خبر هآرتس: اتفاق لوزان ليس سيئا ويخدم المصلحة الأمنية الإسرائيلية"

الساعة 06:05 ص|03 ابريل 2015

فلسطين اليوم

تحت عنوان 'الاتفاق ليس سيئا'، كتب المحلل السياسي في صحيفة 'هآرتس'، براك رافيد، إن الحديث ليس عن اتفاق سيئ، وأنه يتضمن نقاطا إيجابية كثيرة.

وكتب أن التعمق في تفاصيل الاتفاق يشير إلى أنه يتضمن نقاطا إيجابية كثيرة تخدم المصلحة الأمنية الإسرائيلية، بما يشكل ردا على المخاوف الإسرائيلية.

وبحسبه بالنسبة لإيران، فإن إنجازاتها في الأساس ما سيكمن في روايتها، حيث أنها تستطيع القول إن الدول العظمى احترمت حقوقها، وتستطيع أن تعلن أن المنشآت النووية لن تغلق، وأن تخصيب اليورانيوم سوف يستمر، وأنه ستتم إزالة العقوبات الاقتصادية التي فرضت عليها.

بيد أن الكاتب يشير في المقابل إلى أن الدول العظمى حققت إنجازات كثيرة في القضايا العملية نفسها، فالاتفاق يفرض قيودا كثيرة على البرنامج النووي لسنوات، وتبين أن ادعاءت الحكومة الإسرائيلية بأن إيران سوف تحصل على شرعية لبرنامجها النووي بنظر العالم، وأنها تستطيع أن تفعل ما يحلو لها بعد 10 سنوات، تبين – أنها كلام فارغ.

ويضيف أن الاتفاق يتضمن فرض قيود على عدد دوائر الطرد المركزية لتخصيب اليورانيوم لمدة 10 سنوات، ورغم أنه كان من الأفضل أن تكون لفترة زمنية أطول، إلا أن الاتفاق يتضمن عدم السماح لإيران بتخصيب يورانيوم بنسبة تزيد عن 3.5% لمدة 15 عاما، الأمر الذي لا يسمح لها بإنتاج سلاح نووي، وأن أقصى ما يمكن أن تفعله إيران هو استخدامه لأغراض سلمية أو تخزينه في المخازن.

ويتابع أن الاتفاق يتضمن أيضا آلية رقابة صارمة، جرى وضعها في اتفاق الإطار، تسمح لمفتشي الأمم المتحدة بالدخول إلى كل المنشآت النووية في إيران، وكذلك إلى مناجم اليورانيوم، ومخازن القطع لمدة تتراوح ما بين 20 إلى 25 عاما.

كما تبين، بحسب رافيد، أن هناك حقيقة إيجابية أخرى في الاتفاق، وهي أن إيران صادقت مرة أخرى، ووافقت على تطبيق البروتوكول الإضافي لميثاق منع انتشار الأسلحة النووية، وهو ملحق يسمح لمفتشي الأمم المتحدة بالقيام بزيارات مفاجئة لكل منشأة يشتبهون بأنها تقوم بنشاط نووي غير قانوني.

ويخلص الكاتب إلى نتيجة أن إيران سوف تجد صعوبة كبيرة جدا في تطوير برنامج نووي سري، وإذا حاولت ذلك فإن احتمالات الكشف عن هذه المحاولات عالية جدا، خاصة وأنه إذا حاولت إيران تضليل وفرض قيود على عمل المفتشين فإن ذلك يعتبر خرقا خطيرا للاتفاق سيكون له أبعاد على شكل إعادة فرض العقوبات الاقتصادية الدولية.

ويشير الكاتب إلى أن الاتفاق يتضمن بنودا 'مريحة بشكل أقل' لإسرائيل، في محال البحث وتطوير دوائرة الطرد المركزية المتقدمة، أو في مجال إزالة العقوبات الاقتصادية، أو العقوبات التي فرضها مجلس الأمن، ولكن هذه البنود ليست مصيرية، ويمكن إيجاد حل لها من خلال حوار داخلي وسري وموضوعي مع الإدارة الأميركية.

وبحسب رافيد فإن إسرائيل ستجد صعوبة في مواجهة مثل هذا الاتفاق أو تسويقه على أنه اتفاق سيئ، حيث أن التمعن في تفاصيله يفيد بأنه في حال عدم تطبيقه حرفيا فإن ذلك 'يجعل تهديد القنبلة النووية الإيرانية غير قائم لمدة 20 عاما على الأقل'، كما أن الهجوم  العسكري الذي حاول نتنياهو الدفع باتجاهه لن يحقق إنجازات أفضل من تلك التي حققها الاتفاق.