خبر إنها لا تحسب لنا حسابا -معاريف

الساعة 10:37 ص|14 ابريل 2015

فلسطين اليوم

بقلم: يوسي ملمان

          (المضمون: عندما يتعلق الامر بالمصالح الحيوية لروسيا فانها لا تحسب حسابا لاسرائيل. الاجهزة المتطورة التي ستقدمها روسيا لايران ستُصعب مهمة مهاجمة منشآتها النووية وستزيد خسائر اسرائيل اذا أقدمت على مهاجمتها - المصدر).

          مرة اخرى فوجئوا في اسرائيل (وفي الولايات المتحدة) من قرار روسيا بيع مضادات متطورة للطائرات من نوع « إس 300 » لايران. في أعقاب ضغط امريكي وجهود اقناع اسرائيلية وفي الاساس تقديراتها الخاصة، وافقت روسيا قبل بضع سنوات تجميد قرارها لبيع وسائل تسلح لايران. الآن أعلنت ادارة بوتين أنه على خلفية الاتفاق الآخذ في التبلور في موضوع البرنامج النووي الايراني فانها قررت الغاء التجميد وتنفيذ الصفقة. وزير الخارجية سيرجيه لافروف أكد أن الحديث يدور عن وسائل دفاع. من هذا القرار تبين على الأقل أربع عبر أساسية: 1- العقد انفرط. 2- القدرة على مهاجمة المنشآت النووية الايرانية ستكون أصعب رغم أنها ليست غير ممكنة، بالنسبة لاسلحة الجو الاسرائيلية والامريكية. كما هو مفهوم ستصبح أصعب على سلاح الجو الاسرائيلي، الذي ليس لديه قاذفات متملصة. 3- روسيا غير مستعدة لفقدان ايران « كذخر » لها في الشرق الاوسط. 4- رغم السياسة التصالحية لاسرائيل تجاه روسيا فان تأثيرها على السياسة الخارجية لبوتين هامشي جدا.

          أحد الانجازات الكبيرة للمجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة في كل ما يتعلق بالبرنامج النووي الايراني كان خلق اجماع دولي بمشاركة روسيا والصين، رغم أنه كان للدولتين مصالح مختلفة، واحيانا متعارضة مع تلك التي للولايات المتحدة ودول اوروبية اخرى، فقد وافقتا منذ 2006 وغالبا عن غير رغبة على الانضمام الى العقوبات – سواء عقوبات مجلس الامن أو الدول الغربية. لقد تم ذلك بفضل المقاربة الحكيمة لواشنطن التي أرادت أن تكون السياسة تجاه ايران مجمعا عليها. بدون هذه المقاربة فان العقوبات القاسية التي طالبت اسرائيل فرضها على ايران والتي أدت الى أن تأتي طهران زاحفة الى المفاوضات والى الاتفاق (الذي حتى الآن لم يكتب ولم يوقع عليه وحتى هذه اللحظة يعتبر في اطار مباديء فقط) – لم تكن لتُفرض. ولكن الآن يبدو أن روسيا قررت الرجوع الى سياستها المستقلة تجاه ايران.

          لقد تم ذلك بسبب أن موسكو تشك بأنه بعد أن يتم التوصل الى الاتفاق ستدفأ العلاقات بين طهران وواشنطن. لقد بدأت بالبروز مصالح مشتركة للدولتين، مثل موضوع الحرب ضد داعش. ستبذل روسيا كل ما في وسعها من اجل إبقاء ايران في مجال تأثيرها وكشريكتها السياسية الكبيرة. على الأجندة هناك عدد من الصفقات الضخمة بمبلغ نحو 20 مليار دولار من النفط والواردات وغيرها.

          من هذه الناحية يبدو أنه رغم جهود اسرائيل بقيادة وزير الخارجية افيغدور ليبرمان والتي تضمنت ايضا عدة زيارات له ولرئيس الحكومة نتنياهو من اجل ايجاد مداخل الى قلب بوتين، وبالتأكيد في كل ما يتعلق بتسليح ايران، اتضح أنه عندما يتعلق الامر بمصالحها الحيوية فان روسيا لا تحسب حسابا لاسرائيل.

          وفي النهاية، ربما يكون هذا هو الامر الأهم لاسرائيل: احتمالات الخيار العسكري الاسرائيلي على التحقق، اذا كان أصلا موجودا، تتقلص أكثر، عندما يتم تزويد ايران باجهزة الـ « إس 300 »، وتوضع للدفاع عن سمائها. الحديث يدور عن تشكيلة سلاح تعتبر من الاكثر تطورا في العالم بامكانها اسقاط طائرات وصواريخ من كل الانواع بما في ذلك الصواريخ البحرية بمساعدة رادار متطور لمسافة تصل حتى 300 كم. مع ذلك ورغم كل شيء، فان سلاح الجو ما زال بامكانه بعد ذلك تنفيذ هجوم، رغم أن المخاطر التي تكتنفه والثمن الذي سيدفعه في الخسائر البشرية وفي الطائرات التي سيتم اسقاطها، سيكون منذ الآن أعلى أكثر. الولايات المتحدة بالتأكيد يوجد لديها حتى الآن قدرة « لتجاوز » وتعطيل الاجهزة وتنفيذ هجوم ناجع أكثر من اسرائيل.