خبر الجهاد: أولويتنا في المقاومة..ونحن خارج الاستقطاب والتمحور بين فتح وحماس

الساعة 08:06 ص|04 ابريل 2015

فلسطين اليوم

أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن أولويتها في المقاومة، ومكانها الطبيعي ميدان النضال بكل أشكاله، رغم محاولاتها المستمرة حفظ التوازن، وأن لا تكون جزءاً من التمحور الحاصل، تغليباً للمصلحة الوطنية.

جاء ذلك في معرض رسالةٍ وجهها المكتب الإعلامي للحركة لرئيس تحرير موقع أمد للإعلام السيد حسن عصفور، الذي كتب مقالةً في الأمس بعنوانٍ تساؤلي: هل تخلت « الجهاد الاسلامي » عن مكانتها « الوسطية » من الانقسام؟!.

وجاء في الرسالة:« لقد توقفنا في حركة الجهاد باهتمام أمام مقالتكم حول الحركة، والمنشورة على موقعكم يوم 31/3/2015، وما تضمنته من أفكار وتساؤلات حول أداء الحركة ومواقفها السياسية في هذه المرحلة. إننا إذ لا نريد أن نخوض سجالاً حول كثير مما ورد في المقالة، نود أن نطمئنك ونطمئن السادة القراء على موقف حركة الجهاد مما أثرتموه، وذلك بتوضيح بعض المسائل ».

وبينت الحركة « إذا كانت حالة الانقسام والأزمة الوطنية الراهنة، تتمحور حول حصة حماس أو فتح في السلطة، فحركة الجهاد حتماً خارج هذا الاستقطاب والتمحور. لكن الجميع يعرف أن هذه الحالة (المستدامة) أصبحت تمس الثوابت التاريخية للقضية، وتهدد كل مكونات ومفردات المشروع الوطني الفلسطيني، وعلى رأسها المقاومة التي هي العامل الرئيس في برنامج الجهاد، كما أشرتم، وتمس بحياة الشعب الفلسطيني وكل مقومات وجوده، سيما في قطاع غزة حيث الحصار القاتل، أو في الضفة الغربية والقدس، في ظل تغوّل برنامج الاستيطان والتهويد لكل شيء، وتحت مظلة التنسيق الأمني بين السلطة وحكومة الاحتلال ».

ونوهت الحركة إلى أنه وبالرغم من كل العوامل والتعقيدات التي ينطوي عليها الانقسام، حاولت الجهاد باستمرار أن تحفظ التوازن، وأن لا تكون جزءاً من التمحور الحاصل، تغليباً للمصلحة الوطنية، فلم تسع في يوم من الأيام إلى استغلال أزمات الآخرين لتعويم نفسها أو برنامجها، بل كانت دوماً تقطع من لحمها الحي في سعيها الحثيث للعمل مع الجميع، بكل تواضع، وبكل تفانٍ وإخلاص، من أجل الخروج بالوضع الفلسطيني من مأزقه الكبير والتاريخي.

ولفتت الرسالة إلى أن النتيجة أو الاستجابة من طرفي الأزمة المباشرين، كانت لدى الأخوة في حماس إيجابية إلى حد ما؛ لكنها للأسف مع السلطة والأخوة في حركة فتح لم تغادر خانة الصفر!.

ونبهت الحركة إلى أن « دفء العلاقة الأخوية والإنسانية بين الجهاد وبين فتح والكل الوطني، أو بين الأمين العام للحركة الدكتور رمضان، وبين الرئيس محمود عباس، لا يلغي الاختلاف في الرؤى والبرامج والمواقف السياسية، وقد أشرتم إلى هذه المسألة بوضوح في قولكم عن الجهاد »رغم إن مسافة الاختلاف السياسي معها أبعد كثيراً مما هي بين الشرعية وحركة حماس« .. لكن السلطة للأسف لم تستثمر دفء العلاقة الشخصية، ولم تسحب هذه الإيجابية في التعامل على العلاقة السياسية، وبإمكانك أن تسأل عن أحوال الجهاد ـــ دعك من حماس ــ في الضفة ومعاملة السلطة لأبنائها، وملاحقات الأجهزة الأمنية لهم، بالمضايقات والاعتقالات وغيره من الممارسات التي نحتار في فهمها أحياناً! ».

