خبر السودانيون ينتخبون الرئيس والبرلمان غدا بلا مظاهر تنافس

الساعة 11:03 ص|12 ابريل 2015

فلسطين اليوم

يتوجه، صباح غد الاثنين، أكثر من 13 مليون ناخب سوداني إلى مراكز الاقتراع التي تزيد عن 10 آلاف في شتى أنحاء البلاد وسط هدوء نسبي قبيل ساعات من العملية التي تقاطعها فصائل المعارضة الرئيسية.

وسيصوت الناخبون على 7  بطاقات الأولى خاصة بمنصب رئاسة الجمهورية الذي يتنافس عليه 15 مرشحا بجانب الرئيس عمر البشير وأغلبهم مستقلون ولا يشكل أي منهم تهديدا جديا له.

وتشمل عملية التصويت ثلاث بطاقات خاصة بالبرلمان الأولى للدوائر الجغرافية والثانية للقوائم الحزبية النسبية والثالثة لقوائم المرأة التي تستحوذ على 25 % من مقاعد البرلمان بنص الدستور.

علاوة على ذلك توجد ثلاث بطاقات مماثلة لانتخاب مجالس تشريعية للولايات البالغ عددها 18 ولاية.

وبحسب مراسل الأناضول لا توجد مظاهر تنافس بين المرشحين في الشارع الذي تقتصر الحركة الانتخابية فيه على لجان التعبئة الخاصة بحزب المؤتمر الوطني الحاكم حيث تنشط فيها أعداد مقدرة من الشباب من الجنسين.

وخلال الأيام الأخيرة للحملة الانتخابية زادت حركة لجان التعبئة الخاصة بالحزب الحاكم في أحياء الخرطوم وأماكن التجمعات مقابل حركة مناهضة لشباب المعارضة الداعية إلى مقاطعة الانتخابات.

ففي حي أمبدة أحد أكبر الأحياء الشعبية بالخرطوم كان حوالي 10 شباب من الجنسين يطرقون الأبواب لتوزيع قصاصات تحض على التصويت للرئيس البشير وبعضهم يرتدي قمصانا طبع عليها الرمز الانتخابي لمرشحهم وهو الشجرة.

وقالت ابتسام عبد الله، التي تعمل ضمن اللجنة المناصرة للبشير، لوكالة الأناضول، « حتى لو لم نطرق الأبواب سيذهب الناس للتصويت له (البشير) لكننا نريد حشد أكبر عدد من الناخبين حتى يعرف الناس ضخامة شعبيته ».

وبحماس طاغي تضيف محدثتنا، وهي موظفة تخرجت في الجامعة قبل عامين، « صحيح أن هناك من يقاطعون الانتخابات ولن يصوتوا لنا لكن الأغلبية معنا ».

وعلى النقيض وبدرجة لا تقل عن تفاعل عبد الله ينتشر العشرات من شباب المعارضة للدعوة لمقاطعة الانتخابات وأعلنوا قبل يومين مبادرة تحض الناس لمقاطعة الانتخابات عبر تعليق لافتات على أبواب منازلهم مكتوب عليها « عفوا أيها المرشح ساكني هذا المنزل مقاطعون فلا تطرق الباب منعا للإحراج ».

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صور محدودة على هذه الشاكلة لكن الشاب أحمد عثمان يقول أنه « واثق من أن المئات من هذه اللافتات ستعلق على المنازل رغم الخوف من بطش الأجهزة الأمنية ».

فبالنسبة لعثمان « لا يوجد من سيذهب للتصويت للبشير سوى قلة من المنتفعين من نظامه وهم خائفون من انخفاض نسبة التصويت لأنها تفضح مزاعمهم بشعبيتهم الكبيرة وهذا ما سنفعله بالضبط ».

ويسترسل الشاب الذي كان عائدا لتوه من موقف للمركبات العامة لتوزيع قصاصات تدعو لمقاطعة الانتخابات « من الساعات الأولى للتصويت (يمتد لثلاث أيام) ستكون قد وصلته الرسالة وهي أرحل »، يقصد الرئيس البشير.

ووصل البشير (71 عاما) ويتمتع الآن برتبة مشير في الجيش إلى السلطة عبر انقلاب عسكري مدعوما من الإسلاميين في 1989 وتم التجديد له في انتخابات أجريت في 2010 وقاطعتها أيضا أحزاب المعارضة.

وفي فبراير/شباط الماضي دشنت فصائل المعارضة الرئيسية حملة لمقاطعة الانتخابات تحت شعار « ارحل » وتعهدت حركات التمرد المسلحة المتحالفة معها بأنها لن تسمح بإجراء الانتخابات في المناطق التي تقاتل فيها وهي 8 ولايات من اصل 18 ولاية.

وبدورها تعهدت وزارتا الدفاع والداخلية التي ستنشر 70 ألف شرطي بتأمين الانتخابات وقالت إنها لن تتهاون إزاء أي محاولة « لتخريبها ».

والأسبوع الماضي قالت مفوضية الانتخابات إن 7 دوائر من أصل 24 دائرة بولاية جنوب كردفان لن تجرى فيها انتخابات لأسباب « أمنية » بينما ستجرى في كل الولايات الخمسة المشكلة لأقليم دارفور المضطرب غربي البلاد.

ومن أكثر الصور التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لقصاصة صغيرة تدعو لمقاطعة الانتخابات لصقت على دورية تابعة للشرطة.

ومن المنتظر أن ينفذ أنصار المعارضة عشية الاقتراع اعتصاما في دار حزب الأمة القومي بمدينة أمدرمان غرب الخرطوم والذي انتشرت حوله الأجهزة الأمنية قبل ساعات من بدء الفعالية وفقا لمراسل الأناضول.

ولم تعلن المعارضة بشكل رسمي عن عزمها تسيير مظاهرات في الشوارع مع بدء الإقتراع لكن هناك تسريبات بذلك.

ويقلل قادة حزب المؤتمر الوطني الحاكم من دعوة المعارضة لمقاطعة الانتخابات ودشن شبابه بالتزامن حملة مناهضة لحملة « ارحل » تحت شعار « شارك ».

ومع إغلاق صناديق الاقتراع مساء الأربعاء سيبدأ على الفور فرز الأصوات في أي مركز على حدة بحضور مندوبي المرشحين وإعلان نتيجة المركز المعني لكن مفوضية الانتخابات ستعلن النتائج الكلية بشكل رسمي في 27 إبريل/نيسان