خبر جدعون ليفي: اللوبي الإسرائيلي يضر بأميركا وإسرائيل !!!

الساعة 05:05 م|13 ابريل 2015

فلسطين اليوم

وصف الكاتب الإسرائيلي المعروف جدعون ليفي المجتمع الإسرائيلي بانه مجتمع « عنصري لا يكترث بسياسات دولته وجرائمها ضد الفلسطينيين الذين لا يعتبرهم (المجتمع الإسرائيلي) بشرا ». وقال ليفي أنه طالما سأل نفسه لماذا هذا المجتمع الإسرائيلي الذي يدعي الأخلاقية ويتجاهل الجريمة التي يرتكبها في حديقته الخلفية (ضد الفلسطينيين تحت الاحتلال) وكيف يتعايش مع هذه التناقضات؟ كيف يتأقلمون (الاسرائيليون) مع هذه الجرائم المستمرة بحق الفلسطينيين باسمهم ؟ وكيف يعتبرون أنفسهم حضاريين وهم ينعمون بحياتهم بارتياح ورخاء على حساب العنف الذين يمارسونه ضد الفلسطينيين تحت الاحتلال الشرس على بعد أقل من 20 دقيقة؟

جادت اقوال ليفي هذه في مؤتمر عقد في واشنطن يوم الجمعة 10 نيسان 2015 تحت عنوان « اللوبي الاسرائيلي: هل هو جيد للولايات المتحدة؟ هل هو جيد لإسرائيل » نظمه معهد « تقرير واشنطن عن الشرق الأوسط » وهو معهد بحثي غير ربحي يعنى بالصراع العربي الإسرائيلي ويفضح انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي على جميع المستويات، خاصة في مجلته الشهرية المسماة « تقرير واشنطن عن الشرق الأوسط » مع عدد من المثقفين الإسرائيليين والأميركيين اليهود وغير اليهود والكتاب الفلسطينيين الأميركيين من أمثال ميكو بيليد وبيتر فولك، وديما الخالدي، وهويدا عراف، وبول فندلي (عضو الكونغرس المتقاعد الذي كتب كتاب: « كانت لديهم شجاعة » الحديث عن ابتزاز اللوبي الإسرائيلي في ثمانينات العقد الماضي مما أنهى حيته السياسية).

وقال ليفي « كم من الإسرائيليين حاولوا ولو للحظة وضع أنفسهم في مكان الفلسطينيين وماذا كانوا ليفعلون؟ » واستطرد قائلاً « سأعطيكم مثلاً: لقد سألت هذا السؤال لرئيس وزراء إسرائيل السابق إيهود باراك: ماذا كنت لتفعل لو كنت فلسطينيا؟ فأجابني الإجابة الصادقة الوحيدة الممكنة، قال لكنت انضممت إلى منظمة إرهابية حيث ليس هناك بديل ». وأضاف « أثار سؤالي غضباً بين أوساط المجتمع الإسرائيلي الذين لم يتحملوا وضع الإسرائيليين في قالب الفلسطينيين الذين يعتبرونهم دون البشر ».

وقال ليفي في اشارة لمثال اخر وقال:« كان أثناء الانتفاضة الثانية عندما ذهبت إلى جنين، المدينة في الضفة الغربية التي كانت مغلقة تماماً ولا يسمح لأحد بدخولها أو الخروج منها، حيث انتظرت بسيارتي خلف سيارة إسعاف فلسطينية أكثر من 40 دقيقة وأخيراً ترجلت وسألت أولاُ سائق سيارة الإسعاف الفلسطيني ما الذي يجري، فأجابني: هكذا يفعل بنا جيش الاحتلال يجبرنا على الانتظار لمدة ساعة دون مبرر فقط للإذلال، وهو ما استفزني فسألت الجنود ماذا كانوا ليفعلوا لو كان هذا الذي ينتظر العلاج والد أحدهم؟ فاستشاطوا غضباً وكاد الامر أن ينتهي بالعنف لأني تجرأت أن أساوي حياة فلسطينيي بحياة أب إسرائيلي ».

ويخلص ليفي إلى القول: « المجتمع الإسرائيلي هذا هو مجتمع عنصري لا يكترث ولا يتأثر بإجرام دولته وكأنه في كوكب آخر. هؤلاء هم الإسرائيليون أنفسهم الذين شاركوا أثناء خدمتهم العسكرية في تكريس سياسة القمع والبطش بالفلسطينيين تحت احتلالهم. هم نفسهم الإسرائيليون الذين كانوا على الشواطئ ينظرون إلى الطائرات والمروحيات الإسرائيلية تمر من فوق رؤوسهم متجهة إلى غزة لتصب النار والدمار والموت على غزة الصيف الماضي ».

والعبرة التي يخلص لها ليفي هي « اليأس من المجتمع الإسرائيلي الذي يمارس هذه الجرائم والانتهاكات دون تأثر لأنهم خدروا أنفسهم بالفظائع المرتكبة ضد الفلسطينيين عقداً وراء عقد، كونهم أقنعوا أنفسهم أولا: بأنهم هم الشعب المختار، وثانياً بأنهم (الإسرائيليون) هم الضحية، وثالثاً والأخطر من أي شيء اخر هو انهم اقنعوا انفسهم بأن الفلسطينيين ليسوا بشراً وبالتالي افعل بهم ما تشاء دون اكتراث » مذكراً بمقولة رئيسة وزراء إسرائيل السابقة غولدا مائير التي قالت أنه « بعد المحرقة النازية يحق لليهود أن يفعلوا ما يشاءون دون اكتراث ».

ويستنتج جدعون ليفي أنه لن يكون هناك أمل من الإسرائيليين أنفسهم فهم « مخدرون تجاه الشعور بجرائمهم، ولا بد أن يحدث التغيير هنا في الولايات المتحدة وفي الغرب بشكل عام ». ويضيف: « اللوبي الإسرائيلي مضر بالولايات المتحدة ومضر بإسرائيل وهو كالذي يعطي المدمنين المزيد من الأموال لشراء المزيد من المخدرات لأنه يساهم في التضليل بأن خمسة ملايين يهودي (في إسرائيل) أكثر حكمة من بقية العالم ».