خبر عُدنا الى الواقع- معاريف

الساعة 09:07 ص|06 ابريل 2015

فلسطين اليوم

عُدنا الى الواقع- معاريف

بقلم: أفيشاي عبري

          (المضمون: اليوم الجميع يدرك أن فكرة الدولة الفلسطينية غير عملية، والسؤال الوحيد هو كيف سنتعامل مع مشكلة العرب الفلسطينيين في دولة اسرائيل من النهر الى البحر - المصدر).

          في الاسبوع الماضي أصدر رئيس الحكومة تعليماته لنقل مئات ملايين الشواقل الى السلطة الفلسطينية. أموال ضرائب جبتها اسرائيل لصالح السلطة في واحد من البقايا الاخيرة لاتفاقات اوسلو. الاموال مخصصة لتمويل النشاطات اليومية للسلطة: دفع رواتب القطاع العام المنتفخ والمبالغ فيه، دفع ديون للموردين ومصاريف يومية مختلفة.

          موقع الانترنت للقناة 7 كان تقريبا هو وسيلة الاعلام الوحيدة التي ذكرت في هذا السياق أن السلطة الفلسطينية تدفع في كل شهر حوالي 17 مليون شيكل للمخربين المسجونين في اسرائيل ولعائلات المخربين الذين نفذوا عمليات انتحارية. حسب صيغة توزيع المبالغ التي تدفعها السلطة فانه كلما كانت العملية التي نفذها المخرب، أكبر، وسنوات حكمه أكثر، فان المخصص الشهري الذي يدفع له يكون أعلى.

          قسم الابحاث في مجلس « يشع » (الضفة الغربية وغزة) كشف أن زياد عواد مثلا، المخرب الذي قتل العقيد في الشرطة باروخ مزراحي قبل سنة عشية عيد الفصح، تلقى في السنة الاخيرة مبلغ يقرب من الـ 20 ألف شيكل من السلطة الفلسطينية وذلك بعد أن تلقى عن فترة حكمه السابقة قبل اطلاق سراحه في صفقة شليط مبلغ 300 ألف شيكل.

          إن نقل اموال الضرائب الى السلطة هو جزء من الاتفاق بينها وبين اسرائيل. في كل مرة تقوم اسرائيل بتأخيرها كعقاب يرفع الفلسطينيون اصواتهم للاحتجاج على خرق الاتفاق – الذي يستلقي عميقا في القبر منذ سنين، ولكن بقاياه ما زالت تُستخدم كقواعد عمل في غياب اتفاق جديد بين اسرائيل والسلطة. نظريا الفلسطينيون محقون: تجميد الاموال يعارض الاتفاق. وكما هو مفهوم فان الدعم المباشر للارهاب هو خرق أكثر بروزا منه.

          إن وقف الارهاب ووقف التحريض ضد اسرائيل كانا المطالب الاولى لطاقم المفاوضات الاسرائيلي، اثناء بلورة اتفاق اوسلو الأصلي في فترة ولاية رئيس الحكومة اسحق رابين. هذان المطلبان لم يتم تنفيذهما في أي يوم ولو حتى ليوم واحد. كما نذكر في مرحلة معينة طلب اهود باراك من ياسر عرفات ثلاثين يوما من الهدوء بدون عمليات كبادرة حسن نية. ايضا هذا الطلب لم ينجح عرفات في تنفيذه.

          منذ اليوم الذي وقعت فيه « اتفاقات السلام » مع السلطة الفلسطينية لم يمض يوم واحد بدون محاولة من العرب للمس بجنود الجيش الاسرائيلي أو مواطني اسرائيل، في الأساس سكان يهودا والسامرة وقطاع غزة. إقرأوا تقارير الاستخبارات العامة عن الارهاب الفلسطيني: لم يكن هناك يوم واحد أو ساعة واحدة من الهدوء خلال العشرين سنة الاخيرة. حلم السلام كان فقط حلم، والذي « باعنا » إياه كذب علينا.

          استطلاع الـ « واشنطن بوست » في الاسبوع الماضي أظهر أن دعم الامريكيين لفكرة اقامة الدولة الفلسطينية وصل الى أدنى مستوياته. بتأخر يبلغ عشرين سنة أدرك الامريكيون مثل الجمهور الاسرائيلي أن دولة فلسطينية لن تقوم وإن قامت ستكون دولة معادية وستضطر اسرائيل الى احتلالها فورا.

          السياسيون الذين يواصلون الحديث عن دولة فلسطينية كحل يكذبون عليكم وهم يعرفون ذلك. إنهم يعرفون أن هذه الدولة لن تقوم. إن مطلبنا من السياسيين يجب أن يكون: قولوا لنا كيف ستتعاملون مع مشكلة العرب الفلسطينيين في دولة اسرائيل الواحدة من النهر الى البحر. هذا هو السؤال الحقيقي الذي عليكم الذي يجب على الخطاب الاسرائيلي العام التعامل معه.