خبر تقرير مصور: الدائرة المستديرة تُحدث شغباً في ملاعب غزة

الساعة 09:51 ص|09 ابريل 2015

فلسطين اليوم

خرج الحكم بصعوبة بالغة وسط حماية مكثفة من أفراد الشرطة، من مباراة خدمات النصيرات وشباب خانيونس، بعد تعرضه لاعتداء من قبل أحد اللاعبين بعد قرار الحكم بطرده في الدقيقة الأخيرة من زمن الشوط الأول ببطاقة حمراء مباشرة، الأمر الذي أثار حالة من الغضب والتوتر والبلبلة بين صفوف الجماهير المشجعة.

حالة الشغب لم تكن الأولى في المباراة التي أقيمت على ملعب الدرة بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بل كان إحدى الحالات التي وقعت في الأسبوع السادس عشر من دوري غزة الممتاز، فحدثت حالة مماثلة في ملعب المدينة الرياضية خلال مباراة (اتحاد خانيونس وخدمات الشاطئ).

فظاهرة الشغب بملاعب كرة القدم أصبحت واسعة الانتشار في ملاعبنا الرياضية، حيث تؤرق بال القائمين على الشأن الرياضي المحلي وترخي بظلالها على مشوار التطور الذي لحق برياضتنا المحلية في الفترة الأخيرة.

ولا شك أن أعمال الشغب والعنف تعد أبشع صور الإضرار بأمن المجتمع واستقراره ، ناهيك عن أنها تفقد الأنشطة الرياضية قيمتها ، وقيمها الرائعة وخصائصها الممتعة .



شغب الملاعب1

ويعتبر شغب ظاهرة عالمية ، تعاني منها معظم المجتمعات الغربية والعربية والمحلية بصورة أو بأخرى، حيث أصبحت تشكل خطراً على الأرواح والممتلكات من خلال سلوك اللاعبين والإداريين والحكام والمشجعين العدواني قبل وأثناء وبعد المنافسات الرياضية .

وشهدت رياضتنا المحلية في قطاع غزة بعضاً من حالات الشغب التي ظهرت مؤخراً في ملاعب كرة القدم، حيث تعتبر هذه الحالات مؤشراً خطيراً يُهدد مسيرة التطور الرياضي الذي شهدته فلسطين في الآونة الأخيرة.



شغب الملاعب2

حالات الشغب .. استنكار وموقف

وتعتبر حالات الشغب التي وقعت في الأسبوع السادس عشر من دوري غزة الممتاز ليست الأولى والأخيرة التي حصلت في تاريخ الرياضية الغزية، حيث ظهرت جلياً وبشكل لافت في مباراتي ملعب الدرة بين (خدمات النصيرات وشباب خانيونس) وملعب المدينة الرياضية بين (اتحاد خانيونس وخدمات الشاطئ) ، حيث برز الاعتداء على حكام المباريات وإثارة الشغب في الملعب ، الأمر الذي وصل إلى إيقاف مباراة النصيرات وخانيونس بنهاية شوطها الأول.

حالات الشغب التي وقعت في الملاعب مؤخراً..استنكرها جميع متابعي الرياضة، وبدأت المطالبات بوضع حد لهذه التصرفات الغير عقلانية.



عماد التتري

وعبر الكابتن عماد التتري عضو لجنة المسابقات في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم عن استيائه من الأحداث المؤسفة التي وقعت في ملعبي الدرة والمدينة الرياضية، واعتبرها مؤشرا خطيرا في مشوار التطور الرياضي الفلسطيني .

وحمل التتري في تصريح لـ « وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » مسؤولية أحداث الشغب للاعبين وإداريين الأندية، وقال أن كثرة الاعتراضات والاحتجاجات على قرارات الحكام تؤثر على أجواء المباريات تخرج عناصر اللعبة عن النص في كثير من الأحيان.

ورفض التتري تحميل الجماهير كافة مسؤولية الأحداث المؤسفة معتبرا سلوكها في المباراة هو ردة فعل لكثرة الاعتراض من قبل اللاعبين والإداريين.

غياب الروح الرياضية

وأكد الإعلامي عاهد فروانة رئيس تحرير موقع الرياضية أون لاين على أنها ظاهرة سلبية من شأنها تشويه الحركة الرياضية، وتأثر على سير البطولات والمسابقات الرسمية.

وقال فروانة في تصريح لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » أن أهم أسباب زيادة أعمال الشغب هي غياب الروح الرياضية عن اللاعبين والتعصب الجماهيري بالإضافة لكثرة الاعتراضات على قرارات الحكام.

وطالب فروانة الأندية بضرورة ضبط الجماهير، وتحمل الأندية لمسؤوليتها تجاه حالات الشغب التي يثيرها لاعبيها وجماهيرها.

عقوبة رادعة

ويسعى الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم للحد من هذه الظاهرة بإصدار عقوبات رادعة بحق الأندية أو الجماهير التي تثير حالات الشغب في الملاعب.

