن هذا ليس محور القضية. لا أعتقد أن ثمة صلة هنا».

ولتأكيد وجهة نظره، يقول «جيلبوا»، «هناك فرصة أقل من أجل الضغط الإقليمي على الفلسطينيين وهي أقل مما يعتقد الكثيرون. إن التعاون هو كناية عن التعاون الأمني حول المصالح السلبية».

وهذه المصالح السلبية تتعارض مع التحديات الأمنية الإقليمية المشتركة مثل تلك التي ذكرت آنفا حول إيران والمنظمات الإرهابية الإسلامية. ولكن لإيجاد تحالف لابد من وجود ما هو أكثر من أعداء مشتركين، فلابد من وجود مصالح مشتركة.

وأضاف قائلا، «تركيا تتعارض مع داعش، فهما يتشاركون نفس الأيديولوجية ولكنهما متنافسان. يرغب أردوغان في إعادة إحياء الإمبراطورية العثمانية حيث لا تقود فيها أي دولة عربية العالم العربي. وحيثما ترى هذا النوع من الأمور الجيوسياسية فإن هناك الكثير من الفرص للتعاون مع هذه الدول. وهناك كذلك انتقاد لإسرائيل لعدم استغلالها هذا الموقف».

دول جديدة؟

وعندما سأل «أروتز شيا» إذا ما كانت فرص إسرائيل للتحالف الإقليمي تتزايد مع انهيار سوريا وتقسيمها لدول أصغر أو من خلال استقلال الحكومة الكردية الإقليمية لتصير دولة مستقلة ذات نفوذ، فإن «جيلبوا» يرى أن الفكرة جيدة.

وقال، «أعتقد أن هذه وجهة نظر سليمة. إنني أسمع فقط أن إسرائيل تتعاون مع الأكراد هناك ويمكنكم عمل ما هو أكثر من ذلك. إن التحالف مع تركيا قد وقف حائلا ضد التعاون الوثيق مع الأكراد. ولكن العلاقات الآن مع تركيا سيئة وهذا الوضع لا يتكرر كثيرا. وأعتقد أنه يمكنهم فعل الكثير».

ويقول «جيلبوا» إن التركيز على استقلالية أكثر تطورا وبنية تحتية وتطلعات للأكراد العراقيين أكثر من غيرهم من الجماعات التي ظهرت في سوريا، يمكن أن تجعل من كردستان لاعبا خطيرا يغير قواعد اللعبة في المنطقة التي تعج بخليط من التحالفات. ويمكن كذلك أن تصير شيئا لا يحل بالضرورة محل الدول العربية كحليف موثوق به، وإنما يقوم بدعم الفرص من أجل تحالف قوي بين الدول العربية وإسرائيل.

وأضاف قائلا، «أعتقد أيضا أن هناك مساحة للتحالف الاستراتيجي بين إسرائيل والدول العربية الموالية للولايات المتحدة. ليس فقط احتمالية التعاون بين إسرائيل والمجموعات غير العربية فقط وإنما التعاون مع إسرائيل والدول غير العربية وتلك الكيانات السياسية الناشئة حديثا في الشرق الأوسط. يمكن لهذا أن يتم في البداية على أساس ثنائي فقط،ربما بين إسرائيل وكردستان، أو على أساس متعدد الأطراف. في حال الحصول على النفوذ مع جماعة مثل الأكراد فيمكن ترجمة ذلك إلى نوع آخر من التحالف متعدد الأطراف».

لكل من إسرائيل وكردستان تاريخ طويل من العلاقات السرية والمعلنة وخصوصا فيما يتعلق بالأمن. وبالتالي يمكن لكردستان أن تكون مثالا على الدولة الناشئة التي تقوم إسرائيل ببسط نفوذها عليها أكثر من السعوديين (بافتراض أن كردستان قادرة على الحصول على الاستقلال مع سيادة كاملة). إن النفوذ العسكري والدبلوماسي السعودي لا يزال أقل من نظيره الإسرائيلي.

«إن القوة السعودية تقتصر قدرتها على التلاعب بأسواق النفط غير أن هذه القوة غير ثابتة حيث أصبح هناك مستوردون أساسيون مثل الولايات المتحدة مكتفين ذاتيا في هذا الصدد. وحتى قدرتهم العسكرية من الممكن أن تتحول إلى قدرات محدودة كعمليتها في اليمن والتي تعتبر واحدة من أكبر العمليات العسكرية التي شنتها السعودية. كما أن الافتراض القائل بأن السعودية ربما يكون لها تأثير قوي على باكستان وأنها يمكنها أن تقنع إسلام أباد ببيع قنبلة ذرية للوقوف أمام إيران صار أمرا مشكوكا فيها بعد قرار باكستان الأخير بعدم المشاركة في عاصفة الحزم ضد الحوثيين».

وفي النهاية، فإن القوة الإسرائيلية ربما تكون أكثر ما تحتاج إليه السعودية.

وأكد «جيلبوا» قائلا، «أي شيء غير الفوز في العملية العسكرية في اليمن لن يصب في مصلحة السعودية»، ومن ناحية أخرى، فإن إسرائيل أقوى بكثير من الناحية الدبلوماسية والعسكرية ومجتمعها نابض بالحياة.