خبر هل مبرر وزارة الصحة منطقي.. الإسعاف في الملاعب حسب الطلب..؟

الساعة 08:00 ص|05 ابريل 2015

فلسطين اليوم

الرياضة كجزء من الحياة، تعدُّ من أسمى وسائل التعبير والترويح والإبداع كذلك، فالمعنى الحقيقي للرياضة يتفوق على الفوز والخسارة، فما تربيه من معانٍ وقيمٍ وقدرة هو الهدف الأساسي منها، لكن تحتاج كل رياضة خاصةً رياضات الملاعب منها إلى متابعة صحية وأمنية دورية ومستمرة كي لا تكون هذه الرياضة سبباً لتعريض حياة اللاعبين أو الجماهير للخطر.

فالاحتكاك البدني والتلاحم الذي قد يؤدي إلى الإصابات بمختلف أنواعها يعدُّ جزء من ثقافة التنافس، لذا كان لزاماً توفير الطواقم الطبية الجاهزة لكل طارئ داخل المستطيل الأخضر.

و« غزة » التي تجد في كرة القدم سبيلاً للترويح والتخفيف عن سكانها، والتي يشتعل الدوري الممتاز الخاص بها هذه الأيام، تشهد إهمالاً كبيراً من « القائمين على الرياضة » ومسئولي وزارة الصحة،  في توفير سبل الوقاية والحماية للرياضيين، فباتت الإصابات والاحتكاكات الطبيعية في الملاعب تشكّل خطراً وتهديداً لحياة اللاعبين في الملاعب الغزّية، وذلك لافتقارها لأبسط سبل الوقاية والحماية أو المتابعة الصحية اللازمة.

المتابع لمجال الرياضة وخصوصا كرة القدم في غزة يلاحظ عدم وجود طواقم إسعاف متخصصة وسيارة إسعاف لتأمين أي حدث طارئ يصيب اللاعبين في الملعب.

ونجد لاعب كرة القدم يسقط مُصاباً على أرضية الملعب، فيخرج محمولاً على نقالة خارج المستطيل الأخضر، حيث يُحاول المعالج الخاص بالنادي التعامل مع اللاعب، فحسب الإصابة التي تعرض لها اللاعب إن كانت طفيفة ينجح في التعامل معها وإن كانت صعبة يطلب التدخل الخارجي، فهنا يضطر مراقب المباراة إلى استدعاء الإسعاف الذي لا يوجد في الملعب أصلاً، فيحتاج إلى قرابة الـ15 دقيقة للوصول إلى الملعب ونقله إلى المستشفى.



إصابات الملاعب (16)

حالات وقعت في الملعب ..

ومن الحالات التي تم رصدها في الملاعب، هي إصابة لاعب اتحاد الشجاعية علاء عطية أثناء لقاء فريقه مع خدمات خانيونس في الأسبوع الخامس عشر من عمر المسابقة.

وتعرض عطية لإصابة نتيجة احتكاكه بزميله في الفريق اللاعب حسام وادي، مما أدى إلى خروجه من الملعب على النقالة، ليتبين بعد ذلك حاجة اللاعب إلى النقل للمستشفى، الأمر الذي استدعى التواصل مع الإسعاف والطوارئ لنقل اللاعب إلى المشفى، وتطلب وصول سيارة الإسعاف لأرضية الملعب من 10 إلى 15 دقيقة.

لعل إصابة اللاعب عطية ليست بالخطيرة، ولكن لنتخيل أصابه خطيرة ألمت باللاعب أو أحد زملائه « ونتمنى أن لا يحدث ذلك » ... ماذا كان سيحدث عندها؟؟



إصابات الملاعب (10)

حالات مشابهة ..

حالة اللاعب عطية لم تكن الأولى أو الأخيرة التي تحصل في ملاعب كرة القدم، حيث قمنا في « وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » برصد ومتابعة بعض الحالات السابقة، وكان أبرزها انهيار السور الحديدي لمدرجات ملعب الدرة  في بطولة الدوري العام السابق، حيث تم استدعاء الإسعاف الذي لم يكن يتواجد في الملعب أصلا للتعامل مع الإصابات والجرحى.