وتختلف العقوبات التي يصدرها الاتحاد بحق الأندية وذلك حسب طبيعة المخالفات التي تحصل، مع العلم بأن هناك قانون خاص بالعقوبات تن تعميمه على كافة الأندية الرياضية.

ومن أمثلة العقوبات التي تفرض على الأندية : غرامات مالية ، إيقاف لاعبين وإداريين، نقل مباريات ، والحرمان من الجماهير.

وقال التتري بهذا الخصوص أن الاتحاد يفرض العقوبات على الأندية لردعها عن بعض الممارسات التي تخل بالرياضة الفلسطينية، مضيفاً أن العقوبات التي تفرض بحق الأندية تهدف إلى ضبط وتنظيم سير العملية الرياضية بسلام دون أي إضرار يعود على الأندية.

من جهته أكد الإعلامي فروانة على دور اتحاد كرة القدم من خلال تفعيل مبدأ الثواب والعقاب، وتخصيص عقوبات قاسية من شأنها ردع الأندية وجماهيرها من تكرار أعمال الشغب، مبيناً أن بعض العقوبات التي يفرضها الإتحاد على الأندية أثبتت عدم جدواها، وطالب بوضع عقوبات أكثر تأثيرا على أندية من أجل الحد من ظاهرة الشغب.



عاهد فروانة

الإعلام الرياضي .. سيف ذو حدين

ويعتبر الإعلام الرياضي من أهم عناصر الحركة الرياضة لما له من تأثير على السلطة الرابعة « الإعلام » ،، يعتبر الإعلام الرياضي من أهم عناصر الرياضة، لما له من تأثير على أراء المتابعين والجمهور، فمحبي الرياضة يبحثون عن كل ما هو جديد عبر وسائل الإعلام ، ويعتبرون ما يتم نشره هو عين الحقيقة سواء كان صحيحا أم خاطئا.

فالإعلاميون هم بشر وأصحاب انتماءات وميول، يعبر بعضهم عن وجهة نظره الشخصية عبر وسيلته الإعلامية ناقل للجمهور مالا يعتبر صحيحا في أغلب الأحيان، فينتج عن ذلك ردود أفعال لا يحمد عقباها.

وبدوره قال الإعلامي فروانة : الصحافة الرياضية يجب أن تبتعد عن التحيز وتتعامل بكل شفافية ومصداقية في نقل الأحداث الرياضية.

وأكد فروانة على الدور المهم المطلوب من الإعلاميين للمحافظة على سمعة الرياضة الفلسطينية والمساهمة في تطويرها بعد كل ما وصلت إليه من إنجازات في العام السابق.

من جانبه طالب التتري الإعلاميين بإخراج الصورة الجميلة للرياضة والإبتعاد عن نشر الصور التي من شأنها إثارة البلبلة وتأجيج الشارع الرياضي.

روابط المشجعين

المشجعون هم فاكهة ملاعب كرة القدم، وسر جمال اللعبة ... ولكن إن فسدت هذه الفاكهة فإنها تصيب الرياضة بالعفن وتشوهها، لذلك استوجب علينا المحافظة على التشجيع الرياضي النظيف.

وقال الكابتن التتري بهذا الخصوص:« إن الجماهير  قد تضر أنديتها ببعض التصرفات غير الأخلاقية والتي تعود على الفرق الرياضية بالسلب، مطالبا الأندية بضبط سلوك جماهيرها ».

فيما أضاف الإعلامي فروانة بأن الجمهور من أهم عناصر قوة أو ضعف أي فريق، مؤكدا على قوة ذلك المحرك في شحن همة الفريق لتقديم الأفضل أو إحباطه وتقديم مستويات متدنية.

وطالب فروانة جميع الأندية بمتابعة جماهيرها والإهتمام بها، وزيادة حملات التوعية لأجل تشجيع رياضي يحافظ على سلامة الجسم الرياضي.



شرطة

الشرطة .. وضبط الملاعب

الحماية والتأمين وضبط النظام، هي مهام الشرطة بشكل عام، ولا يختلف الأمر كثيرا في شرطة الملاعب، إلا انه يتطلب بعض الخبرة عن طبيعة الرياضة وبعض سلوكيات الجماهير الرياضية.

وتعتبر الشرطة الفلسطينية  من أهم عناصر المحافظة على النظام في ملاعب كرة القدم بغزة، حيث تتواجد في كافة المحافل الرياضية التي تقام في القطاع.

وقال العقيد أسامة حسونة حسونة نائب مدير العمليات المركزية في الشرطة الفلسطينية والمسئول عن تأمين ملاعب كرة القدم، أن الشرطة على إطلاع دائم على الأحداث الرياضية بغزة، وتتواصل مع إتحاد كرة القدم وباقي الاتحادات الرياضية لمتابعة كافة الفعاليات الرياضية وتعمل على تأمينها.

