خبر الأثر- يديعوت

الساعة 10:36 ص|14 ابريل 2015

فلسطين اليوم

الأثر- يديعوت

بقلم: اليكس فيشمان

          (المضمون: بينما يحاول نتنياهو هز سفينة الادارة الامريكية وبالكاد ينجح في احداث بعض الموج، جاء الروس ليذكرونا باننا نحن والامريكيين نبحر في ذات القارب. وبالتالي فلعل هذا هو الوقت للكف عن هز السفينة والشروع في الحديث بجدية مع القبطان - المصدر).

          لو كان لدى ايران اليوم صواريخ اس 300 تنفيذية، وقررت اسرائيل مهاجمتها صباح غد – لكانت هذه أوبيرا مختلفة تماما، وذلك لان هذا سيكون عائقا أعلى بكثير من ذاك الذي وقف امام سلاح الجو في « حملة اوبيرا » التي دمر فيها المفاعل النووي في العراق. غير أن ليس لدى الايرانيين حاليا صواريخ كهذه، ويبدو أنه لن تكون لهم في السنتين – الثلاث سنوات القريبة القادمة. اما في اسرائيل، التي لم تهاجم ايران في السنوات العشرة التي كان يمكنها فيها أن تهاجمها- لا يبدو انه يوجد اليوم من يتخذ مثل هذا القرار في المستقبل المنظور. وبالتالي يمكن، ظاهرا، التحلي بالهدوء – غير أن الواقع اكثر تعقيدا بكثير: فنحن نوجد في ذروة ازمة دولية آخذة في التفاقم ونبدأ في احتمال آثارها.

          قبل كل شيء، ثمة هنا قصة سياسية ترمز الى انهيار نظام العقوبات على ايران. فلم يوقع بعد الاتفاق بين ايران والقوى العظمى، واذا بالروس يوجهون صفعة رنانة الى الادارة الامريكية وحلفائها. فقد جاء البيان من الكرملين بالتوازي مع زيارة موسكو لوفد امني ايراني رفيع المستوى، برئاسة رئيس الجنة الخارجية والامن في البرلمان الايراني علاء الدين بورجاري ورئيس المجلس الاعلى للامن القومي آية الله علي سمحاني. وهذا دليل آخر على أن للايرانيين وللروس خططا بعيدة المدى لتوثيق العلاقات وللعودة الى التعاون الامني، بما في ذلك بيع السلاح.

          واذا لم يكن هذا بكاف، ففي موسكو يربطون توقيت الاعلان بالازمة في اليمن، حيث يقف الروس الى جانب الايرانيين والحوثيين ويديرون سياسة كدية تجاه الامريكيين. وفي روسيا يؤمنون بان المواجهة هناك ستؤدي في نهاية المطاف الى صدام مباشر بين الايرانيين والسعوديين، يؤدي الى هجوم سعودي على المنشآت النووية الايرانية – ولهذا فانهم يمنحون آيات الله منظومة دفاع جوي حديثة. من ناحية الاسطول الخامس الامريكي، فان امكانية ان يحوز الايرانيون صواريخ اس 300 ويكون السعوديون مشاركين في مواجهة جوية هي تهديد اكثر ملموسا بكثير على حاملات الطائرات الامريكية التي في الخليج مما على اسرائيل.

          وهكذا، بينما يحاول رئيس الوزراء نتنياهو هز سفينة الادارة الامريكية وبالكاد ينجح في احداث بعض الموج، جاء الروس ليذكرونا باننا نحن والامريكيين نبحر في ذات القارب – وعندما تدخل الماء اليه فاننا نكون اول من يبتل لاننا الادنى مرتبة. وبالتالي فلعل هذا هو الوقت للكف عن هز السفينة والشروع في الحديث بجدية مع القبطان. يبدو ان الايرانيين لن يحصلوا على الـ اس 300 قريبا وذلك لان الطراز الذي طلبوه وتناسب مع احتياجاتهم العملياتية تفكك في 2011. فلم تعد الشركة الروسية تنتج هذا الطراز، وخطوط انتاجها تحولت لانتاج صواريخ اكثر تطورا من طراز اس 400. وهكذا فان الروس يعتزمون عمليا اخراج صواريخ اس 300 من جيشهم، منحها للايرانيين واستيعاب صواريخ اس 400 مكانها – غير أن خط انتاج هذه الصواريخ بطيء وسيستغرق وقتا لتجميع المخزون اللازم. ومع ذلك يحتمل أن يكون لدى الايرانيين منذ الان الصيغة الصينية لـ اس 300.

          من ناحية عملياتية، يدور الحديث عن منظومة سلاح متطورة تعمل على مسافات وارتفاعات لم يتصدى سلاح الجو لها بعد. مسموح لنا الافتراض بانه في منتصف العقد الماضي، عندما كانت صفقة بيع الـ 300 لايران وسوريا على جدول الاعمال، بدأوا في اسرائيل يستعدون من ناحية عقائد القتال ومن ناحية تكنولوجية للتصدي لهذا التهديد – ولكن طالما لم يروا هذا الصاروخ في العمل الحقيقي ولم يتعرضوا لنقاط ضعفه، ينبغي لنا أن نتوقع المفاجآت.

          حتى اليوم كانت المنطقة المحمية في مدى ضيق نسبيا من 20 – 30كم. ولكن الـ اس 300 بالطراز المعروض للبيع للايرانيين يوفر حماية لمسافة 150كم. وسيتعين على سلاح الجو ان يكون قادرا على العثور والتشويش للرادارات والصاروخ وان يطور عقائد قتالية مختصة. وهذا يتطلب وقتا ومالا، ولكن طالما يدور الحديث عن مسائل مهنية يفترض بالمهندسين والطيارين ان يحلوها، يبدو أنه ستوجد حلول. مشاكلنا هي في المجال الزعامي.