خبر نظرية اوباما: بعدي الطوفان- اسرائيل اليوم

الساعة 08:32 ص|08 ابريل 2015

فلسطين اليوم

نظرية اوباما: بعدي الطوفان- اسرائيل اليوم

بقلم: بوعز بسموت

          (المضمون: الاتفاق النووي مع ايران سيؤجل قدرة ايران على الحصول على القنبلة حسب اقوال اوباما لأنه بعد 13 سنة ستتقلص الرقابة وستزيد قدرة اجهزة الطرد المركزي على التخصيب بدرجة تقلص فترة الاندفاع نحو القنبلة الى الصفر - المصدر).

          حسب اتفاق الاطار الذي تم التوصل اليه في لوزان فان فترة الاندفاع (الفترة الزمنية اللازمة لانتاج قنبلة نووية) ستزيد من 2 - 3 أشهر كما هو الوضع اليوم الى سنة. ولكن التقييدات من خلال الاتفاق هي لمدة عشر سنوات فقط وبعدها فان هذه التقييدات ستتلاشى. ماذا سيحصل فيما بعد؟ اسألوا اوباما.

          في مقابلة مع شبكة راديو « ان.بي.آر » قال اوباما إن « الخوف الاكبر هو أنه في السنة الـ 13 أو الـ 14 أو الـ 15 بعد نهاية الاتفاق سيكون لدى ايران اجهزة طرد مركزي متطورة تستطيع تخصيب اليورانيوم بسرعة، وفي هذه المرحلة فان فترة الاندفاع يمكن أن تتقلص تقريبا الى الصفر ». هل سمعنا بصورة صحيحة؟.

          اذا كان الامر كذلك فقد صدق من خاف من الاتفاق الدائم الآخذ في التبلور مع الايرانيين ألا يمنع هذا الاتفاق وفقط يؤجل سيناريو الذعر، الذي فيه ايران تكون في نهاية المطاف لديها القدرة النووية العسكرية. بكلمات اخرى، من أراد تقييد البحث والتطوير النووي في ايران، ومن يريد تجريد ايران من منشآت تخصيب اليورانيوم مثل التحت ارضية في فوردو، ومن يستغرب لماذا تحتاج ايران الى تخصيب اليورانيوم – على حق. هل كنتم ستتركون في غرفة اولادكم جهاز موسيقى مع قرص في داخله وفقط تضغطون على زر التوقف اذا رغبتم ألا يسمعوا الموسيقى؟ هذا يشبه جدا الوقائع على الارض في أعقاب الاتفاق المتبلور مع الايرانيين. وماذا بشأن المراقبة؟ ليست الى الأبد. فقد أعلن ظريف أمس أن الايرانيين يرفضون وضع الكاميرات قرب المنشآت. وهو يبدو واثقا.

          البيت الابيض، كما قيل في تقارير أمس، أراد أن يوضح أن الرئيس قصد أن سيناريو الذعر هذا هو في حالة عدم وجود اتفاق. ولكننا سمعنا الرئيس يقول الامور بصورة واضحة جدا. فاذا لم يكن هناك اتفاق فلماذا سيكون على الايرانيين الانتظار 13 أو 14 أو 15 سنة من اجل الاندفاع الى الأمام وانتاج قنبلة نووية؟ يوجد هنا شيء ما غير واضح تماما. توضح مقابلة الرئيس لنا بالضبط مشكلة الاتفاق مع ايران: لا يمنع الايرانيين من الحصول على القنبلة لكنه فقد يؤجله. وبشكل عام لدي انطباع أن اوباما ايضا غير مقتنع بالاتفاق الذي يحاول بيعه لنا. ربما أن اوباما يُعد لنفسه ميراثا (اتفاق مع ايران)، ولكن لوريثه يُعد تركة غير مريحة (ايران نووية). لأنه رئيس شاب (عقبال الـ 120) يبدو أن الارث والتركة يمكن أن يتصادما لكننا نتنازل عن هذه المتعة.

          كل هذا بدون أن نعرف بالتأكيد ماذا يخفي الايرانيون في الحقيقة. من يستطيع أن يؤكد لنا أنه لا توجد لديهم منشآت سرية اخرى أو منشآت اضافية لتخصيب اليورانيوم نجحوا في اخفائها تماما كما قاموا بذلك ثلاث مرات في العقد الماضي؟ لا أحد، حتى اوباما لا يستطيع التعهد بذلك حقا. ايران اشكالية ليس أقل من الاتفاق.

          الرئيس اوباما ايضا لا يعتقد أنه يجب الطلب من الايرانيين الاعتراف بدولة اسرائيل، كما يطلب نتنياهو. حسب زعمه فان كل هذا الاتفاق جاء بناءً على طبيعة النظام. ليس هناك مشكلة. كان يجب على الرئيس الامريكي في وضع كهذا أن يقول للايرانيين لا تعترفوا باسرائيل، ولكن طالما لم تعترفوا باسرائيل التي هي عضو في الامم المتحدة مثلكم تماما فان الاتفاق لن يكون محددا بفترة زمنية. أيبدو ذلك معقولا؟ كما يبدو لاوباما ليس معقولا.

          « بعدي الطوفان »، قال ذات مرة ملك فرنسا لويس الخامس عشر. لسبب ما تذكرت هذا الاقتباس أول أمس عندما شاهدت المقابلة مع الرئيس اوباما.