خبر إرث نتنياهو -هآرتس

الساعة 09:54 ص|09 ابريل 2015

فلسطين اليوم

إرث نتنياهو -هآرتس

بقلم: آفي شيلون

          (المضمون: نتنياهو كان أكثر من دفع الاسرة الدولية الى الاتفاق مع ايران والذي يؤخر أو يمنع عنها النووي لعقد على الاقل، فلماذا لا يعزو هذا الانجاز لنفسه - المصدر).

       يعرض نتنياهو التغطية الاعلامية للخلاف في موضوع الاتفاق مع ايران كمن باء بهزيمة سياسية. فقد نجح براك اوباما في أن يحقق، بتأييد العالم، اتفاقا يصفه نتنياهو في أنه سيء، ونتنياهو تسبب، بمعارضته للاتفاق، بالمس بالعلاقات الهامة لاسرائيل مع الولايات المتحدة.

          ولكن، في نظرة تاريخية يحتمل أن يكون الاتفاق هو الانجاز الاكبر لنتنياهو، وربما الارث الوحيد الذي خلفه وراءه كزعيم.

          وذلك لانه اذا ما نفذ الاتفاق، فالمعنى هو أن ايران لن تكون نووية في العقد القريب القادم على الاقل. كما أن الخيار المستحب لدى نتنياهو، في استمرار العقوبات والتهديد بالهجوم، يبقى ساري المفعول اذا ما تبين بان ايران تحاول خرق الاتفاق. وحتى المطالبات بالتعديلات التي نشرها يوفال شتاينتس، لا تدل على فجوة جوهرية بين الموقف الاسرائيلي وبين ما تحقق، والاسرة الدولية تقف خلف الاتفاق. فمن أجل هذا كافح نتنياهو منذ التسعينيات: ان يجند العالم كي يمنع عن ايران سلاحا نوويا.

          صحيح أن هذا لم يحصل فقط بسبب نتنياهو – فللولايات المتحدة، روسيا، الصين والدول الاوروبية اسبابها لمنع السلاح النووي عن ايران. بعض من هذا يرتبط بالالتزام تجاه دول الخليج والدول العربية السنية، بعضه باعتبارات استراتيجية اخرى وبعضه بالموقف المبدئي ضد انتشار السلاح النووي. ولكن على مدى تاريخ الصهيونية اختبر زعماؤها بقدرتهم على ربط المصالح العالمية بمصلحة ما اعتبر مصلحة اليهود.

          هكذا عمل هرتسل، حاييم وايزمن حين كافح لتحقيق تصريح بلفور، وبن غوريون، حين أيد مشروع التقسيم. ليس لاسرائيل ما يكفي من القوة كي تنقل العالم الى جانبها بقوة ارادتها فقط، مطلوب حكمة سياسية، من أجل ايجاد تماثل المصالح الذي يساعدها في التأثير على التطورات الدولية. وهذا فعله نتنياهو على نحو جيد. يحتمل في أنه عندما ستفتح الارشيفات سيتبين بانه في التهديد الاسرائيلي بالهجوم والحملة التي لا تقل ولا تمل التي اديرت ضد ايران، تداخل مع المصالح الغربية بل وشجع المشاركين، بما فيهم الايرانيين على عقد الصفقة.

          يمكن الجدال في تكتيك نتنياهو، في الهوس وفي تجنيد الكارثة وصورة العمالقة. ولكن في السطر الاخير ايران ستمتنع عن تطوير النووي على مدى عقد على الاقل، ودون التورط في حملة عسكرية. والمفارقة هي أن اولئك بالذات ممن يعتقدون بان الاتفاق جيد لا يثنون على نتنياهو.

          يطرح السؤال لماذا لا يعزو نتنياهو الانجاز لنفسه؟ يمكن لاعتقاد بانه كان يفضل اتفاقا افضل، ولكن معقول الافتراض بان سياسيا مجربا مثله يفهم بان التطلع الى الهزيمة التامة لخيار النووي الايراني ليس واقعيا. وعليه، فجواب محتمل واحد هو أن نتنياهو قرر بان دوره في هامش القوى هو ان يشكل الرمز المتطرف وحتى شهر حزيران، حين يفترض بان يوقع على الاتفاق النهائي، سيواظب على ابداء المرارة كي يجعل امكانية تنازلات اخرى صعبة.

          جواب آخر، مؤسف، هو أنه بدون ايران يكون انتهى لنتنياهو بنك الاهداف الاستراتيجي. من ناحية سياسية ليس لديه أي رؤيا او خطة، باستثناء المناورات التي تبقي الوضع القائم دون التورط. وهذا ليس يكون سهلا. من ناحية النهاية، يمكن القول بشكل مفعم بالمفارقة بانه من زاوية نظر تاريخية كان من الافضل لنتنياهو أن يخسر في الانتخابات وان يذكر كمن ساهم مساهمة هامة في منع تحول ايران النووي.