خبر هل تنتقل « عاصفة الحزم » إلى غزة بطلب من عباس؟.. د. عدنان أبو عامر

الساعة 09:40 م|06 ابريل 2015

Arabic

 
 
 
 
Palinfo instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

 

6-4-2015 10:00 AM

هل تنتقل « عاصفة الحزم » إلى غزة بطلب من عباس؟

 
 
د. عدنان أبو عامر

كان متوقعًا أن تترك العملية العسكرية الجارية على الحوثيين في اليمن آثارها على المنطقة العربية بصورة عامة، ما بين مؤيد ومعارض ومتحفظ.

لكن ما لم يكن متوقعًا، دعوة الرئيس محمود عباس خلال القمة العربية لتكرار عملية « عاصفة الحزم » في فلسطين، بطلبه من الزعماء العرب معالجة الانقسام الفلسطيني بذات الطريقة المتبعة في اليمن، لتحقيق الشرعية السياسية في غزة، متهمًّا حماس بإعاقة عملية الإعمار، لأنها لم تسمح لحكومة الوفاق بالقيام بدورها في القطاع.

تركت هذه التصريحات ردود فعل فلسطينية مستنكرة، لأنها تعيد للأذهان الأحداث الدامية التي شهدتها غزة أواسط 2007 بين فتح وحماس، وقتل وأصيب فيها المئات، عقب فوز حماس في الانتخابات التشريعية التي جرت في يناير 2006، ورفض فتح الاعتراف بالنتائج، ومحاولة إبقاء سيطرتها على قطاع غزة، ما أدى لحدوث اشتباكات مسلحة بين حماس وفتح، أدت في يونيو 2007 لسيطرة حماس على غزة، وطرد السلطة الفلسطينية، وأسفرت هذه الأحداث عن انقسام سياسي حتى اللحظة.

كما تحمل رغبة السلطة الفلسطينية باستنساخ عملية « عاصفة الحزم » أخبارًا سيئة للفلسطينيين في غزة بعودة الطيران « العربي » هذه المرة بقصفهم، وهم لم يلتقطوا أنفاسهم من قصف سلاح الجو « الإسرائيلي » لهم في الحرب الأخيرة في يوليو وأغسطس 2014، وبعد مضي ساعات على التصريحات، خرجت ردود فعل فلسطينية غاضبة عليها، تعتبرها مرفوضة، ولا تعني الشعب الفلسطيني بشيء، لأن من يطلقها يعبر عن حقد دفين ضد غزة، وفي نفس الوقت تطرح الأسئلة: هل يطالب عباس ومستشاره العرب بحرب ضد غزة، ولتثبيت أي شرعية؛ شرعية الاحتلال للضفة، أم شرعية الحصار لغزة؟!.

ردود حماس تعكس القلق الذي عاشته في الأيام التي تلت إصدار التصريحات؛ لأنها خرجت عن عباس صاحب القرار الأول والأخير، وخلال خطاب رسمي سمعه العالم على الهواء مباشرة خلال القمة العربية، وحرصت حماس على ألا تبقى وحيدة في استنكار تصريحات عباس، بل حشدت بعض القوى السياسية خلفها، حتى تظهر الرفض الشعبي والرسمي لها.

وتعلم حماس التي تدير الأمور في غزة، أن أي تدخل عربي عسكري ضدها سيسبقه تنسيق أمني وعملياتي مع (إسرائيل)، التي تسيطر على غزة برًّا وبحرًا وجوًّا، ما قد يفقد أي هجوم عربي عليها مشروعيته لدى الرأي العام العربي، ويحرمه من أي دعم جماهيري حصلت عليه العملية العسكرية الجارية في اليمن.

وجاء رد الفعل الأقوى من حماس على عباس، حين اعتبرت أنه لا يمثل الشعب الفلسطيني لأنه يستدعي العرب لضرب غزة، وآن الأوان كي يحزم أمتعته، ويرحل.

رغم حدة ردود فعل حماس على دعوات عباس لتنفيذ عملية ضدها في غزة، لكن الحركة تبدو مطمئنة بعدم حدوثها؛ لأن حماس تشهد تقاربًا واضحًا في علاقاتها مع السعودية، الدولة الكبرى التي تقود التحالف العسكري في اليمن، وليس معقولًا أن تنقلب عليها الرياض لتأييد دعوة عباس لمحاربة حماس، حيث أصدرت موقفًا رسميًّا يوم 28 مارس أبدت تأييدها الضمني للعملية العسكرية في اليمن لاستعادة الشرعية.

لكن ذلك لا يمنح حماس شعورًا مطلقًا بالاطمئنان بعدم إمكانية الهجوم العربي عليها استجابة لطلبات عباس، إذا لم يتم تحقيق المصالحة مع فتح بالحوار السياسي، واستمرار اتهامها بتعطيل عمل الحكومة، ولذلك قد يكون تزامن دعوة عباس في القمة العربية ضد حماس مع زيارة رئيس الحكومة رامي الحمد الله لغزة مقصودًا وغير عفوي، وهدف من هذا التزامن إلى إظهار أن حماس هي الجهة المعطّلة للمصالحة.

أخيرًا.. يمكن القول إن حماس تفاجأت بصورة سيئة من تصريحات عباس بمحاولته إعادة نموذج حرب اليمن عليها في غزة، لا سيما وأن خطوات المصالحة مع فتح تجري بشكل بطيء، وحماس تخشى أن يكون نجاح العملية العسكرية في اليمن مقدمة لفتح شهية بعض الدول العربية لتكرار العملية ضدها في غزة، ومن المؤكد أن تصريحات عباس وضعت مزيدًا من العقبات أمام إتمام المصالحة الفلسطينية، وزادت من أجواء عدم الثقة بين حماس وفتح، حتى إشعار آخر.