وأكد حسونة في تصريح لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » أن الشرطة الفلسطينية ترسل قوات شرطية لتأمين ملاعب كرة القدم، حيث تقسم إلى ثلاث مجموعات الأولى لتأمين حكام المباريات والثانية لتأمين وضبط الجمهور بقرب المدرجات والثالثة لظبط عملية الدخول والخروج من الملعب على البوابات.

وقال حسونة: ندرك تماما أن شغب الملاعب يختلف تماما عن شغب السياسة ،لذلك نحاول إختيار عناصر ذو ميول رياضية وتدريبه على كيفية التعامل مع أي حدث طارئ، مع وجود تعليمات واضحة بالتدرج في استخدام القوة لضبط حالات الشغب.

وأعرب حسونة عن عدم رضاه عن البنية التحتية لبعض الملاعب مؤكداً على صعوبة حفظ النظام في ملاعب غير مهيئة لاستقبال الجماهير بأعداد كبيرة، بالإضافة لقرب المدرجات من أرضية المباراة وصعوبة انتشار عناصر الشرطة بشكل سليم في أنحاء الملعب.

وعلى صعيد الألعاب النارية ، أكد حسونة على أنه تم تشكيل وحدات خاصة لمتابعة هذا الموضوع وتم ضبط الكثير من المفرقعات والألات الحادة مع الجماهير أثناء دخول الملعب، وهم بصدد تكثيف الإجراءات الوقائية بهذا الخصوص لمنع هذه الظاهرة بشكل تام.



شغب الملاعب5

حسب علم النفس .. الأسباب والحلول.

وللوقوف عند ظاهرة شغب الملاعب من الناحية النفسية تواصلنا في وكالة فلسطين اليوم الإخبارية مع الأخصائي النفسي الدكتور إسلام السعاتي ماجستير صحة نفسية.

وقال الساعاتي في حديث لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » عن أسباب الشغب فيما يتعلق  بالجماهير هي  الحب الزائد والانتماء المبالغ فيه لفريق المنطقة أو الحي وعدم تقبل فكرة الخسارة أو ما يعتبره الظلم لفريقه، كما تجعله لا يتقبل آن يصاب هذا المعشوق آو المحبوب سواء كان لاعب آو فريق بأذى أو بظلم.

وأضاف الساعاتي على أن أغلبية أعمال شغب الجماهير تأتي كردود أفعال على كثرة إعترضات اللاعبين والإداريين على قرارات الحكام.

وربط الساعاتي أعمال الشغب بالواقع الذي يعيشه الفلسطينيون من ضغوطات نفسية بسبب الحصار على قطاع غزة، إضافة وضع الانقسام الذي يعيشه الشعب الفلسطيني الحروب التي يتعرض لها قطاع غزة، حيث يؤدي كل ذلك إلا كبت وضغط كبير واقع على كاهل المواطن قد ينفجر في لحظة.

وعن علاج المشكلة، قال الساعاتي أن على الأندية ضرورة التقرب من جماهيرها وإطلاق حملات توعية حول الروح الرياضية وثقافة الفوز والخسارة، والتنويه على اللاعبين والجهاز الفني والإداري بضرورة ضبط أعصابه وعدم إثارة الجمهور، بالإضافة لتنظيم يوم ترفيهي للجماهير وإخراجها من حالة التوتر النفسي المصاحب لها بسبب ضغوطات الحياة وقوة المنافسة في الدوري.

حلول واقتراحات

وللحد من هذه الظاهرة السلبية، كان لا بد من إيجاد حلول مناسبة للقضاء على حالات الشغب في الملاعب.

وطالب الكابتن التتري من اللاعب والإداريين في الأندية بضرورة احترام قرارات الحكام، مع ضرورة الاهتمام بالجماهير وتحفيزها على التشجيع الرياضي النظيف.

وبخصوص الصحافة  طالب الإعلامي فروانة كافة الإعلاميين بضرورة تقديم الرسالة المهنية الصادقة لتغطيتهم للإحداث، وتكثيف الحملات الإعلامية لنبذ الشغب في الملاعب.

فيما طالب العقيد حسونة من جميع من في الملعب بالتزام التعليمات واحترام القوانين التي يفرضه الاتحاد على الأندية واللاعبين والإعلاميين والشخصيات الاعتبارية وكذلك الجماهير.

وأكد حسونة على ضرورة تهيئة الملاعب لاستقبال هذا العدد الكبير من المشجعين.

من جهته أكد الخبير النفسي الساعاتي على ضرورة اهتمام بالجماهير وزيادة حملات التوعية، بالإضافة لتوفير أنشطة ترفيهية تخفف عن كاهلها.



شغب الملاعب9

شغب الملاعب10

شغب الملاعب8

شغب الملاعب7


شغب الملاعب4

شغب الملاعب3

شغب الملاعب1