خبر شقيقنا اليمن- هآرتس

الساعة 09:55 ص|02 ابريل 2015

فلسطين اليوم

شقيقنا اليمن- هآرتس 

بقلم: تسفي بارئيل

          (المضمون:  نتنياهو يدعي انه ضد احتلال أيران لليمن ويريد أن يكون جزءا من التحالف العربي ضد الاحتلال ولكنه ينسى أنه هو نفسه احتلال للمناطق الفلسطينية وأن هذا التحالف العربي يسعى الى طرده من هناك- المصدر).

« لا يمكن أن نفهم كيف يحصل انه بينما تواصل في اليمن القوات المدعومة من ايران احتلال المزيد فالمزيد من الاراضي، في لوزان يغمضون العيون امام هذا العدوان » – هكذا احتج رئيس الوزراء، في ضوء الاستخفاف الدولي بهتافات النجدة ضد الاتفاق مع ايران.

نتنياهو محق، وقلقه على مستقبل اليمن صادق بل وباعث على الانفعال. ولكن اليمن ليس وحيدا. ذات الاسرة الدولية بقيادة الرئيس الامريكي، التي تسير بزعمه بعيون مغمضة نحو الفخ الايراني، تمتنع أيضا عن مواجهة جبهوية مع روسيا، حين ضمت هذه شبه جزيرة القرم، وسيطر مبعوثوها على شرق اوكرانيا. كما انها تتجاهل نحو 230 الف قتيل في سوريا، وافلست في كل ما يتعلق بمعالجة ملايين اللاجئين وتتلعثم في ضوء المذابح الفظيعة التي يقوم بها تنظيم بوكو حرام في نيجيريا. ولا بد أن نتنياهو سيقول أيضا عن هؤلاء شيئا ما ذات يوم. فهو حساس من الاحتلال والارهاب.

ولكن عندما تحصل الامور في اسرائيل، فان اهمال الاسرة الدولية هذا بالذات يكون بركة. فلا مبالاتها من احتلال المناطق في الضفة وفي شرقي القدس، الحصار على غزة وتناثر اليهود في المناطق التي يفترض أن تعود للدولة الفلسطينية، هي سند نتنياهو المتين. وعليه، فيجدر به أن يحذر. فمن يطالب هذه الاسرة بان تكشف عن اسنانها ضد الاحتلال الايراني لليمن يدعوها لان تتصدى لاسرائيل ايضا، ومن يوبخ القوى العظمى على أنها لا تحرك ساكنا ضد احتلال مناطق في ارجاء الشرق الاوسط، ملزم بان يتذكر بانه يسكن في بيت من الزجاج.

ومثل شقيقنا  اليمن، يشعر نتنياهو نفسه محميا من التحالف العربي، الذي يخاف من توسع النفوذ الايراني في المنطقة – وكأن كل تحالف عربي ضد ايران هو من الان فصاعدا تحالف من أجل اسرائيل. سحر الجبهة العربية الموحدة، التي تقاتل في اليمن ضد ايران، أنسى نتنياهو الخوف التقليدي من التحالف العربي، الذي يعرض نفسه من الان فصاعدا وكأنه جزء من المحور السني الذي يقاتل ضد المحور الشيعي. ولكن الويل. السعودية، مصر ودول الخليج، الذي درج على تسميتها بلقب « الدول المؤيدة للغرب » هي ذات الدول التي ترى في اسرائيل احتلالا يجب طرده من المناطق. كراهيتها لايران لا تمنع موقفها من اسرائيل. من يرى في السعودية حليفا ضد ايران يجب أن يتذكر بان هذه هي ذات السعودية التي وضعت المبادرة السعودية التي رفضها نتنياهو وأن الحلف المناهض لايران هو الذي يطلب من اسرائيل تبني المبادرة العربية كطريق لحل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني.

الحقيقة هي أن اسرائيل – نتنياهو لا تنتمي لاي تحالف. عربي أو دولي. فهي دولة منعزلة لا تنجح في الاقناع بالتهديد الذي تواجهه. إذ عندما دعيت للانضمام الى التحالف العربي، الذي سعى لحل النزاع، رأى نتنياهو في هذا التحالف تهديدا، وفي مجرد النية لاقامة دولة للفلسطينيين – خطر ابادة. ففلسطين وايران هما في نظره واحد. وبالنسبة له فان محمود عباس، خالد مشعل، زعيم داعش ابو بكر البغدادي وآية الله خامينئي هم اخوة متشابهون من انتاج الشيطان، اقرباء براك اوباما، والاتفاق مع الفلسطينيين لا يختلف عن الاتفاق مع ايران، وذلك لان اقامة دولة فلسطينية معناها وجود قوات ايرانية على حدود اسرائيل بالضبط مثلما يحصل في سوريا، في اليمن وفي لبنان.

ومن لا يقتنع بهذا التوقع القاتم، الذي يجند كل التهديدات التي في العالم كي يبرر تخليد الاحتلال؟ يتبقى فقط موضوع بسيط واحد لانهاء انتصار الخدعة: منع الاتفاق مع ايران، واذا ما وقع – عرضه كتهديد خطير مستمر. فايران التي ستحمل شهادة الشرعية الدولية وترمم اقتصادها وتقيم علاقات طيبة مع الدول الغربية، لن تعود تخدم اسرائيل كتهديد خطير بسببه محظور اقامة دولة فلسطينية.