خبر المنظومة العسكرية والأمنية الإسرائيلية برج من ورق كشفتها 'مزحة' جندي

الساعة 05:01 م|06 ابريل 2015

فلسطين اليوم

اتفق محلل عسكري وآخر سياسي على أن حادثة الجندي الإسرائيلي الذي اختلق عملية اختطافه في مدينة الخليل, كشفت عن الهواجس الأمنية والسياسية والعسكرية التي تعصف بالكيان.

وأكد المحللان في تصريحات منفصلة لـ« فلسطين اليوم » أن تعاطي « إسرائيل » مع حادثة الخطف المختلقة تعكسُ حالة الرعب والعجز الصهيوني في التعامل مع حوادث حقيقة في حال وقوعها، وأن الحادثة أبرزت الخشية الإسرائيلية من خطف جنود بالضفة المحتلة وضعفها في تحمل تبعاتها، متفقين في أن خطف جندي حتماً سيزلزل « إسرائيل » من جميع النواحي خاصة المعنوية والمادية.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن فجر الجمعة الماضية، العثور على الجندي المفقود « نير أسرف » بعد ساعات من اختفائه قرب مستوطنة « كريات أربع » قرب مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.

وجاء على لسان الناطق بلسان الجيش « موتي الموز » أن خلفيات الحادث جنائية بحتة وأن البلاغ كاذب وهدف لجلب الأنظار وإرباك قوات الأمن في حين سيتم تحويل الجندي للتحقيق لدى الشرطة الإسرائيلية.

وعلى الرغم من إعلان « اسرائيل » رسمياً اعتقال صديق الجندي المذكور إلا أنها لم تتحدث عن تفاصيل اختفائه رسمياً؛  ولكن المؤكد ان هذه « المسخرة » التي قام بها الجندي الرومانسي كشفت عن أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية عبارة عن أجهزة من ورق؛ وفقاً لمراقبين!

المحلل السياسي حسن عبدو يوضح أن « المقاومة أخذت على عاتقها إخراج أسراها من سجون الاحتلال الإسرائيلي, وقد نفذت المقاومة عمليات عدة من ضمنها عملية جلعاد شاليط والعمليات التي نفذت في الحرب الأخيرة ».

وبين عبدو أن الاحتلال الإسرائيلي« يدفع المقاومة والشعب الفلسطيني لتنفيذ عمليات خطف جنود إسرائيليين بسبب اعتداءاته وعنصريته وانتهاكاته الدائمة والمتكررة بحق الفلسطينيين ».

وقال إن « العدو يعطي لهذه القضية زخماً وأهمية كبيرة لأنه يدرك أنها الطريقة الوحيدة التي تستطيع من خلالها المقاومة إجبار العدو على إخراج الأسرى الفلسطينيين من سجونه », مشيراً إلى أن المقاومة نفذت عمليات خطف للجنود الإسرائيليين ونجحت في إبرام صفقات تبادل لإخراج الأسرى.

 عبدو: استنفار العدو لكافة طاقاته في الخليل بعد ورود أنباء عملية الخطف يدلل على حجم الخشية من هكذا عمليات


حسن عبدو

وكانت آخر عمليات التبادل التي أبرمتها المقاومة مع الاحتلال الإسرائيلي عام 2011 والتي تعتبر أضخم عملية تبادل منذ بداية الصراع الإسرائيلي – العربي، حيث أفرج الاحتلال خلالها  عن 1027 أسير فلسطيني مقابل الإفراج عن الجندي  الصهيوني جلعاد شاليط الذي اُسر خمس سنوات لدى المقاومة الفلسطينية.

ولفت عبدو إلى أن ما قام به العدو من استنفار لكافة طاقاته في الخليل بعد ورود أنباء عملية الخطف يدلل على حجم الخشية من هكذا عمليات, متسائلاً في الوقت ذاته« كيف يمكن لجندي مراهق مريض نفسياً أن يلحق الضرر بمدينة فلسطينية كاملة, جراء عمل صبياني؟! ».

وحول اعتقال الشاب الفلسطيني هادي العجلوني بعد كتابته كلمة « سامحوني » على الفيس بوك بحجة الخشية من نيته تنفيذ عملية فدائية أوضح عبدو أن هذا الفعل « يدلل على حجم العنصرية والهاجس الذي يعيشه الكيان الإسرائيلي ».

واعتقلت قوات الاحتلال الشاب العجلوني صباح الجمعة من البلدة القديمة في القدس المحتلة، واقتادته إلى مركز شرطة « القشلة » ومن ثم مركز تحقيق« المسكوبية » غربي المدينة للتحقيق معه على خلفية نشره تدوينة فيس بوك تحمل كلمة واحدة « سامحوني ».

ويتفق الخبير العسكري واللواء المتقاعد واصف عريقات مع سابقه عبدو في أن أكثر ما يخشاه العدو الصهيوني لدى المقاومة الفلسطينية هو عمليات خطف الجنود؛ نظراً لتداعياتها المكلفة على الكيان الإسرائيلي.

عريقات: عمليات الخطف خاصة الفردية تهزُ المنظومة الإسرائيلية


واصف عريقات

وأكد عريقات أن عمليات الخطف أكثر ما يؤرق الكيان الإسرائيلي بسبب تداعياتها الأمنية والمالية والعسكرية التي يتكبدها للعمل على تحرير المختطف، موضحاً أن « مزحة » الجندي الأخيرة واختلاقه لحادثة اختطافه على أيدي فلسطينيين كلفت الكيان الإسرائيلي خسائر مادية ومعنوية كبيرة، خاصة أنه لم يعرف تفاصيل أكثر بعد مضي وقت على « الكذبة », متسائلاً في الوقت ذاته ما حال الجيش في حال كانت « الكذبة » حقيقة؟!.

وأشار أن عمليات الخطف خاصة الفردية تهزُ المنظومة الإسرائيلية لضعف تعقبها للأفراد على عكس العمليات المنظمة التي تتبع لفصيل معين، لافتاً أنه من الصعب اكتشاف العمليات الفردية لفقدان « طرف الخيط لتتبع الفرد ».

وبين ان عملية الخطف تلقي بظلال سيئة على المستوى السياسي والعسكري والأمني الإسرائيلي، وبالأخص يمس الجانب المعنوي للجيش الإسرائيلي والجبهة الداخلية.

وأوضح أن عمليات الخطف ترهقُ الميزانية العامة للكيان الإسرائيلي وخاصة ميزانية الجيش.

كما وأشار عريقات أن جغرافية وطبيعة الضفة المحتلة مهيأة بشكل كبير لخطف الجنود الصهاينة، وذلك لتداخلها مع المستوطنات الإسرائيلية جغرافياً وتمتعها بتضاريس وعرة.