خبر لماذا نبدأ بالوثوق بالايرانيين.. اسرائيل اليوم

الساعة 09:31 ص|03 ابريل 2015

بقلم

كلمة السر هي الثقة، وليست هناك ثقة بالايرانيين. بعد أن تم التوصل أمس في لوزان الى اتفاق اطار مع طهران تمهيدا للاتفاق الدائم المرتقب في نهاية حزيران – حتى أن الرئيس براك اوباما اعترف في خطابه في واشنطن أنه لا يثق بالايرانيين، وأنه قبل كل شيء فان اتفاق الاطار يجب أن يجتاز الامتحان. لقد جاءت ايران الى لوزان بهدف التوصل الى اتفاق اطار وأن ترفع العقوبات وليس من أجل أن تتغير، يجب عدم نسيان هذا ولو للحظة. اوباما بدون شك رجل تسويق وربما هو الافضل في العالم اليوم. تماما مثلما حدث في القاهرة في حزيران 2009 ايضا أمس كان للرئيس الامريكي خطابا واعدا جدا ولكننا جميعا نتذكر ما حدث بعد خطابه في القاهرة. لقد بدا اوباما أمس في خطابه مقنعا جدا حتى أنه أقنع نفسه، ووضع نفسه في نفس مستوى رؤساء مثل نكسون وريغان. أمس كان السوفييت واليوم طهران، لكن توجد فقط مشكلة واحدة في هذه القصة يسمونها الجمهورية الاسلامية الايرانية. حكم آيات الله يحتفظ لنفسه بمنشآت في فوردو وأراك التي انشأها سرا وبالخداع. الهدف كان تخصيب اليورانيوم وانتاج الماء الثقيل للبلوتونيوم. ليس بالضرورة أن تكون خبيرا نوويا من اجل معرفة البلوتونيوم ينتجونه لهدف وحيد هو القنبلة النووية. صحيح أن هذه المنشآت تقف اليوم أمام قيود لكن الاتفاق محدود بزمن. وماذا بعد؟ هل سيعرف الغرب الانتباه؟ رغم الرغبة الكبيرة في أن نكون جزءً من احتفال الادارة الامريكية وكذلك من احتفال طهران، لكن بالنسبة لنا فان الوضع أكثر صعوبة بقليل أن نكون جزءً من السرور الوهمي.

ايران تحتفظ لنفسها بأجهزة الطرد المركزي وستستمر في انتاج اليورانيوم المخصب – حتى لو كان بمستوى منخفض. على ماذا الجائزة؟ هل على الاكاذيب؟ على دعم الارهاب؟ عن ضعضعة أنظمة في الشرق الاوسط؟ الدرس الذي نتعلمه من الاتفاق في لوزان هو أنه يفضل الكذب والتهديد والقتل. ايران في العقد الاخير كذبت على الأقل ثلاث مرات لكي تصل الى حيث وصلت، ولكن في هذه المرة ما حصلت عليه لم يكن عن طريق التخفي أو بالحيلة ولكن بمصادقة المجتمع الدولي.

اوباما راضٍ وايران تحتفل. فقط اسرائيل بقيت الآن مقيدة بهذه القصة. اذا كان هناك من فكر في يوم ما بالخيار العسكري يستطيع الآن نقله من الدرج الى الخزنة. كان يجب أن يكون اتفاقا فيه ما يكفي من التنازلات الايرانية من اجل بيعه للكونغرس ولحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الاوسط، ولكن أن يكون مريحا للايرانيين لدرجة أخذ الضوء الاخضر من خامنئي.

بقي كما هو معروف بعض الالغاز. أولا، ماذا يختفي ايضا في الاتفاق الذي بقي سريا وفي الاساس: ما هو متوقع الآن في الجبهة الجديدة التي يتوقع أن تتعامل معها ادارة اوباما – ليس في لوزان بل في الكونغرس؟ من جهة اوباما فهو في لوزان صنع تاريخا. المشكلة هي أن الايرانيين ايضا يعتقدون ذلك. لدى كل طرف من الاطراف للتاريخ يوجد معنى واحد، وحتى أنه معاكس.

في ظهيرة أمس كان واضحا أننا ذاهبون الى اتفاق. في الحقيقة وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي، فدريكا موغريني،  مع وزير الخارجية الايراني محمد ظريف، بشرا العالم بأنه تم الاتفاق على الهيكل الذي سيُبنى عليه الاتفاق في 30 حزيران. المشكلة هي أنه للهيكل العظمي يوجد الآن لحماً أكثر من اللازم من جهة اسرائيل، ولكن ايضا من وجهة نظر السعودية ومصر وتركيا الذين ليسوا عبثا بدأوا اليوم بالتفكير حول مشروع نووي خاص بهم.

فعليا الاتفاق يحدد (أنظر الاطار) أن مخزون اليورانيوم المخصب في ايران يقلص بـ 98 بالمئة خلال 15 سنة، عدد اجهزة الطرد المركزي يقلص من 19 ألف الى 6104، فقط 5 آلاف منها تكون فعالة؛ العقوبات التي فرضت على ايران يتم رفعها بالتناسب مع التزام ايران بتعهداتها.

شخصية رفيعة المستوى في الادارة قالت لشبكة « سي.ان.ان » إن ايران ملزمة في أعقاب الاتفاق بالسماح في الوصول الى منشأة عسكرية في بارتشين من اجل التأكد من أنه ليس للمشروع الايراني بُعدا عسكريا. اذا سمحت ايران حقا للمراقبين بالدخول الى المنشأة فان ذلك يشكل انجازا. وكذلك المنشأة في أراك سيتم اجراء تغييرات عليها ولن يسمح لايران بانتاج البلوتونيوم فيها.

في نهاية المطاف ايران حصلت في لوزان على ما أرادت تماما. في عدة مجالات يتوقع أن تكون الرقابة لعشر سنوات فقط وهي غير ملزمة بتفكيك منشآتها النووية – ايضا تلك التي بنيت بصورة غير قانونية. ايضا الامريكيون حصلوا على الاتفاق الذي يريدونه، الطريق الافضل لحل مشكلة التهديد النووي. فهم مقتنعون بأنه الآن أصبح مضمونا أن ايران تحتاج الى سنة على الأقل من اجل انتاج القنبلة. وهذا بالضبط كان هدفهم. « هذا اتفاق جيد، واذا قامت ايران بالخداع – فالعالم سيعرف »، قال اوباما. هل سيعرف العالم، مثلما عرف عندما انشأوا المنشآت في فوردو ونتناز وأراك؟.

على أحد ما أن ينظر الى الخلف عشر سنوات ويقول لي إن العقد لا يمر سريعا. للتذكير: الاتفاق هو لعشر سنوات.

لب الاتفاق – النقاط الأساسية فيه

1. عدد اجهزة الطرد المركزي سيخفض من 19 ألف الى 6104.

2. ايران لن تخصب اليورانيوم بمستوى 3.67 بالمئة لمدة 15 سنة.

3. الولايات المتحدة واوروبا ستعمل على الغاء العقوبات الاقتصادية على ايران.

4. سيتم تقييد قدرة التخصيب في منشأة فوردو وستتحول الى منشأة بحث نووي.

5. لن يتم بناء منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم في الـ 15 سنة القادمة.