خبر إسرائيل2014.. دولة يمينه استيطانية بامتياز وعلاقات إقليمية مشوشة

الساعة 09:53 ص|07 ابريل 2015

فلسطين اليوم

عكس المشهد الإسرائيلي للعام 2014 جملة من التغيرات وخاصة فيما يتعلق بعلاقة إسرائيل مع المجتمع الدولي والإقليمي، إلى جانب ثباتا واضحا في تحول المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين الاستيطاني المتشدد.

جاء ذلك خلال استعراض التقرير السنوي لمركز الأبحاث الإسرائيلية « مدار » حول المشهد الإسرائيلي، الخاص بالعلاقات الفلسطينية الإسرائيلية، والمشهد السياسي الحزبي الداخلي، والعلاقات الخارجية، والأمني العسكري، والاقتصادي، والاجتماعي، وأخيرا مشهد الفلسطينيين في إسرائيل.

وفي تلخيصها لنتائج التقرير قالت مديرة مركز مدار هنيدة غانم إن أهمية هذا التقرير بأنه يأتي على بعد ثلاثة أسابيع فقط على الانتخابات الإسرائيلية العامة والتي عكست نتائجها جملة من النتائج.

ومن هذه النتائج، كما قالت ظاهرتين مهمتين، وهما ثبات تحول المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين الاستيطاني، والثانية هي استمرار حاله التشرذم الحزبي السياسي الداخلي، ونجاح نتنياهو بالرغم من كل الاستطلاعات التي كانت تشير إلى عكس ذلك، ونجاحه في تجاوز صراعات الهوية الداخلية وذلك في ظل استمرار الصراع مع الفلسطينيين، وصعود حقبة إسرائيل الثالثة

ارتفاع وتيرة الاستيطان

وفي استعراضه لفصل العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية قال الباحث عاطف أبو سيف إن إسرائيل نظمت علاقتها مع الفلسطينيين عام 2014 عبر منظومة عمل مزدوجة تدمج القوة العنيفة والمباشرة وبين القوة الناعمة والتي تصب في مجملها مع الهف السياسي العام الذي وضعته حكومة نتانياهو باتجاه فرض حل من طرف واحد، وإدارة الصراع بدلا من حله، والاستمرار في الوقت ذاته في تغيير الوقائع على الأرض.

كما شهد 2014 مساعي لتطبيق القانون الإسرائيلي على مناطق المستوطنات وهو ما يعني فعليا مأسسة قانونية الإسرائيلي على مناطق المستوطنات وهوما يش بتوجه نحو ضم مناطق في مقابل استمرار التضييق على الفلسطينيين على مناطق (ج)والتي تشكل 61% من أراضي الضفة الغربية.

وشهدت حكومة نتانياهو في العام 2014 ارتفاع نسبه الاستيطاني إلى 40% في عمليات التخطيط الاستيطاني بالذات في المناطق المعزولة وخارج الكتل الاستيطانية الكبرى، وأرتفع نسبه العطاءات بنسبة غير مسبوقة.

وشهدت حكومة نتانياهو في العام 2014 ارتفاع نسبه الاستيطاني إلى 40% في عمليات التخطيط الاستيطاني بالذات في المناطق المعزولة وخارج الكتل الاستيطانية الكبرى، وأرتفع نسبه العطاءات بنسبة غير مسبوقة.

وعلى الصعيد السياسي حاولت إسرائيل التصدي لكل محاولات الفلسطينيين انتزاع اعتراف بالدولة الفلسطينية دوليا وهاجمت الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية، وتعاملت مع أموال المقاصة « الضرائب » كورقة ضغط.

إلى جانب الحرب التي شنتها ضد حماس في القطاع وإن ل تضع أهدافا كبيرة لحربها على غزة ك القضاء على حكم حماس مقارنة في الحروب الأخرى، إلا أنها اكتفت بالإعلان عن أهداف كتدمير الإنفاق و ترميم الردع.

وفي يتعلق بالصراع مع الفلسطينيين ففي الوقت الذي أصرت على رفضها التفاوض مع الإرهاب في القطاع، إلا أنها بقيت تتهب من الحل في ظل الهدوء السائد في الضفة الغربية/ واستخدمته من أجل خلق واقع على الأرض تحول بين الفلسطينيين والمطالبة بحقوقهم.

