خبر بين كوبا وايران- هآرتس

الساعة 10:39 ص|13 ابريل 2015

فلسطين اليوم

بين كوبا وايران- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

          التقى رئيسا الولايات المتحدة وكوبا، براك اوباما وراؤول كاسترو أول أمس في مؤتمر قمة زعماء قارة امريكا، في خطوة علنية لكسر الجليد بين نظامي الدولتين. فلاول مرة منذ خمسة عقود ونصف أخلى العداء بين واشنطن وهانوي مكانهم لامل جديد في علاقات سليمة. هذا بحد ذاته بشرى هامة اذا أخذنا بالاعتبار الازمات العسيرة بين الادارات الامريكية (ولا سيما للرئيسين جون كندي وريتشارد نيكسون في الستينيات والسبعينيات) وبين حكم فيدل كاسترو، شقيق الرئيس الحالي. في ذروة الحرب الباردة، وعلى خلفية العلاقات الوثيقة بين الاتحاد السوفييتي وكوبا، سواء كموقع متقدم غير بعيد عن شواطيء فلوريدا أو كمفوض للسوفييت في العالم الثالث، مثلما في أنغولا – كاد هذا التوتر يؤدي الى حرب عالمية، في أزمة الصواريخ في تشرين الاول 1962.

          ويعكس الانفراج الحالي في العلاقات بين الدولتين اعتراف واشنطن بالحاجة الى الجرأة وتحطيم المسلمات التي تجمدت، بمرور العقود ومع تغير الظروف. فقد انتهت الحرب الباردة قبل ربع قرن. وفيدل العجوز اعتزل ولا يمنع راؤول من التقرب من اوباما. اما القلق التقليدي في واشنطن على الساحة الخلفية، على أمريكا اللاتينية والذي يعود الى ما قبل 200 سنة في « عقيدة مونرو »، لم ينقضي ولكنه تحدث ليتناسب مع الوضع الجديد في القارة وفي العالم. اضافة الى ذلك، فان الكثير من لاجئي كوبا ومهاجريها يسكنون في الولايات المتحدة ويؤثرون على سياستها، في الانتخابات المحلية والقطرية، ولا سيما في فلوريدا، القادرة على حسم مصير الرئاسة.

          يبدو أن جائزة نوبل للسلام التي منحت لاوباما على نحو مفاجيء قبل ان ينهي سنته الاولى في الرئاسة، تثقل على رقبته كالرحى، فيعمد الى جعلها إرثا. لم ينجح اوباما في ان يقرب الانسانية من تفكيك السلاح النووي، كما كان أمله المعلن، ولكنه يسعى بثبات الى تقليص التدخل العسكري الامريكي خلف البحر، والامتناع عن التورطات التي لا تعتمد على دعم جماهيري واسع. وهذا، رغم تبجحات خصومه الجمهوريين، هو أحد الاسباب الاساس لخطوته السياسية مع ايران.

          وبالذات اثنان من معبودي اليمين الامريكي، الرئيس رونالد ريغان ورئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر، وجدا في الزعيم السوفييتي ميخائيل غورباتشوف شريكا في تفاهمات جوهرية. اما اوباما فوجد شريكا كهذا في راؤول كاسترو ويبدو أنه يأمل في أن يسير حسب روحاني في هذا الطريق، بموافقة فيدل الخاص به – آية الله خامينئي. وهو جدير بالدعم والتمني بالنجاح.