اهداف ومآرب خبيثة

خبر ما وراء إشادة اعلام العدو ببطولات المقاومة؟

الساعة 03:00 م|13 ابريل 2015

فلسطين اليوم

كثفت وسائل الإسرائيلية من عرضها للتقارير الإخبارية التي تتحدث عن عمليات المقاومة خلال الحرب الأخيرة على غزة 2014م, وتحدثت تلك التقارير بإسهاب حول بسالة المقاومة وأدائها المتميز, على حساب مساسها بهيبة الجندي الإسرائيلي، إلا أن مختصون في الشأن الإسرائيلي أكدوا أن تلك التقارير لا تخلو من أهداف ومآرب أمنية وسياسية وعسكرية إسرائيلية.

وسائل الإعلام الإسرائيلية تسابقت في الكشف عن شهادات وأحداث العمليات التي نفذتها المقاومة الفلسطينية, فعرضت تقارير مختلفة تضمنت شهادات جنود ناجين من عمليات المقاومة على الحدود مع غزة.

آخر ما عرضه إعلام العدو هو بث القناة الإسرائيلية الثانية تقريراً مساء أمس الأحد عرضت فيه روايات الجنود الناجين من عملية "ناحل عوز", والتي نفذتها المقاومة أثناء الحرب الأخيرة على غزة.

المحلل السياسي د.ناجي شراب يرى أن هذه التقارير تمس بهيبة الجندي الإسرائيلي وتضعف معنوياته, وتبرز بسالة المقاومة, وأن عرض هذه التقارير له مدلولات عدة كالنقد الذاتي والمنافسة الداخلية وإبراز قوة المقاومة لتبرير العدوان الإسرائيلي على غزة.

وأكد شراب في تصريحات لـ"فلسطين اليوم" أن السياسة الداخلية الإسرائيلية قائمة على التنافس السياسي, وربما تأتي هذه التقارير في إطار هذا التنافس الداخلي, كما أن سياسة النقد الذاتي التي تتبعها إسرائيل والمؤسسة العسكرية قد تكون دافعاً لعرض التقارير.

وأضاف أيضاً أن هذه التقارير ربما  تكون نوع من التبرير لعدوان عسكري على غزة, بحجة أن المقاومة باتت تشكل خطراً كبيراً على الأمن الإسرائيلي.

وحول قضية الجندي الأسير شاؤول أرون أشار شراب أن إسرائيل تعرض معلومات حول الجندي لتبين للمقاومة أنها تملك المعلومات حول مصيره, وأن الجندي مقتول وجثته هي المحتجزة لدى المقاومة في محاولة منها لسحب وتفريغ هذه القضية من يد المقاومة.

شراب: التقارير ربما تكون محاولة لتبرير عدوان عسكري على غزة



ناجي شراب

يذكر أن الجندي شاؤول آرون أسرته المقاومة في عملية كبيرة شرق الشجاعية يوم الأحد 20 يوليو 2014 ، وهو ثاني جندي تأسره المقاومة الفلسطينية بعد جلعاد شاليط.

وكانت القناة "العاشرة" الإسرائيلية، بثت قبل ذلك، تفاصيل دقيقة حول تحقيقات جيش الاحتلال الإسرائيلي لمقتل سبعة جنود من لواء جولاني على يد المقاومة وأسر الجندي شاؤول أرون، شرق حي الشجاعية خلال الحرب الأخيرة.

الأكاديمي والخبير في الشأن الصهيوني د.وليد المدلل رأى أن التسريبات التي تبثها قنوات تلفزة العدو تأتي لإحراج نتنياهو بسبب تعثر تشكيل الحكومة حتى اللحظة, وأن أطرافاً إسرائيلية تسعى لإيذاء نتنياهو سياسياً من خلال نشر خسارته الكبيرة التي مُنِيَ فيها بغزة عبر وسائل الإعلام.

وأشار المدلل في تصريحاته لـ"فلسطين اليوم" أن الحرب الأخيرة لم تَدخُل في حسابات الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة, وأن الأطراف الإسرائيلية المنافسة رأت أن نتنياهو لم يتأثر من هزيمته بغزة وكسب جولة ثالثة من الانتخابات, "فتسعى تلك الأطرف من خلال التسريبات إلى وضع تركة ثقيلة على كاهل نتنياهو".

ولفت المدلل أن شهادات جنود الاحتلال تخالف الرواية الرسمية الإسرائيلية بشكل لافت للنظر, ومن ذلك شهادة الجنود أن عدد قتلى الجيش في الشجاعية بلغ سبعة قتلى في حين ذكرت الرواية الرسمية الإسرائيلية أن عدد القتلى خمسة فقط, "وهذا يجعل الجميع يشك أيضاً في صحة الرواية الإسرائيلية المتضاربة أصلاً حول قضية الجندي الأسير شاؤول أرون".

الجدير بالذكر أن المصادر الأمنية كشفت عن معطيات أمنية عن تكثيف أجهزة أمن الاحتلال "الإسرائيلي" من أنشطتها الاستخبارية ضد القطاع بهدف الوصول لمعلومات عن الجنود الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية.

المدلل: أطراف إسرائيلية تسعى لإيذاء نتنياهو سياسياً من خلال نشر خسارته الكبيرة التي مُنِيَ فيها بغزة عبر وسائل الإعلام

وليد-المدلل

وقدرت أجهزة أمن المقاومة الجهود الأمنية التي يبذلها العدو للوصول لجنوده استخبارياً بعشرات أضعاف ما كانت عليه في قضية الجندي الأسير جلعاد شاليط.

وتركز عمليات البحث لمعرفة مصير الجنود هل هم أحياء أم مجرد جثث، بالإضافة للأماكن التي يتواجدون بها والجهة المسئولة عن عملية الأسر.

وأضاف المدلل "الحرب لم تكن أمنية لدى الطرفين سواء المقاومة أو العدو الإسرائيلي, ولكنها خيار إجباري فُرض على المقاومة الفلسطينية وهذه التقارير أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن المقاومة أبلت بلاءً حسناً وأربكت حسابات العدو الإسرائيلي".

وشنت اسرائيل حرباً على غزة يوم 8 يوليو 2014 وأطلق عليها الجيش الإسرائيلي عملية "الجرف الصامد", وارتقى خلالها أكثر من 2142 شهيد ، وإصابة 11100 مواطن أما عن خسائر الاحتلال، فهي 70 قتيلاً ومئات الإصابات حسب الرواية الرسمية الإسرائيلية.

ونفذت المقاومة خلال هذه الحرب العديد من العمليات والتي تسببت في خسائر بشرية ومعنوية كبيرة للجيش الإسرائيلي, وتنوعت هذه العمليات ما بين إطلاق الصواريخ والاشتباكات المباشرة وعمليات الإنزال خلف الخطوط, والتي تسببت في قتل وجرح العديد من جنود الاحتلال.