خبر حبل النجاة للسياحة في القدس .. هارتس

الساعة 01:23 م|07 ابريل 2015

حبل النجاة للسياحة في القدس:

 

الزوار المسلمون

 

بقلم: نير حسون

 

(المضمون: العديد من الزوار يواصلون زيارة القدس لاكمال زيارتهم الى المدن الثلاث المقدسة في الاسلام. ورغم الاختلافات في الفتاوى والمواقف السياسية من زيارة القدس إلا أن الزيارات تتواصل وربما يكون فيها حبل النجاة للسياحة في القدس - المصدر).

 

الربط بين عيد الفصح اليهودي وعيد الفصح المسيحي ملأ ثانية في الايام الاخيرة شوارع القدس القديمة بالسياح. ولكن المعطيات تشير الى أن ازمة السياحة في القدس منذ الصيف الماضي لم تنته بعد. في الايام التي سبقت عيد الفصح كانت درجة اشغال فنادق القدس نحو 60 بالمئة فقط، وفي ليل الفصح وفي العيد الثاني (الموازي لسبت النور للطوائف الشرقية) وصل الاشغال الى 80 – 85 بالمئة. حسب تقدير رئيس اتحاد الفنادق في المدينة، آريه زومر، فان المعطيات أقل بنحو 20 بالمئة مقارنة بالسنة الماضية.

 

لكن النجاة لفرع السياحة في المدينة يمكن أن تأتي من مصدر مفاجيء – الدول الاسلامية بشكل عام والدول العربية بشكل خاص. في الاسبوع الماضي نشرت مجموعة مفتين في دول الخليج الفارسي فتاوى تسمح وتوصي بزيارة القدس. هذه الفتاوى (التي نشرت بالعبرية للمرة الاولى في صفحة الفيس بوك 0202) تنضم الى نقاش سياسي وديني يثير العالم العربي منذ ثلاث سنوات. هذا الخطاب ينضم الى معطيات تشير الى زيادة كبيرة في عدد الحجاج المسلمين القادمين الى المدينة.

 

« الناس يخافون، ولكن أعداد الراغبين في المجيء الى القدس تزداد »، يقول رائد عطية، صاحب مكتب السفر « هلا تورز » من بيت لحم، والمتخصص في احضار السياح المسلمين الى البلاد. « اذا غيرت اسرائيل اسلوبها، فأعتقد أن الملايين سيحضرون. أنا متأكد. ليس هناك فرق بينهم وبين الحجاج من اوروبا والولايات المتحدة ».

 

اذا تحدثنا عن ارقام فعلية فان الحديث يدور عن تقلص عدد الزائرين الى اسرائيل، وفي السنوات الاخيرة سجلت زيادة في عدد الزوار من الدول الاسلامية. في السنة الماضية دخل الى اسرائيل 26.7 ألف سائح من أندونيسيا و23 ألف من تركيا و17.7 ألف من الاردن ونحو 9 آلاف من ماليزيا ونحو 3.300 من المغرب. الحرب في غزة أوقفت هذه الزيادة في بداية 2015، لكن في الاشهر الاولى من السنة الحالية دخل على الاقل 10 آلاف سائح مسلم الى اسرائيل.

 

الخطاب الفلسطيني والعربي حول هذا الموضوع بدأ في 2012، في حينه دعا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس المسلمين للمجيء الى القدس. حماس تعارض بشدة زيارة القدس. حتى لو كان الحديث عن زيارة لاغراض دينية والتي تساعد في الاساس اصحاب المصالح التجارية الفلسطينيين، لأنه تم تحت رعاية الحكم الاسرائيلي في المدينة ويشكل اعترافا واقعيا باسرائيل. الى جانب حماس يقف المفتي الاكبر في العالم الاسلامي، يوسف القرضاوي. في الجهة المقابلة يدعي مفتون آخرون يدعمون مقاربة فتح أن النبي محمد نفسه ايضا جاء الى المدينة في رحلة الاسراء والمعراج الواردة في القرآن حتى وهي ليست تحت الحكم الاسلامي.

 

في هذه الاثناء يبدو أن مجرد وجود النقاش خلق شرعية للمجيء الى اسرائيل. صحيح أن اغلبية السياح المسلمين يجيئون من دول غير عربية مثل تركيا والهند واندونيسيا وماليزيا. ولكن هناك ايضا مجموعات من المغرب، تونس والاردن وزائرين من دول الخليج. مجموعات من الحجاج المسلمين تأتي من دول اوروبية.

 

الزيارة المتوسطة تستمر اربعة ايام وتتضمن يوما كاملا للزيارة والصلاة في المسجد الاقصى والبلدة القديمة. زيارة بيت لحم والخليل وموقع النبي موسى وأريحا. معظم الزوار يدخلون الى اسرائيل عن طريق جسر اللنبي، والاقلية تأتي عن طريق مطار بن غوريون. « في مرات عديدة يقولون لي إنهم لا يريدون المجيء عن طريق تل ابيب لأنها اسرائيل. عندها نشرح لهم أن كل المعابر تسيطر عليها اسرائيل »، يقول عطية.

 

حسب أقوال عطية، الفحص في جسر اللنبي يمكن أن يستغرق بين 8 – 10 ساعات الامر الذي يثقل جدا على الزوار. « هذا جزء من السياسة، بصورة متعمدة يضعون العقبات أمامهم حتى لا يعودوا الى هنا ».

 

زوار كثيرون يقومون بذلك في اطار الحج المشترك لزيارة المدن الثلاث المقدسة في الاسلام. بعد زيارة القدس يسافرون عن طريق الاردن الى مكة والمدينة في السعودية. أشار مصدر ضليع في هذا المجال الى أن رقابة الحدود في اسرائيل تسمح للزوار الذين يصلون للزيارة على انفراد بالدخول بدون ختم جوازات سفرهم بالختم الاسرائيلي، لكي لا يتم الاثقال عليهم في المستقبل اثناء سفرهم الى الدول العربية.

 

« هل هذا جزء من الانقسام بين فتح وحماس »، يشرح البروفيسور اسحق رايتر، الباحث في « معهد القدس ». « أبو مازن تبنى المقاربة القائلة بأنه يفضل أن يأتي أكبر عدد من المسلمين الى القدس لكي يروا وضع الفلسطينيين ويساعدوهم، وبالتحديد السلطة. حماس التي لا تسيطر على القدس وليست لها مصلحة، تزعم أن مجرد الوصول الى القدس يعطي الشرعية لاسرائيل. الوقائع على الارض تقول إن العديد يأتون للزيارة. في الاسبوع الماضي زارت مجموعتان من اندونيسيا قبر داود ». وحسب اقواله "هناك فضول كبير. عندما تكون الظروف السياسية هادئة اكثر سيكون لدينا سياحة اسلامية أكبر لأن القدس والاقصى حظيت باهتمام أكثر. هذا يثير الفضول.