خبر سبب ارتفاع الخضار والدواجن بغزة

الساعة 06:05 ص|13 ابريل 2015

فلسطين اليوم

أكد العديد من المواطنين وبائعي الخضار في غزة أن الارتفاع الملحوظ وغير المسبوق على أسعار الخضروات بمختلف أنواعها والفواكه والدجاج، بشكل لم يستطع الكثير منهم شرائها، نتيجة تصديرها إلى السوق الإسرائيلي منذ آذار الماضي، سيؤدي إلى تفاقم الوضع المعيشي لديهم، ويحرمهم وأطفالهم من تناول هذا النوع من السلع الأساسية.

وتسود حالة من التذمر والحذر والترقب الشديدة في أوساط المواطنين في قطاع غزة عقب سماح سلطات الاحتلال بتصدير الخضار إلى أسواقها لأول مرة منذ العام 2007، لاسيما وأن أسعار الخضار المتوفرة في السوق المحلية وغير الجيدة، ارتفعت بشكل جنوني وغير مسبوق، حيث يتراوح سعر كيلو البندورة الواحد ما بين 5 و7 شواكل، والباذنجان ما بين 4 و5 شواكل، والبطاطس ما بين 3 و4 شواكل، ناهيك عن الدجاج الذي يتراوح سعر الكيلو منه ما بين 13 و15 شيكلاً.

ويخشى المواطنون وبائعو الخضار أن ترتفع أسعار الخضار أكثر من ذلك، عدا عن قلة جودة مثيلتها في الأسواق المحلية، حيث أصبح من الملاحظ التراجع الواضح في البيع والشراء في ظل الظروف الاقتصادية السيئة وانتشار البطالة، وأيضاً نتيجة عدم انتظام رواتب الموظفين.

وعبر المواطن علي خزيق (24 عاماً) الذي حاول شراء بعض الخضروات مثل البطاطس والبندورة والباذنجان والفلفل عن تذمره الشديد حين وجد أن أسعارها مرتفعة جداً، متسائلاً في الوقت نفسه عن الفائدة المرجوة من وراء تصدير هذه السلع للسوق الإسرائيلي في حين أنه لا يوجد هناك اكتفاء ذاتي منها بالمطلق، بل ويفتقر السوق الغزي إلى كميات كبيرة منها حتى تصبح في متناول الجميع الفقير ومتوسط الدخل والغني.

مطالبات بعدم التصدير

وطالب خزيق خلال حديثه لـ»الأيام»، المسئولين في وزارتي الزراعة والاقتصاد الوطني بعدم تصدير أي نوع من الخضروات الأساسية من غزة إلى السوق الإسرائيلي أو غيره من الأسواق الأخرى، خاصة وأن كميات الإنتاج من هذه الخضروات محدودة في ظل قلة مساحات الأراضي المزروعة بها، ونتيجة تعرض المزروعات منذ بداية فصل الشتاء لموجات صقيع وبرد كبيرة أثرت على نوعية وكمية المنتج منها.

بائع الخضار جميل مقداد، قال: «إن نسبة الإقبال على الشراء تتراجع كثيراً في حال تم تصدير أي نوع من الخضار للأسواق الإسرائيلية، الأمر الذي يقلل من نسبة الكميات التي نشتريها من تجار الجملة، ناهيك عن ما نسمعه من عبارات التذمر من قبل المواطنين جميعهم الذين يعتقدون أننا السبب في ارتفاع الأسعار».

ارتفاع الأسعار يحد من إقبال المواطنين على الشراء

وأضاف مقداد، «إن ارتفاع أسعار الخضار يؤثر بشكل سلبي على دخلنا المادي، وبالتالي يعود علينا بالضرر نتيجة عدم إقبال المواطنين على الشراء واقتصارهم على شراء كميات محدودة جداً من كل صنف من هذه الخضار لا تتجاوز 1 على 10 من الكمية التي كان يشتريها قبل ارتفاع الأسعار.