سقوط سور

وحالة أخري، هي إصابة أحد اللاعبين في الملعب وقيام المعالج الخاص للنادي بإجراء عملية جراحية للاعب داخل الملعب، في ظروف غير صحية وذلك بسبب عدم تواجد سيارة الإسعاف داخل الملعب.



عملية جراحية

حالات عديدة تم رصدها وكثير منها لم يتم رصده ،، لتبقى إصابات الملاعب وإهمال الطواقم الطبية خطرا يهدد حياة اللاعبين.

إصابات الملاعب وأنواعها ..

وتعدد إصابات الملاعب التي يتعرض لها اللاعبون، فمنها البسيطة حيث يتمكن اللاعب من الرجوع للممارسة اللعبة مباشرة دون أي مشاكل مثل الكدمات والخدوش البسيطة، ومنها المتوسطة  حيث تجبر اللاعب على ترك الرياضة لفترات زمنية مختلفة حسب طبيعة الإصابة التي يتعرض لها مثل الإصابات العضلية والكسور ويعتبر من أخطرها الإصابة بالرباط الصليبي « حيث تجبر اللاعب على الابتعاد عن الرياضة لمدة 6 أشهر.

وبعض الإصابات تكون خطيرة قد تؤدي إلى فقدان اللاعب لحياته أو الشلل، فقد يتعرض اللاعب لارتطام قوي برأسه أو كسر بالعمود الفقري ... إلخ.

التتري:الاتحاد يخاطب الشرطة الفلسطينية والإسعاف لتأمين لقاءات كرة القدم في غزة، الأمر الذي استجابت له الشرطة في حين رفضت دائرة الإسعاف والطوارئ إرسال سيارات إسعاف للملاعب.

عماد التتري

تأمين الملاعب والرياضيين

وتحتاج ملاعب كرة القدم في غزة إلى تأمين مناسب، حيث تساهم الشرطة الفلسطينية وفي مرات قليلة سيارات الإسعاف بالمشاركة في تأمين الأحداث والفعاليات الرياضية.

وقال الأمين العام المساعد للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم الكابتن عماد التتري أن الاتحاد يخاطب الشرطة الفلسطينية والإسعاف لتأمين لقاءات كرة القدم في غزة، الأمر الذي استجابت له الشرطة في حين رفضت دائرة الإسعاف والطوارئ إرسال سيارات إسعاف للملاعب.

وأشار التتري في حديث لـ »وكالة فلسطين اليوم الإخبارية«  أن الاتحاد يرسل كتابا خاصا للشرطة والإسعاف مرفقا بجدول المباريات التي يعكف الاتحاد على إقامتها في كافة الدرجات.

وأكد التتري على الرد الإيجابي من قبل الشرطة الفلسطينية، في حين كان رد دائرة الإسعاف والطوارئ بكتاب رفض إرسال سيارات إسعاف في الملاعب وتخصيص أرقام تواصل للمتابعة بكل محافظة في حال حدوث أي ظرف طارئ والتواصل معها لإرسال سيارات إسعاف.

وأضاف التتري على أن أهمية تواجد سيارات الإسعاف في الملاعب تكم في التعامل مع الحالات الخطيرة التي يصعب على معالجي الأندية التعامل معها، أو الإصابات الخطية التي تتطلب عناية فائقة للمصاب.

العمصي: نتمنى على كل الجهات أن تقف بمسؤولية عند واجباتها اتجاه هذه القضية من أجل الوصول بالرياضة الفلسطينية  للعالمية ، وتحقيق حلم الملايين من عشاق هذه اللعبة.

محمد العمصي

سلامة اللاعبين أساس التطوير

وقال الأستاذ محمد العمصي أمين سر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، أن اللاعبين هم عصب أي لعبة رياضية، فسلامة اللاعب هو هدف أساسي لتطوير أي رياضة.

