خبر في تفجيرات كهرباء « الإنتاج الإعلامي » « حياة » لقنوات فضائية

الساعة 07:33 م|14 ابريل 2015

فلسطين اليوم

« لن تثنينا أعمال العنف والتخريب عن مواجهة الإرهاب واقتلاعه من جذوره » .. عادة ما تتكرر هذه العبارة على لسان رجال الأمن بعد كل حادث إرهابي يستهدف قواتهم، وهو نفس الأمر الذي تكرر بالأمس على لسان العاملين بالقنوات الفضائية بعد تفجير برجي الكهرباء المغذيان لمدينة الانتاج الإعلامي بمدينة 6 أكتوبر. 

وجاء التفجير الذي وقع بالأمس وتسبب في انقطاع البث عن القنوات الفضائية، واتشاح شاشتها بالسواد، ليمنحها تحد جديد، كما تكشف تعليقات مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك في وقت تعاني فيه القنوات الفضائية من أزمات مالية، دفعت بعض العاملين بها للتظاهر للمطالبة بمستحقاتهم لدى القنوات. 

وكشفت التعليقات التي أطلع عليها مراسل الأناضول، عن أن استهداف التفجير لمدينة الانتاج الاعلامي، يعني أن برامجها قادرة على إزعاج من يقوم بالتفجيرات، وهو ما يدفع بمطلب مساعدة القنوات على تجاوز عثرتها المالية للاستمرار في عملها بقوة أكبر من أي وقت سابق. 

وتواجه القنوات الفضائية أزمات مالية، أرجعها الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، إلى أن أموالا كثيرة تم ضخها فى سوق الإعلام بعد « 30 يونيو »، بعضها من رجال الأعمال المحليين بحثا عن نفوذ أو لـ« التنقيط » للنظام الجديد، وهذا الضخ المبالغ فيه خلق نوعا من التشوه في سوق الإعلام ومبالغ فلكية تدفع لنجوم هذه المهنة، ثم رأينا فضائيات كثيرة تنشأ وكذلك صحف. 

وتابع الكاتب في مقاله الذي نشرته جريدة « الشروق » الخاصة يوم 6 أبريل/ نيسان الجاري : « كان من اللافت للنظر أن غالبية وسائل الإعلام تقدم نفس المنتج وأحيانا نفس الضيوف لنفس المستهلكين، بل إن بعض أصحاب الفضائيات كانوا ينافسون أنفسهم بكل ما تعنيه الكلمة ». 

وأضاف: « لأن السوق كانت مشوهة ولا تعبر عن عرض وطلب فعلى، فكان لابد للحظة الحقيقة ان تجئ خصوصا مع التطورات السياسية محليا واقليميا ». 

وتجسدت لحظة الحقيقة، كما وصفها الكاتب بمقاله، في فضائيات لم تصرف رواتب موظفيها منذ خمسة شهور، وقنوات قررت الإغلاق تماما، وأخرى قررت ان تطبق أقصى معايير التقشف من خفض الرواتب إلى تقليص أعداد الموظفين، إضافة إلى تخفيض ميزانية الإنتاج. 

وبينما كان الحديث الدائر بين العاملين في تلك القنوات عن الأزمة المالية وخطر الإغلاق، جاءت تفجيرات مدينة الانتاج الإعلامي بالأمس، لتمنحهم دفعة معنوية إلى الأمام من أن استهداف قنواتهم يعني نجاحهم. 

وقال محمد أدهم في « هاشتاج » تم إطلاقه على تويتر بعنوان (الإرهاب سيموت والإعلام لن يموت)، 

« ارهابكم لن يخرس صوتنا ورفضنا وكرهنا لكم » .. وتابع أدهم الذي يعمل في أحد القنوات الفضائية: « سنعيش  احرارا و ستموتون بإرهابكم ». 

وقال محمد خضري موجها حديثه لمنفذي التفجيرات: « يا ترى يا إرهابيين  لو اسكتم الاعلام الوطنى وسلطتم علينا قنواتكم سنسمع لكم.. إعلامنا الوطني لن يموت ». 

وتابع خضيري وهو من العاملين بالقنوات الفضائية: « ما حدث اليوم يؤكد ضرورة الوقوف خلف القنوات الفضائية، فلو لم تكن مزعجة للإرهابيين ما استهدفوها ». 

وفي « هاشتاج » آخر بعنوان « مدينة الانتاج الإعلامي »،  قرأ محمد رفعت الفائدة التي ستجنيها القنوات الفضائية من التفجيرات. 

وقال رفعت الذي يبدو من تعليقه أنه ليس من العاملين بالقنوات الفضائية: « الذنب الاكبر الذي ارتكبه مفجر مدينة الانتاج الاعلامي هو ان الاعلاميين سيرددوا هذا الموضوع لـ 15 سنة قادمة مثل مجدي عبدالغني وهدفه في كاس العالم ». 

ومجدي عبد الغني لاعب سابق في المنتخب المصري لكرة القدم سجل هدفا من ضربة جزاء في نهائيات كأس العالم بإيطاليا عام 1990، وعادة ما يتحدث عبد الغني عن هذا الهدف في وسائل الإعلام، لأن مصر لم تصعد من وقتها لكأس العالم، وصار هدفه حدثا نادرا. 

وعلى نفس « الهاشتاج » قال محمد شردى مقدم برنامج 90 دقيقة، على قناة المحور الخاصة : « نحن متواجدين فى ستديوهاتنا فى مدينه الانتاج الاعلامي، ولن يستطيع أحد ان يمنعنا من ممارسه عملنا بمصر ». 

وشهدت مدينة الإنتاج الإعلامي (مجمع أستديوهات يبث منه معظم القنوات الفضائية)، في ساعة متأخرة من مساء يوم الاثنين، انقطاع التيار الكهربائى عن المدينة بالكامل، والذي حدث عقب دوي صوت يشبه انفجارا. 

قال مصدر أمني مصري إن « انفجار عبوة ناسفة في محول كهربائي مسؤول عن تغذية مدينة الإنتاج الإعلامي (غربي القاهرة) أدى إلى انقطاع الكهرباء عن المدينة ». 

وقال بيان صدر اليوم الثلاثاء عن وزارة الكهرباء ، أن الشركة المصرية لنقل الكهرباء قامت بتشغيل وحدات التوليد الاحتياطية بمدينة الانتاج الاعلامي علاوة على نقل بعض المولدات الاحتياطية من شركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء الى مدينة الانتاج الاعلامي. 

وأضاف البيان أنه تم صباح اليوم الثلاثاء توفير تغذية كهربائية بديلة لمدينة الانتاج الاعلامي.