خبر فنانون « يُشكلون » بريشتهم « إبداعاً » يحكي « ألماً ومعاناة »

الساعة 08:23 ص|13 ابريل 2015

فلسطين اليوم

من بين المعاناة ينبع الفن الفلسطيني، فالحصار الذي فُرض على غزة وَلَدَ الإبداع، وترك الفنانون بصماتهم في العالم أجمع، ليبقى الأثر يصدح بقدرات المواهب الفلسطينية، فتنوعت الفنون وكان أحدها « الفن التشكيلي ».

ولأنه يؤخذ من الواقع ويصاغ بطريقة جديدة ليصبح تشكيلاً جديداً يقوم عليه فنان، يعيش الحياة الواقعية، فيرصدها بقلمه وريشته ليعالج قضايا بلاده التي تأن وترزح تحت الاحتلال، فيصبح فناً تشكيلياً.

وفي فلسطين أصبح « التشكيلي » أداة لتوصيل رسالة غزة إلى العالم، في لوحات تُظهر الوضع الحقيقي بلغة يفهمها، حيث يُعتبر الفنان مسؤول عن قضيته مطلوب منه توصيلها بأكمل وجه، وهنا يطيب للأرض أن تحتضن رساميها.



الفن التشكيلى

تجسيد للمعاناة

الفنانة التشكيلية هناء حمش (25 عاماً)، صاحبة لقب سفيرة المرأة في فلسطين الذي أطلقته عليها مؤسسات دولية ومحلية، حصلت على هذا الامتياز بعد أن صورت واقع المرأة الفلسطينية وحاولت تحسين النظرة النمطية لها، من خلال رسمها نساء ثورية فلسطينية كـ دلال المغربي.

الفنانة حمش التي عاصرت ثلاثة حروب تستوحي أفكارها كما تقول لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »، من الواقع الذي تعيشه وتحاول تجسديه في لوحات تشكيلية تظهر من خلالها الصعوبات التي تواجه المجتمع وتجسد الألم في ألوانها، قائلةً « إن الواقع أكبر مدرسة ممكن أن تستوحي منها الأفكار و تجسدها برسالة للعالم ».

وشاركت حمش في معارض عدة محلية ودولية وتعود أول مشاركاتها في جامعة الأقصى عبر جدارية الوحدة الوطنية، وانطلقت بعد ذلك إبداعاتها الفنية ويعتبر معرض غزة 52 من أبرز معارضها التي تحاكي الحرب الأخيرة على غزة وتجسد الوحدة الوطنية وتبرز واقع المرأة.

وجددت حمش روح الفن التشكيلي - وفق متابعون - الذي كاد أن يُقتل مع ضغوطات الحصار وفرض الاحتلال القيود عليه، لتشارك في معارض دولية عدة منها لوحات فلسطينية في ولاية نيوجرسي الأمريكية.



الفن التشكيلى

واقترح أحد فروع البريد في غزة على حمش لمشاركة لوحاتها في معرض تنظمه منظمة الدرع الألمانية بفك الإطارات الخشبية وتخرج فقط قطع القماش وإلا سوف يصادر الاحتلال اللوحات الفنية معتبرة ذلك تضحية و نضال من أجل فلسطين.

وفي تجربة لحمش لمشاركة لوحاتها خارج القطاع, تقول لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »: « أرسلت لوحاتي لمصر للمشاركة في معرض القاهرة لتمثل فلسطين في المجتمع الدولي، وعندما عادت اللوحات إلى غزة دخلت عن طريق الأنفاق و تعرضت للعديد من العوامل التي تتلفها »

واعتبرت حمش للحصار دور كبير في الحد من قدرات الفنانين وإفساح المجال لهم للإبداع، حيث يصعب على الفنان الغزي إطلاق ريشته لرسم ما يريد تحت ضغوطات الاحتلال.



الفن التشكيلى

فلسطين محور أساسي

أما الفنان التشكيلي فايز الحسني صاحب درع الإبداع العربي الدولي الذي منح له بعد تمثيل فلسطين في المعرض الفني الدولي في مصر؛ طالب بوجود إطار معترف به محلياً ودولياً يجمع الفنانين ويوجد نافذة تواصل بينهم.

وواجه الحسني العديد من الصعوبات في ظل الحصار وعدم وجود المواد الخام، وعدم اهتمام الجهات المسؤولة بالدرجة المطلوبة، وافتقار الجهات الراعية للأعمال الفنية.

وفي حديثه لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » قال الحسني إنه مُنع من المشاركة في معرض دعته إليه دولة تونس بسبب الإغلاق المستمر للمعابر وسياسة الاحتلال.

وأكد الحسني على تفاعل الفنان مع المجتمع في جميع ظروفه « يجب أن تخرج أعمال الفنانين لتصور الواقع وتبرز آلامه وتكون مناسبة مع الحدث ».

ونوه إلى ضرورة تفهم المجتمع الفن ومساعدته بالارتقاء، داعياً النقابات والمؤسسات الرسمية بالتفاعل مع الفنانين.



الفن التشكيلى

 

اتحاد مشترك

وعن دور وزارة الثقافة، أكد محمد صالح خليل مدير دائرة الفن التشكيلي لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »، أن الوزارة تقدم المنح وإقامة المشاريع للفنانين على أمل تحدي كل الصعوبات في ظل الإمكانيات الضعيفة".

وأشار خليل إلى أنه سيقام اتحاد يضم الفنانين في غزة والضفة وسيعلن عنه بمؤتمر مشترك قريباً.



الفن التشكيلى