وأكد العمصي في في حديث لـ »وكالة فلسطين اليوم الإخبارية«  على ضرورة توفير وتكاتف كل الجهود من اجل ضمان سلامة لاعبي كرة القدم.

وتمنى العمصي على كل الجهات أن تقف بمسؤولية عند واجباتها اتجاه هذه القضية من أجل الوصول بالرياضة الفلسطينية  للعالمية ، وتحقيق حلم الملايين من عشاق هذه اللعبة.

الرملاوي: مع اشتداد أزمة الوقود أصبح تقديم وزارة الصحة لهذه الخدمات يقتصر على تقديمها حين الطلب فقط

رد وزارة الصحة

من جهته يقول عاطف الرملاوي مدير عام الإسعاف والطوارئ، أنَّ وزارة الصحة تعمل على تقديم الخدمات للملاعب بشكل دوري، وقد كانت تفعل ذلك حقاً، لكن مع اشتداد أزمة الوقود أصبح تقديم وزارة الصحة لهذه الخدمات يقتصر على تقديمها حين الطلب فقط، مؤكداً أنَّ هذه الأزمة لا تقتصر على وزارة الصحة فقط بل أنّها تشمل معظم مجالات الحياة

كما أوضح الرملاوي دور وزارة الصحة في هذا المجال في حديث لـ »وكالة فلسطين اليوم الإخبارية«   :لم نتردد في الاستجابة لطلب أي سيارة إسعاف للملاعب، الإشكالية دوماً كانت في عدم توفير المخصصات اللازمة والكاملة من الوقود، مما يؤثر بشكل كبير على أداء طواقم الإسعاف، ويؤثر كذلك على صحة اللاعبين أو الجماهير في حالات الطوارئ ».

سلامة: لا يوجد أي مبرر لوزارة الصحة لعدم إفراز سيارة إسعاف للملاعب، خاصةً أن الدوري الرياضي، يُقام ثلاثة أيام أسبوعياً وهي، الجمعة والسبت والأحد من الساعة الرابعة وحتى السادسة عصراً،

علاء سلامة

إعلامي رياضي

الإعلامي الرياضي علاء سلامة، يرى أنه لا يوجد أي مبرر لوزارة الصحة لعدم إفراز سيارة إسعاف للملاعب، خاصةً أن الدوري الرياضي، يُقام ثلاثة أيام أسبوعياً وهي، الجمعة والسبت والأحد من الساعة الرابعة وحتى السادسة عصراً، حيث أن كافة الملاعب لا تبعد عن المستشفيات أمتار طويلة فلا يكلفها الأمر الكثير من البنزين.

وأضاف سلامة في حديث لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »، أن 70% من المباريات لا تتواجد فيها سيارات إسعاف، وهو أمر غير منطقي، حيث أن هناك مصاريف عديدة داخل المباريات تكلف أكثر من وجود سيارة، وهي مسؤولية تقع على وزارة الصحة، مضيفاً: لا يساوي لتر وقود حياة لاعب يبلع لسانه داخل المباراة ولا يمكن إنقاذه بسرعة.

وأشار، إلى أنه في حال وجدت سيارة إسعاف، فإنها المسعفين لا يكونوا مؤهلين لهذه المهنة، كما أن السيارة لا تكون مؤهلة لعملها فلا تتواجد فيها كافة اللوازم لإنقاذ أي طارئ يحدث خلال المباراة.

وطالب سلامة، الجهات المعنية والمسئولة بالعمل على توفير سيارات إسعاف داخل ملاعب الكرة، نظراً لحدوث أي إشكالية أو إصابة مفاجأة داخل المباراة، يتم فيها إنقاذ أرواح اللاعبين أو المشجعين على حدا سواء.



إصابات الملاعب (11)

إصابات الملاعب (8)

إصابات الملاعب (9)

إصابات الملاعب (7)

إصابات الملاعب (2)