خبر لنساعد لاجئي اليرموك- هآرتس

الساعة 09:56 ص|09 ابريل 2015

فلسطين اليوم

لنساعد لاجئي اليرموك- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

          خلف حدود دولة اسرائيل تقع مأساة انسانية لا يمكن استيعابها. فاكثر من 230 الف نسمة قتلوا في الحرب التي تتواصل منذ أربع سنوات؛ وهناك من يقدر بان عدد القتلى بلغ 300 الف. أما عدد اللاجئين فمفزع: نحو ثلاثة ملايين سوري فروا من بلادهم، ونحو ستة ملايين ونصف مواطن سوري نزحوا من منازلهم وانتقلوا للسكن في مناطق اكثر حماية في سوريا. دول مجاورة، مثل تركيا، الاردن ولبنان، تمنح ملجأ لمعظم اللاجئين، سواء في مخيمات مؤقتة للاجئين أم بالمساعدة المالية وبالمنتجات الغذائية. وتفعل المنظمات الدولية قدر مستطاعها، ولكن صندوقها الهزيل ولا سيمل الظروف الصعبة تجعل الامر في غاية الصعوبة، واحيانا تحبط نقل المنتجات الاساسية.

          في الفخ السوري يعلق أيضا عشرات الاف اللاجئين الفلسطينيين الذين لا يجدون ملجأ في دول اخرى. بينهم نحو 20 الف لاجيء في مخيم اليرموك للاجئين جنوب دمشق، معظمهم شيوخ، مقعدين، او عديمو القدرة الاقتصادية ويعيشون منذ نحو سنتين تحت الحصار. ومع سيطرة تنظيم داعش على المخيم، باتت حياتهم في خطر، ليس فقط بالنار بل بسبب الجوع والنقص الخطير في الادوية – وذلك لان ارساليات المساعدات لا يمكنها أن تدخل المخيم، الذي تحول الى ميدان معركة.

          الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، يحاول الان مساعدة المحاصرين الفلسطينيين من خلال خلق طرق انقاذ محمية تسمح لهم بالخروج من المخيم. ولا يمكن لهذا الجهد أن يبقى فقط بمسؤولية عباس؛ فالاسرة الدولية ملزمة بان تتجند على عجل كي تمنع القتل المرتقب في المخيم وتنقذ من يمكن انقاذه.

          كجزء من الجهد الدولي ينبغي لدولة اسرائيل ايضا أن تساهم بنصيبها وان تفحص مع عباس السبل والوسائل لمساعدة هؤلاء اللاجئين، الذين يوجد بينهم اقرباء، واحيانا من الدرجة الاولى، للمواطنين الاسرائيليين العرب.

          يمكن لاسرائيل، ضمن امور اخرى، ان تعرض على عباس، استيعاب جزء من اللاجئين في نطاق السلطة الفلسطينية المساعدة في تمويل قسم من نفقات انتقالهم واستيعابهم وعرض خدمات طبية لمن ينجحوا في الوصول. في هذا الوقت ينبغي أن تدحر جانبا الاعتبارات السياسية والخلافات مع السلطة الفلسطينية. هذه مهامة انسانية من الدرجة الاولى لا يحق لاسرائيل أن تتنكر لها.