خبر من هو اليساري- معاريف

الساعة 10:45 ص|13 ابريل 2015

فلسطين اليوم

بقلم: جدعون رايخر

 (المضمون: لقد انتهى العهد الذي شكل فيه اليسار نظرية اجتماعية اشتراكية. اليوم يدور الحديث عن لائحة اتهام ضد المؤيدين للحل السياسي الذي يتضمن دولة فلسطينية - المصدر).

 الوزير اسرائيل كاتس هو الاخير في قائمة طويلة من السياسيين الذين يرون في اليسار مصدر كل شر، مصدر كل كارثة أمنية أو اقتصادية. في كوابيسهم يرون اليسار زاحفا نحو السلطة. من سينقذنا منهم؟ باحث لغوي أراد فحص ماذا يعني تعبير « يساريين » كان سيتصعب فهم مصدر لائحة الاتهام. هل حقا هو نفس اليسار الذي على ضوء تعريف الوزير كاتس هو « وكر مجرمين »؟.

  حسب هذا التحديد الغريب، فان اسحق رابين الذي حارب في كل حروب اسرائيل منذ قيام الدولة، كان كما هو مفهوم « رجل يسار »، وإلا لم يكن ليقتل من قبل مخرب يهودي. اريك شارون، البطل الجليل، الذي كان أبو اليمين، وأقام المستوطنات، وكرئيس حكومة أيد اخلاء المستوطنين من غزة، وصف ايضا أنه يساري، وحتى متطرف، لأنه انتزع يهودا من ارضهم.

 

          اهود اولمرت، رئيس حكومة سابق، الذي نما وترعرع في أحضان اليمين ورضع نظرية جابوتنسكي، ايضا هو وصف بـ « يساريا » عندما تحول الى مسالم يريد اتفاقا سياسيا.

 

          لهذا علينا القول بصورة واضحة: اليساري هو كل من يؤيد الحل السياسي ويدعم اقامة الدولة الفلسطينية في حدود معترفا بها ومتفقا عليها: هو ذلك الذي تسميه أشلاء اليمين الذين سيتنازلون حينئذ عن الخارطة السياسية « يساري خطير ». بناءً على ذلك علينا التحديد بثقة أنه قد انقضت الايام التي شكل فيها اليسار نظرية سياسية واجتماعية اشتراكية. اليساري هو كل من يؤيد التسوية السياسية. اليساري هو ايضا رأسمالي اسرائيلي لديه فيلا فاخرة، لكنه يؤيد التسوية السياسية. حيث أنه كما هو معروف فان سكان كفار شمرياهو الذين لا يعتبرون مؤيدين بارزين لليكود حسب نتائج الانتخابات، هؤلاء ايضا يساريون.

 

اذا قام زعيم اليمين، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بدعم أو المبادرة الى عملية سياسية فانه، وهو اليميني البارز، سيتحول بطرفة عين الى يساري، وحتى متطرف.

 

          إن الباحث الذي يريد تتبع مصدر التعريف سيكتشف أنه في الايام التي سبقت قيام الدولة فان اليسار المتطرف جدا في تلك الايام اقترح أن تُقام في اسرائيل دولة ثنائية القومية يعيش فيها هذا الى جانب ذاك على نفس الارض، يهودا وعربا، وعليهم ترفرف حمامة سلام تحمل في فمها غصن زيتون. لقد اتهموا في حينه بأنهم متطرفون ونظريتهم تم تخزينها عندما أعلن بن غوريون عن اقامة الدولة حسب قرار التقسيم.

 

          اليوم اليمين المتطرف النقي، المتعصب بمعارضته لتسوية سياسية والمتمسك بنظرية الضم، هو نفس اليسار الذي كان في تلك الايام، حيث أنه يريد تجسيد النظرية القائلة إن هذه البلاد تعود لشعبين، بدون التقسيم السياسي. وليموت المسيح.