خبر الاستجابة لعباس- هآرتس

الساعة 09:05 ص|06 ابريل 2015

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

          اعلان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في أنه مستعد لان يستأنف بشكل فوري وبلا شرط مسبقة المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين هو دليل آخر على السلوك السياسي الفلسطيني المتفوق على السلوك السياسي الاسرائيلي. فخلافا لاعلانات بنيامن نتنياهو عشية الانتخابات في أنه في زمن ولايته كرئيس للوزراء لن تقوم دولة فلسطينية – القول الذي أثار عليه الادارة الامريكية والاسرة الدولية ومؤيدي معسكر السلام في اسرائيل – يواصل عباس الظهور كمحفل معتدل في المنطقة، يحترم قرار الناخب الاسرائيلي ويسعى الى حل غير عنيف للنزاع.

          يشق عباس بثقة طريقه الى اعتراف دولي واسع، شبه اجماعي، بدولة فلسطينية. وحتى لو كانت تحركه ضغوط سياسية داخلية، مثل حكم حماس الذي ينفخ في قذالته، فانه ينجح في اقناع العالم بجدية نواياه للوصول الى حل وسط وتحقيق تسوية دائمة في المنطقة على اساس المبادرة العربية التي يسميها « الهدية الاكبر التي يمكن لاسرائيل أن تحصل عليها من العالم العربي ». والمشروع الذي تبلوره فرنسا لمجلس الامن في الامم المتحدة، وغايته الاعتراف بدولة فلسطينية، والعقوبات الاقتصادية التي تتجمع في بسطانة الاتحاد الاوروبي ضد اسرائيل هي نماذج لنجاحه.

          كل هذا في الوقت الذي ينشغل فيه نتنياهو بحرب التشهير مع الادارة الامريكية والتي دهورت العلاقات بين الدولتين الى درك اسفل من انعدام الثقة؛ حرب في جبهتين: النووي الايراني والنزاع مع الفلسطينيين. هكذا بحيث أنه بينما يجند عباس في صالحه الرأي العام الدولي، تبتعد اسرائيل عنه؛ وعندما انشغل نتنياهو ووزراؤه في ولايته السابقة بتسويد صورة عباس، ثبت رئيس السلطة مكانته كزعيم شرعي ومعتدل.

          على نتنياهو أن يقبل عرض عباس ويعيد اسرائيل الى طاولة المباحثات. وفي المباحثات يجب ان يندرج على الفور انشغال بالمسائل الجوهرية التي هي: « التنسيق الامني » (الموجود منذ الان)، الحدود المتفق عليها، اللاجئون ومكانة القدس. كل جر للارجل، تملص او محاولات عرقلة من جانب نتنياهو ستعزز حماس، في الطريق الى حرب اخرى عديمة الغاية في غزة، وربما ايضا في الضفة الغربية.

          اذا لم يكن عباس شريكا، كما يدعي نتنياهو، فالامر سيتضح في المحادثات. كرئيس للوزراء ملقاة على نتنياهو مسؤولية وطنية جسيمة. محظور عليه أن يدهور الدولة الى عقوبات وعزلة دولية. كما أنه محظور عليه أن يجر اسرائيل الى الضم الذي سيضع حدا لرؤيا الصهيونية والدولة اليهودية والديمقراطية. على نتنياهو أن يستجيب فيمد يده لعباس.