خبر باعونا بيع تصفية... يديعوت

الساعة 09:35 ص|03 ابريل 2015

بقلم

احفظني فقط ممن يحبني، وأنا سأتولى بنفسي من يكرهني. هذا الدرس العتيق نضطر ان نتعلمه في كل مرة من جديد. فأصدقاؤنا في واشنطن باعونا، وحلفاءهم الاخرين في الشرق الاوسط بأبخس الاثمان.

للوثيقة التي اتفق عليها في لوزان أمس، ووقع عليها افضل اصدقائنا في العالم لا يوجد أي شيء له علاقة بتطوير النووي لاغراض سلمية. فلا يشر أي بند من البنود التي فصلت في اعلان المبادىء الى تحويل البرنامج النووي العسكري الايراني الى أغراض مدنية – علمية. بل العكس. تشهد الوثيقة كم قاتل الايرانيون، ونجحو، في الحفاظ على العناصر الحيوية لانتاج سلاح نووي. ويدل هذا على الاهمية الاستراتيجية التي توليها ايران لبرنامجها النووي العسكري، وما هو الثمن الذي هي مستعدة لان تدفعه كي تحميه.

في السطر الاخير وافق الايرانيون على أن يقيدوا عدد منشآتهم لتخصيب اليورانيوم. أي الا يبنوا منشآت جديدة. وستواصل المنشآت الحالية العمل بوتيرة أدنى تحت الرقابة. 5.100 جهاز طرد مركزي ستعمل في نتناز، و 1000 اخرى في منشأة بوردو التي ستعرف كمعهد بحث (نعم. بالتأكيد). كما أن جمع المادة المخصبة سيقيد. ولكن كل ما ينطوي على الصواريخ الباليستية، الرؤوس المتفجرة النووية، البحث والتطوير العسكري – فلا يظهر في الاتفاق.

بالمقابل، سترفع بالتدريج العقوبات المفروضة على ايران. والوكالة الدولية للطاقة الذرية هي التي ستقرر وتيرة رفعه. الايرانيون لم ينتجوا قنبلة حتى الان، وبالتالي فانهم سيصبرون قليلا، الى أن يكون هذا مجدا لهم.

الاستنتاج الثاني الناشيء عن الاتفاقات في لوزان، قد يواسي أحدا ما. اذا ما بقيت الرقابة الوثيقة بالفعل على المشروع النووي الايراني في الفترة الزمنية التي اتفق عليها، معقول الافتراض بان ايران لن تتمكن من أن تحول بشكل مفاجيء قدرتها النووية الى سلاح نووي. كل هذا على فرض ان الايرانيين لن يخدعوا، وانهم سيلعبون بشكل نزيه واذا ما قرروا رغم ذلك خرق القواعد، فسيكون لنا اخطار بسنة على الاقل قبل الاندفاع نحو القنبلة. من يؤمن بانه يمكن الذهاب للنوم بهدوء مع هذا الاستنتاج هو الساذج بين الاربعة أبناء.

إذن ايران وافقت على ان تحوز 300 كغم فقط من اليورانيوم المخصب الى 3.67 في المئة، وافقت على الرقابة على سلسلة انتاج اليورانيوم، من المناجم وحتى انتهاء عملية التخصيب، ووافقت على تخفيض كميات اليورانيوم الفائضة لديها. الكثير جدا من الاقوال يمكنها أن تخلق الانطباع بانهم بالفعل خنقوا الايرانيين. ولكن هذه التصريحات يجب أن تكون مسنودة بالتفاصيل، غير القائمة الان ومشكوك أن تكون في المستقبل. فهناك مثلا بند يقيد استخدام أجهزة الطرد المركزي الجديدة في العشر سنوات القادمة، ولكن لا يذكر شيء عن تقييد التطوير والانتاج لاجهزة طرد مركزية جديدة، محسنة اكثر بكثير، تستخدم فورا في يوم الامر. كما ليس واضحا ماذا سيكون عليه جهاز الرقابة الوثيق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي عرضه اوباما بانه « غير مسبوق »، وهل مجلس الامن سيتمكن من أن يعيد العقوبات تلقائيا اذا ما خرقت ايران الاتفاق. أمر واحد واضح: بعد أن تعود ايران الى أسرة الشعوب، سيكون صعبا جدا تجنيد العالم مرة اخرى لفرض العقوبات.

لا يوجد أي شيء مفاجيء في اتفاق لوزان. وكانت الايام الاخيرة من المفاوضات مجرد مسرحية. الامريكيون كانوا يعرفون، تماما مثلما كانت تعرف اسرائيل، بان الايرانيين كانوا مستعدين للتوقيع على الصيغة الحالية، بل واسوأ منها، من ناحيتهم، قبل شهرين. وبالفعل، يقيد الاتفاق القدرة النووية الايرانية لفترة زمنية معينة. ولكن هذه وثيقة غامضة، ينقصها الكثير جدا من التفاصيل الحيوية، تماما مثلما اراد الايرانيون. وثيقة يمكنهم أن يعرضوها على جمهورهم كانتصار.

لقد فهم الايرانيون بان الرئيس اوباما يريد أن يتباهى بالاتفاق، وليدعوه لحاله. وبالفعل فانه تنازل عن المبادىء التي كانت له حولها في الماضي تفاهمات مع اسرائيل. مثلا، الا تستخدم المنشأة المحصنة في بوردو للتخصيب. ومن تابع السلوك الامريكي في المفاوضات على اتفاق المبادىء يمكنه ان يفترض بانهم سيتنازلون في التفاصيل في الاتفاق الدائم ايضا.

لقد أدار المندوبون الايرانيون مفاوضات مهنية واقاموا مدرسة لوزير الخارجية الامريكي. اوباما في خطابه أمس منح كيري علامة « فائق » على المثابرة والصبر. ولكن كل من كان هناك يعرف بانه يستحق علامة غير كاف في إدارة المفاوضات. وهذا صحيح ليس فقط مع ايران، بل وفي النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني .