خبر معضلة نتنياهو -هآرتس

الساعة 09:30 ص|12 ابريل 2015

فلسطين اليوم

بقلم: الوف بن

 (المضمون: قرار نتنياهو في من سيختار، هرتسوغ أم بينيت، سيوضح بالاساس كيف يرغب في أن يحكم في الولاية التالية – كثوري أم كمحافظ. هذه هي معضلته - المصدر).

 

       يلمح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بانه لا يزال لم يقرر كيف سيشكل حكومته الرابعة. امامه خياران: حكومة يمين واصوليين بمشاركة البيت اليهودي، او حكومة وسط واصوليين بمشاركة المعسكر الصهيوني. حكومة مع نفتالي بينيت أو مع اسحق هرتسوغ.

 

          « حكومة بينيت » يمكنها أن تجسد حلم نتنياهو القديم، تحطيم « النخب القديمة » وتخليد حكم اليمين. « قانون القومية » سيجاز بسرعة. المحكمة العليا تصبح فرعا لمركز الليكود، بروح اقتراحات النائب يريف لفين لتغيير طريقة تعيين القضاة، ومطالب البيت اليهودي لاضعاف قوة المحكمة وقدرتها على التدخل في تشريعات الكنيست.

 

          جمعيات اليسار ومنظمات حقوق الانسان ستواجه مصاعب متزايد في تجنيد الاموال إن لم يكن في العمل بشكل عام. التقدم في الاكاديمية، الدعم للثقافة ومنح جواز اسرائيل سيشترط باعلان الولاء للصهيونية. القناة 10 ستسود او تطهر. والصحفيون النقديون تجاه الحكم سيطردون من القناة 2 ومن القناة 1 ومن صوت الجيش الاسرائيلي. الانتقاد على الجيش والادعاءات بان الجنود انتهكوا قوانين الحرب ستمنع بالقانون وتعرف كتشهير. ومع قليل من الجهد، سيكون ممكنا تغيير طريقة الحكم وانتهاج النظام الرئاسي برئاسة نتنياهو.

 

          اذا ما ارتبط ببينيت، سيعود نتنياهو الى موقف الثوري، الذي جاء لتغيير المجتمع الاسرائيلي من الاساس وليخلف وراءه إرثا ذا مغزى. وحكومة اليمين ستلقى الانتقاد الدولي الشديد والتهديدات بالمقاطعة اذا ما سرعت توسيع المستوطنات، ولكن « العالم » لن يتدخل اذا ما صارت اسرائيل تشبه أكثر فأكثر تركيا بقيادة رجب طيب اردوغان، وقيدت حرية التعبير واستقلالية جهاز القضاء.

 

          اذا ما أبدى نتنياهو  ضبطا للنفس نسبيا خارج الخط الاخضر، فانه سيتمتع بحرية عمل واسعة في داخلية. وستترسخ حكومة بينيت على مدى سنة ونصف، حتى الانتخابات للرئاسة الامريكية، وبعدها ستم استبدال براك اوباما برئيس جمهوري يتبنى مواقف الليكود، او هيلاري كلينتون التي ستكون اكثر راحة لنتنياهو من الرئيس الحالي.

 

          اذا ما تخلى نتنياهو عن بينيت وارتبط بهرتسوغ فانه سيبث سياسة محافظة، اساسها هو الحفاظ على « الاستقرار » في الدخل وصد الضغوط من الخارج. وستجد حكومة وحدة كهذه صعوبة في تحقيق الثورات لان قسما منها سيعطل القسم الاخر. حزب العمل سيمنع تغييرات دستورية بروح قانون القومية ومشاريع لفين، ويلطف حدة الاصلاحات الاقتصادية التي يخطط لها وزير المالية المرشح موشيه كحلون.

 

          وهو لن يتمكن من تحقيق سلام مع الفلسطينيين بغياب اغلبية لمثل هذه التسويات، ولكنه سيعمل على ترميم العلاقات مع الادارة الامريكية، الحصول على تعويض أمني عن الاتفاق النووي بين القوى العظمى وايران، وصد المبادرات الفلسطينية في الامم المتحدة مقابل بعض التجميد للبناء في المستوطنات. وستتمكن اسرائيل من مواصلة الاحتلال بثمن دولي معقول، اذا لم تعربد.

 

          ان علاقات نتنياهو الشخصية مع شركائه المحتملين في الائتلاف اقل اهمية من الاهداف التي يريد أن يحققها. نتنياهو لا يحتمل ولا يقدر زعماء المعسكر الصهيوني، كلنا، اسرائيل بيتنا والبيت اليهودي، بحجم متغير من الخوف، المقت والاستخفاف. وهو يعرف ان كلهم كان سيسرهم ان يروه في التقاعد وليس في ولاية اخرى كرئيس للوزراء. ولكن هذه هي السياسة الائتلافية، ما يسميه الامريكيون « مجموعة الخصوم ». ونتنياهو الخبير يعرف كيف سيتدبر أمره في كل الاحوال. وعليه، فان قرار نتنياهو في من سيختار، هرتسوغ أم بينيت، سيوضح بالاساس كيف يرغب في أن يحكم في الولاية التالية – كثوري أم كمحافظ. هذه هي معضلته.