خبر خسارة على أولمرت .. هآرتس

الساعة 09:28 ص|03 ابريل 2015

بقلم

في أحد الأيام، قبل سنوات عديدة، برز ايهود اولمرت بكامل قامته نجما في الصفحة الاولى للملحق الاسبوعي من « معاريف » وفي يده سيجار كوبي غليظ، مع ساعة فاخرة في ساعده ويبرز من جيب قميصه قلم مون – بلان برقم، وفوق كل هذا – كان هو نفسه، يستند الى باب بيته المقدسي، الذي ظهر لاحقا هو ايضا في صفحات الاخبار. وكمن كان يغطي في تلك الايام المجال السياسي الحزبي في صحيفة « هآرتس »، وكمن أحب اولمرت شخصيا، اتصلت به وقلت له ان هذا « ظهور يفقأ العينين. فاذا كنت تسعى الى رئاسىة الليكود، فان هذه الصورة لن تخدمك ». وكان رده البارد « أهكذا تعتقد حقا؟ » مغرورا كما كان دوما، لم يغير شيئا في سلوكه.

لقد صعد الى المنصة بعد حرب الايام الستة، عندما انتقل الجنرالات الذين اسكرهم النصر الى السيجار والىى الويسكي الفاخر في طريقهم الى المهنة السياسية. وعندما يكون وزير دفاع يسرق بلا خجل آثار الدولة – فان الساحة السياسية ترسم خط انطلاق للحياة الطيبة. بن غوريون، شاريت، غولدا، بيغن وشمير عاشوا بتواضع. مكاتبهم كانت تقع في اكواخ بسيطة. رفضوا عروض أصحاب الملايين من امريكا، ممن ارادوا أن يحسنوا من ظروفهم. على مناحيم بيغن، الذي كان يلبس بدلة مهترئة في ظهوره العلني الاول، عرض مليونير التبرع بالملايين كي يغير له بيته البائس الذي كان يختبىء فيه في عهد البريطانيين.

الاحتكاك مع أصحاب الملايين اليهود، سواء في أمريكا ام في اوروبا، اجتذب السياسيين والعسكريين. حين أوشك ايهود باراك على التسريح من منصبه كرئيس للاركان، تشاور مع رجل أعمال شهير كيف يمكن كسب مليون دولار في سنة اجازته. ولم يكن لرجل الاعمال جواب، ولكن باراك حصد ثلاثة واربعة اضعاف منذ اصبح مواطنا – كمستشار ذي شهرة عالمية في المواضيع التي هو خبير فيها. كل ناجح من هذا النوع يثير الحسد ويجر الاخرين وراءه. ومثلما اجتذبت حياة اسحق رابين المهنية كرئيس وزراء رؤساء اركان آخرين ليسيروا في أعقابه. فاذا كان بوسع رابين، فلماذا لا يكون بوسعي أنا ايضا، قال في حينه رئيس الاركان موتي غور. ليس فقط حياة مهنية سياسية بل ومال ايضا.

في حينه، عندما عينتني « هآرتس » مبعوثا لها في غرب اوروبا، وسكنت في باريس حذرني المراسل الاسطوري شبتاي تيبت، الذي خدم قبلي في ذات المهامة، بان بانتظاري هناك حياة صعبة « مع الراتب الهزيل من »هآرتس« سيكون صعبا عليك الاحتكاك مع اصحاب الملايين اليهود »، وكان محقا، ولكن شمعون بيرس، الذي احتك في تلك الفترة مع اصحاب الملايين الصحيحين وكان له كل العلاقات اللازمة من روتشيلد واحد الى روتشيلد آخر، لم يكن لديه فكرة عن أن ديغول سيفرض على اسرائيل حظر سلاح في اليوم « الذي تطلقون منه الرصاصة الاولى ». كان بوسع رابين أن يمتشق من جيبه رزمة مال كي يدفع في مطعم فاخر. اما بيبي فدرج على أن يدخن السجار الكوبي غالي الثمن الذي كان يحصل عليه بالرزم من أرنون ميلتشن، المخرج الاسرائيلي الشهير.

اولمرت، عزيز اصحاب الملايين الامريكيين، احب الحياة الطيبة. لم تكن له مشكلة في أن يسافر في الطائرات الخاصة فقط كي يشاهد مباراة كرة سلة في الشاطيء الثاني من الولايات المتحدة أو أن يرتب لصديق غرفة مخفضة السعر في فندق فاخر. وهو نفسه سكن في اجنحة رحبة وسفر في سيارات الليموزين. كما اجرى لزوجته الرسامة معرضا في نيويورك. وغني عن الاشارة بان كل الرسومات بيعت.

ان الرجل الذي أدار في حينه مع يوسي سريد حربا ضد الفساد، انتهى في النهاية بفساد عظيم في هولي لاند وبمغلفات مال محظورة. كرئيس للوزراء وعد بان يسير في طريق السلام، وكمن، حسب منشورات أجنبية، أمر بتصفية المفاعل في سوريا، وكرجل اراد وكان قادرا على أن يحقق تسوية مع الفلسطينيين – اثبت اساسا بان خيئة الغرور هدامة في السياسة. خسارة ان سياسيا كفؤا بهذا القدر فشل. خسارة أنه في عيد الحرية سيفكر اولمرت بالسجن فقط. هذا محزن، محزن جدا.