خبر دعوا اليمين يحكم -هآرتس

الساعة 10:34 ص|14 ابريل 2015

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

تعزز ورقة الموقف التي نشرها حزب العمل بالنسبة للاتفاق النووي الايراني، والتي تمتنع عن انتقاد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وموقفه من الادارة الامريكية في المسألة، تعزز الانطباع السائد في الساحة السياسية في أن العمل يحاول شق طريقه الى حكومة نتنياهو الرابعة. فالمطالب المتطرفة والمبالغ فيها التي يطرحها « شركاء نتنياهو الطبيعيون » مثل البيت اليهودي، والتي اساسها المس بالجهاز القضائي وحق الفيتو في مواضيع الدين والدولة، ستساهم هي ايضا في تهيئة السبيل أمام نتنياهو ليتوجه لاحقا الى من صرح قبل الانتخابات بان « هوة ايديولوجية » تفصل بينه وبين رئيس الوزراء. لقد نشأ الانطباع بان نتنياهو يفضل حكومة مستقرة تقوم على اساس العمل، الاصوليين وحزب موشيه كحلون من « التورط » مع احزاب مشكوك فيها مثل حزب أفيغدور ليبرمان أو مع احزاب متطرفة، تعرض الديمقراطية للخطر كالبيت اليهودي.

 

          ولكن رغم الاغراء الذي في حكومة معتدلة نسبيا، تنجح في منع قسم من موجات التشريع الخطيرة، وربما أيضا تلطيف حدة ميل الكراهية والتحريض ضد عرب اسرائيل – محظور على حزب العمل ان يخون ثقة مقترعيه ومقترعي معسكر السلام والديمقراطية في اسرائيل.

          ان صد قوانين كقانون القومية وقانون الجمعيات، مهما كان هاما، ليس سببا كافيا للافلاس الاخلاقي لمن يفترض ان يقودوا المعارضة في اسرائيل. على العمل أن يعرض بديلا لحكم نتنياهو الذي عني في سنواته الاخيرة بقضم الديمقراطية الاسرائيلية، عزل اسرائيل في الاسرة الدبلوماسية، مساعدة قطاع المستوطنين في السيطرة على مقدرات الحكم واشعال نار الكراهية والعنصرية تجاه العرب، لا أن يشكل له ورقة تين لمنفعة قادته.

          ان انضمام العمل الى حكومة نتنياهو سيعزز حكم من وعد عشية الانتخابات بان في عهده لن تقوم دولة فلسطينية، وفي يوم الانتخابات اطلق تصريحا باعثا على الصدمة في عنصريته ضد 20 في المئة من مواطني اسرائيل. وذلك مثل دخول العمل الى حكومة نتنياهو الثانية في العام 2009 حين كان يقوده ايهود باراك، او دخول محافل معتدلة مثل تسيبي لفني ويئير لبيد الى حكومة نتنياهو الثالثة.

          ان حزب العمل، بـ 24 مقعدا تلقاها من الاسرائيليين الذين يريدون التغيير، لا ينبغي له ان يسوغ حكما يمينيا صرفا، وان يجمل وجهه البشع أمام الاسرة الدولية. محظور عليه أن يشجع بمشاركته الاندفاع نحو نهاية الحلم الصهيوني الديمقراطي الذي هو النتيجة الحصرية لحكومات اليمين المتطرف والمستوطنات. ان الذين صوتوا لهرتسوغ جديرون باكثر من ذلك. ودولة اسرائيل جديرة بأكثر من ذلك.