خبر الاحتيال والرد- معاريف

الساعة 10:41 ص|13 ابريل 2015

فلسطين اليوم

بقلم: حاييم آسا وشمعون بطاط

          (المضمون: رغم الاتفاق الآخذ في التبلور فان ايران لن تتخلى عن رغبتها في الوصول الى التسلح النووي. وعلى الولايات المتحدة تطوير قدرة هجومية وتدميرية للمنشآت الايرانية بدون أن تخلف وراءها أضرار بيئية واصابات كثيرة. ولم يبق لاسرائيل سوى المطالبة بالرقابة الشاملة على تنفيذ الاتفاق - المصدر).

          التاريخ يُعلمنا أن الدول تحافظ على مصالحها ايضا عن طريق الخداع. منذ حادثة حصان طروادة مرورا بعملية برباروسا وحتى الخديعة الكبرى لهتلر باتفاق دبنتروف مولوتوف، هكذا نفترض أن اوباما ايضا ومعاونيه يقرأون ويتعلمون أن توقيع ايران على الاتفاق هو ايضا خدعة. ايران تريد الحصول على القدرة النووية العسكرية في أسرع ما يمكن.

          مع ذلك، ايران تريد التحرر من العقوبات الاقتصادية الخانقة، حينئذ ماذا سيفعل الايرانيون؟ يتعهدون (عن طريق اتفاق) بشيء ما يبدو « معقولا » للدول العظمى، وبالسر يقومون بعملية تسلح نووي عسكري. في الواقع، النقاش يدور حول القدرة على الرقابة، على القدرة على كشف الخديعة. كل الاطراف تفهم ذلك ولكن متى سيتم الكشف عن الخدعة؟.

          في المقابل طالما لا يوجد اتفاق بين ايران والدول العظمى فانها تندفع نحو النووي العسكري، ولا تتوقف للحظة. عندها ماذا سيصنع الامريكيون؟ يقومون بتنفيذ خدعة مضادة. كيف يكون ذلك؟ يؤخرون ولو قليلا عملية الوصول الى الذرة، ولكن في هذه الاثناء يطورون القدرة على مهاجمة وتدمير المواقع الحيوية. لهذا فانهم يحتاجون الى وقت ومدى.

          اذا تم بالفعل خرق الاتفاق الذي سيوقع مع الدول العظمى، اذا أقيم موقع جديد، غير معروف مسبقا، والذي ينتج مادة انشطارية، أو مصنع ينتج صواريخ بالستية مع اجهزة نووية، فان احتمالات كشف الخدعة الايرانية تكون كبيرة جدا. السؤال الوحيد هو متى سيحدث ذلك؟ اذا تم الكشف متأخرا جدا، بعد أن تكون القدرة موجودة، يكون الخطر الكامن في الهجوم كبيرا. من الجانب الآخر فان الهجوم بدون كشف الخدعة غير وارد في الحسبان. لهذا، كلما كانت الرقابة أشد فانه سيُمكن من قدرة أكبر على اقتفاء أثر الخرق في وقته. ومن هنا فان النتيجة: الولايات المتحدة والدول العظمى عليها وقف القدرة بدون أي نقاش آخر (لمن لم يقرأ هذه هي النتيجة حسب الاتفاق الحالي).

          وهكذا، فان الغرب في الألفية الثالثة يحتاج الى « خرق رسمي » من اجل تجنيد العالم المتنور لعملية هجومية وعنيفة في زمن قصير وفي نطاق واسع. اتخاذ قرار التعطيل عن طريق الهجوم، يقتضي وجود قدرات جديدة والتأكيد هنا على العلاقة مع السياق. الغرب سيمتنع عن الانجرار الى معركة نووية على صيغة الحرب ضد اليابان في الحرب العالمية الثانية. الولايات المتحدة ستريد انهاء المعركة في ساعات معدودة، وحتى أقل من ذلك، مع القليل جدا من المصابين الذين هم مدنيون أبرياء. الولايات المتحدة يمكنها أن تصل الى هذه القدرة ومن المرغوب فيه تمكينها من القيام بذلك.

          ما هي القدرات ذات العلاقة؟ هي قدرات تُمكن من ضرب جميع المنشآت الايرانية بصورة تقليدية، تكتيكية وتكنولوجية. تعطيل المنشآت وما تحتويه بدون أضرار بيئية كبيرة وقتل آلاف المدنيين، وفي نفس الوقت منع الرغبة أو القدرة على الرد المضاد.

          في الحرب العالمية الثانية سبقت الولايات المتحدة باقي العالم في تطوير القنبلة النووية التي عن طريقها أنهت الحرب. بدون هذه القدرة كان العالم سيبدو مختلفا. ايضا اليوم فان الولايات المتحدة هي دولة عظمى تكنولوجيا والفجوة بينها وبين باقي العالم يُقدر بجيل كامل.

          اسرائيل ليست اليوم عنصرا في متوازي اضلاع القوى متعدد الابعاد للاتفاق مع ايران. هذا حدث بسبب موقف متطرف غير واقعي لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والجوقة المرافقة له. في اسرائيل لا يوجد اليوم نقاش عام مقابل موقف نتنياهو وهذا ضعف جوهري يجب على المعارضة السياسية الجديدة التكتل حوله.

          يجب على اسرائيل الضغط فقط في موضوع واحد: رقابة شاملة على تنفيذ الاتفاق من قبل ايران، رغم أن هذا لا يكفي لكل رغباتنا. الحرب هي على الزمن، وكل سنة نكسبها في المجال الذي يغلي والمتغير في منطقتنا تكفينا.