وبخصوص المسيرة المشتركة مع حركة حماس شمال القطاع مؤخراً، احتجاجاً على تصريحات الرئيس محمود عباس في القمة، وتصريحات مستشاره الديني الأخ محمود الهباش، ودعوتهما إلى « عاصفة حزم » عربية تضرب في فلسطين، أي في قطاع غزة المحاصر والمنكوب!، ذكرت الحركة أن ما قالته حول هذه التصريحات أنها « جاءت نتيجة حالة الإحباط وانسداد الأفق الذي يعاني منه مشروع السلطة »، ورأت فيها أنها « تفكك ما تبقى من عرى الوحدة الوطنية »، يعني إذا كان في كوب الوحدة قطرات من ماء، الأخ أبو مازن يدعو لكسر الكوب بما فيه!.

وشددت الحركة على أن كل العالم يعرف ويشهد أن حركة الجهاد ليس من شيمها، ولا في ثقافتها، أن تحوّل الخلاف في الرأي إلى مناسبة لتجريح أو تخوين الآخرين .. وما تعلمناه ونشأنا عليه هو أن تقول رأيك وأقول رأيي، فهذه « حرية رأي » وسلوك حضاري، أما أن تقول رأيك، باستدعاء حرب ضد شعبك، ولا تريد أن تسمع رأيي أو احتجاجي على ذلك، فهذه هي « الدكتاتورية » بعينها! الدكتاتورية التي ضاق بها ذرعاً أبناء فتح، قبل أبناء الجهاد أو حماس!.

ونفت الحركة أن تكون قد طالبت في المسيرة المذكورة بتنحي الرئيس عباس، وإن كان آخرون قالوا ذلك، فهذا ليس خطاب الجهاد .. مع أن مثل هذا الخطاب، إن صدر، ليس جديداً في الساحة الفلسطينية، كما يعلم الجميع، فقد سبق أن سيّر البعض من حركة فتح مسيرات تطالب بتنحي المرحوم الشهيد ياسر عرفات، واليوم هناك أصوات من داخل فتح تطالب بتنحي الرئيس محمود عباس!.

واستهجنت الحركة ما أورده الأستاذ حسن في مقالته، من محاولة ربط ما أسماه « الغضب السياسي » للجهاد من الرئيس عباس بسبب موقفه أو تأييده « لعاصفة الحزم » العربية!، مستائلة: لماذا هذا الربط، وموقف الجهاد الذي يعرفه الجميع، برغم كل محاولات التشويش عليه، هو عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية؟! .. هذا الموقف التزمت به الحركة وأعلنته حيال ما يجري في سوريا ومصر وليبيا وتونس والبحرين والعراق واليمن، منذ بداية ما سمي بـ« الربيع العربي »، والتزمت الصمت، والابتعاد عن التورط في لعبة المحاور الإقليمية؛ لا لشيء إلا لأننا كفلسطينيين يجب أن نحافظ على مركزية وأولوية قضيتنا ولا نزج بها مع هذا الطرف ضد ذاك.

أما بالنسبة لمؤتمر الثوابت، الذي انعقد في غزة الاثنين فقالت الحركة:« إنه ليس جديداً، وليست هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها الجهاد في هذا المؤتمر، وهو ليس أكثر من مناسبة أو منصة تعبر فيها الحركة عن مواقفها.. وبالرغم من السجال الحاد الذي أحيط بذكر المؤتمر في المقالة، نكتفي بالقول: الحمدلله أنه لم يكن »مؤتمر هرتسيليا« يا أستاذ حسن! ».

وختمت الحركة رسالتها بالقول:« نؤكد أننا نحترم رأيك ووجهة نظرك، أستاذ حسن، مهما كان اختلافنا في الرؤى والمواقف. ونأمل فعلاً أن لا يفسد الخلاف في الرأي للود قضية، كما يقولون؛ لأننا للأسف، أكثر شعب، وأكثر أمة، تفسد كل شيء بالخلاف، الذي سرعان ما يتحول إلى نزاع أو صراع، لا طائل منه إلا الفشل وذهاب الريح! ».