علاقات أمريكية وأوروبية متوترة

وفيما يتعلق بالعلاقات الدولية والإقليمية فقد الكاتب مهند مصطفى جملة من المتغيرات في هذا المشهد، قائلا إن العام 2014 كان عام التوتر ما بين إسرائيل وحلفائها الإقليمين والدوليين.

فعلى الصعيد العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية شهدت توترا كبيرا، وتحديدا على خلفية المواقف المتباينة من المحادثات بشأن المشروع إيران النووي إضافة إلى تعنت مواقف الحكومة الإسرائيلية فيمال يخص مفاوضات السلام ومبادرة كيري، ورفضه إطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين كما تم الاتفاق عليه.

وفيما يتعلق بالعلاقات مع الاتحاد الأوروبي لم تكن بأفضل حالا، وكانت النتيجة اعترافا من السويد بفلسطين في أواخر تشرين أول/ أكتوبر 2014، ومجموعة من الاعترافات الرمزية بالدولة الفلسطينية ومن بينها اعتراف مجلس العموم البريطاني ومجلس النواب الإسباني والجمعية الوطنية الفرنسية وجمعية إيرلندا.

ويشير مصطفى إلى تغير واضح بالمزاج العام الدولي وتصاعد التذمر الشعبي من السياسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وخاصة في فترة الحرب على القطاع. وتزامن ذلك أيضا مع نجاحات شعبية سجلتها حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وتمثلت في تحقيق إنجازات كبيرة في أمريكا وأوروبا.

سيناريوهات مستقبلية

قدم التقرير جملة من السيناريوهات المتوقعة في الإجابة عن السؤول " إسرائيل إلى أين...؟؟، منطلقا من التقديرات التي ترى إن الصراع سيكون قابلا للإدارة فقط، وليس للحل، ا بالتالي أن تقوم بتطوير آليات لاحتوائه الصراع وإدارته وتحويره بما يخدم مصالحها وليس تفكيكه.

وعلى غير السنوات السابقة خلت التقديرات من استشراف أيه أمكانية للانتفاضة بالضفة أو أيه حروب على القطاع بل على العكس جاءت التوقعات بتبني سياسية تقليم الأظافر من أجل التعامل مع حماس في القطاع، بموجبها يتم التعامل مع حماس كسلطة مسؤولة عن حفظ الأمن في غزة، يتم معاقبتها أن لم تقم بذلك، ومن غير السعي نحو تدميرها.

ومن هذه السيناريوهات هي مواصلة إسرائيل تعميق الاستيطاني وتغيير الواقع الديمغرافي على الأرض من خلال تصعيد المخططات في مناطق القدس ومناطق (ج).

إلى جانب الاستمرار في مساعي نزع الشرعية عن أي حراك فلسطيني سواء أكان سياسيا رسميا أم شعبيا ميدانيا من خلال ربط النضال الفلسطيني بالإهاب الإسلامي، والتشديد على إنها، أي إسرائيل، تقف في الخط الأول مواجهة هذا الإرهاب.

ومن المتوقع أيضا أن تستمر المساعي لنزع شرعية التحركات الأوروبية للضغط على إسرائيل من خلال إعادة تدوير مصطلحات خطاب اللاسامية والعنصرية التاريخية والمسألة اليهودية والمحرقة، وإعادة تصنيعها سياسيا.

ولعل السيناريو الأوضح هو استمرار التوتر في العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية، والأوروبية-الإسرائيلية بسبب التعنت في إدارة الحكومة الجديدة برأسه نتانياهو.

ولعل السيناريو الأوضح هو استمرار التوتر في العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية، والأوروبية-الإسرائيلية بسبب التعنت في إدارة الحكومة الجديدة برأسه نتانياهو.

وتوقع التقرير الاستراتيجي أيضا مزيدا من التمازج ما بين المستوطنين والمجتمع الإسرائيلي، باعتبارهم جزءا طبيعيا من الطبقات والفئات الاجتماعية واستمرار صعودهم في النخب السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

استمرار السعي لتعميق الهوية اليهودية، وتقليص حيز المواطنة، وذلك من خلال تمرير قانون يهودية الدولة وقوانين أخرى تعز من الطابع اليهودي والإقصائي للفلسطينيين في الداخل.