أما المواطن بيان أبو شعبان (38 عاماً) أشار إلى أن عدم انتظام الرواتب وانقطاعها لفترة طويلة يفاقم أزمة الموظفين وقدراتهم الشرائية، مطالباً حكومة التوافق الوطني بوضع رقابة على الأسعار في الأسواق بالتزامن من بدء تصدير الخضروات إلى الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح أبو شعبان أن تقليص مساحة الأراضي المزروعة لصالح العمران، وعدم قدرة آلاف المزارعين في المناطق الحدودية شمال وشرق القطاع بسبب تعرضهم لعدوان إسرائيلي مستمر من الاستفادة من أراضيهم، يساهم في محدودية إنتاج الكثير من أنواع الخضار، وبالتالي نذرة وجودها في السوق الغزي، الذي يؤدي إلى ارتفاع أسعار ما هو موجود منها بشكل جنوني.

يُذكر أن المساحات المزروعة بالخضار في القطاع تُشكل نحو 75 ألف دونم بواقع إنتاج 220 ألف طن من الخضار.

إشباع حاجة المواطنين

المواطن أبو ياسين ميلاد (35 عاماً) من سكان مدينة غزة، أكد أن أسعار الخضروات في قطاع غزة شهدت ارتفاعا ملحوظا عقب العدوان الإسرائيلي على غزة صيف العام الماضي جراء تدمير مساحات واسعة من الأراضي المزارعين، مشدداً على أهمية عمل توازن ما بين إشباع حاجة المواطنين من هذه السلع الأساسية وما بين عملية تصدير ما هو فائض منها عن حاجة السوق الغزي والمواطن إلى الأسواق الإسرائيلية أو غيرها من أسواق أوروبا.

ورغم أن مدير عام التسويق والمعابر بوزارة الزراعة تحسين السقا كان أكد في تصريح صحافي «أنه في حال تجاوزت أسعار تلك المواد حاجز 2.5 شيكل للكيلو غرام في السوق المحلي، فإن الوزارة ستقرر فوراً إيقاف التصدير، إلا أنه لم يجري توقيف تصدير أي نوع من هذه الخضروات رغم تجاوز سعر الكيلو الواحد منها حاجز الـ5 شواكل.

وكان السقا لفت في التصريح نفسه، إلى أن الوزارة قررت الأسبوع الماضي إيقاف تصدير الخيار إلى الضفة الغربية بعد أن تخطى حاجز الـ 4 شواكل للكيلو غرام، موضحاً أن نسبة الاكتفاء الذاتي في أسواق غزة وصلت إلى 98%، مما يمنع الاستيراد نهائياً من «إسرائيل».

 

حماية المستهلك والمزارع

وأكد أن طواقم الوزارة تتابع أسعار السلع الأساسية كالبندورة، الخيار، البصل، البطاطا في الأسواق بشكل يومي ومدى تأثيرها على السوق المحلي لحماية المستهلك والمزارع في آن واحد، معتقداً أن تصدير الخضار للأسواق الإسرائيلية من شأنه أن يحسن أوضاع المزارعين الذين تضرروا بشكل كبير من العدوان الإسرائيلي على غزة في صيف العام الماضي.

وأوضح السقا، أن ارتفاع أسعار الخضروات والفواكه في الأسواق الغزية هو ارتفاع طبيعي نظراً لطبيعة الأجواء الجوية وقلة العرض والطلب، كما أن غزارة الأمطار أجبرت المزارعين على تأجيل قطف ثمار المزروعات إضافة إلى البرد القارس.

وأضاف: «إن العرض في الأسواق قل والطلب أيضاً قل، ولهذا فإن الارتفاع طبيعي وهو مؤقت لغاية الانتهاء من المنخفض الجوي، مشيراً إلى أن الأضرار الزراعية جراء المنخفض قليلة وليست كالمنخفضات السابقة التي أدت لغرق الأراضي الزراعية وتدمير المزروعات».

وشدد السقا على أن موسم الشتاء هذا العام يبشر بموسم زراعي جيد على كافة المزروعات إضافة إلى تحسين المخزون الجوفي خاصة بعد الدعوات التي كانت تؤكد ضعف في التخزين الجوفي لكثرة الاستعمال.

ويتوقع عدد من التجار بأن سعر الكيلو الواحد من الدجاج الذي أصبح 13 شيكلاً، سيشهد في الأيام القادمة ارتفاعا نتيجة الموت في المزارع نتيجة البرد القارس وغزارة الشتاء.