خبر الرجوب: هذه المرة سنذهب حتى النهاية -معاريف

الساعة 09:54 ص|02 ابريل 2015

فلسطين اليوم

   

الرجوب: هذه المرة سنذهب حتى النهاية -معاريف

بقلم: إيال ليفي

          (المضمون: في موازاة الجبهة التي فتحتها السلطة أمام اسرائيل في المؤسسات القانونية الدولية يُدير جبريل الرجوب حربه الصغيرة ضدنا في مجال كرة القدم حيث يطلب تجميد عضوية اسرائيل في اتحاد « الفيفا » ويطلب من الاتحاد الاسرائيلي تجميد نشاطات الأندية في المناطق المحتلة - المصدر).

          اذا لم تكفنا الخسارات المؤلمة لويلز وبلجيكا فان اتحاد كرة القدم الفلسطيني تقدم هذا الاسبوع بطلب رسمي للاتحاد العالمي لكرة القدم « الفيفا » لتجميد عضوية اسرائيل من كل النشاطات. الطلب سيطرح للنقاش في المؤتمر القريب الذي سيعقد في نهاية الشهر القادم.

          شخصيات رفيعة المستوى في هذا المجال يقولون إنه في هذه المرة الفلسطينيون جديون. رئيس الاتحاد في السلطة، جبريل الرجوب، الذي كان رئيس جهاز الامن الوقائي في الضفة الغربية، أعطى قائمة طويلة من المطالب التي تشكل شرطا لسحب الطلب. طلب الرجوب حرية الحركة للاعبين وللطواقم في مناطق السلطة وخارجها، دخول الأدوات الرياضية بدون الفحص، عدم وضع العراقيل أمام تطوير الملاعب، وأكثرها أهمية هو الطلب من الاتحاد الاسرائيلي تجميد نشاطات الأندية الموجودة في المناطق المحتلة. كما أنه طلب المعالجة الجذرية للعنصرية والتمييز السلبي التي توجد حسب أقواله في فرقنا.

          « ليس هناك خيار آخر سوى الذهاب حتى النهاية »، قال الرجوب في مقابلة مع « معاريف » هذا الاسبوع. « نحن نعاني منذ سنوات طويلة، تحدثنا أكثر من مرة وحاولنا مع كل الاوساط الاسرائيلي ولكن أحدا لم يساعد، توجهنا الى وزارة الدفاع، لرئيس الدولة السابق شمعون بيرس ولم يتغير شيء ».

          أليس التوجه الى « الفيفا » أمرا متطرفا؟

          « قبل سنتين عرضنا في مؤتمر »الفيفا« في أمستردام مشاكلنا وأعطينا تفويضا لرئيس »الفيفا« ساف بلاتر ليحاول تغيير الوضع. لقد التقى مع رئيس الحكومة ووزيرة الرياضة لكنهما لم يتعاملا معه بجدية. ليمور لفنات هاجمت بلاتر. في العام الماضي في المؤتمر في البرازيل اقترحوا تعيين لجنة للحضور والتحقيق. رئيس الاتحاد القبرصي وصل الى هنا، وعندما كان في مقابلة مع الطرف الاسرائيلي كان هناك اقتحام لقوات الجيش الاسرائيلي لمكاتب اتحادنا. نحن نعاني، فهم لا يعاملوننا كبشر ».

          هناك قنوات موازية، ماذا تريد من كرة القدم؟

          « في الاتحاد الاسرائيلي لم يقم رئيس الاتحاد في أي مرة ليقول أي شيء. في الجانب الفلسطيني واجهت أكثر من مرة أمورا تدخلت فيها الحكومة وناضلت حتى حصلت ما أريد. أعرف أن تجميد عضوية اسرائيل ستؤدي الى معاناة اللاعبين والمشجعين. توجهوا لحكومتكم، لرئيس الحكومة ولعنصرية الحكومة. قولوا لهم إن هناك 4.5 مليون فلسطيني ومن حق اللاعبين أن يلعبوا، يوجد لهم مشجعين كما هي الحال في اسرائيل ».

          لماذا إدخال السياسة في الرياضة؟

          « ليواصل تلاميذ كهانا القول إن جبريل يمارس السياسة. أنت كاسرائيلي ألست فخورا بمنتخبك الوطني؟ ».

          حتى الآن نعم.

          « كل واحد فخور بمنتخبه، ألا تعتقد أنه يحق لنا نحن الفلسطينيين أن نكون فخورين بمنتخبنا، اليس لنا الحق في أن يذهب لاعبو دولتنا للمشاركة في مباراة رسمية؟ لقد حدث أكثر من مرة أن سمحوا لنصف الفريق بالذهاب ومنعوا النصف الآخر. يسمحون لعشرة ويمنعون خمسة. عن أي سياسة تتحدث؟ تصرفوا كما ينبغي وسأصمت. هذا كذب. فأنا أمارس الرياضة حسب قوانين الفيفا ».

          تجميد الأندية الموجودة في المناطق يبدو كتصفية حسابات.

          « هذا من واجبي. لماذا تديرون الأندية في المستوطنات، من سمح لكم بذلك؟ لنفرض أنني أضم أبناء سخنين للمنتخب الفلسطيني. فماذا تقول عن ذلك؟ هذا جمهور عربي. بأي حق تُنظم دوري في مناطق محتلة؟ أقترح على حكومتكم الاعتراف بوجودنا وبحقنا في اللعب مثل الجميع ».

ما هي في رأيك المناطق المحتلة؟

« غور الاردن، اريئيل، كريات أربع ومعاليه ادوميم »

قُل إنك لا تريدني هناك بتاتا بدون علاقة بكرة القدم.

          « أنا أتحدث معك عن الرياضة وليس عن السياسة. من حقي استخدام كل الوسائل التي تحت تصرفي. هناك الكثير جدا من الامور المعطوبة في كرة القدم عندكم مثل عنصرية »بيتار القدس« . إن شتم العرب المسلمين أمر مثير للغضب. لماذا طردوا جنوب افريقيا من »الفيفا« ، بالضبط بسبب أمور كهذه ».

          ألا تقوم بتعميق المشكلة؟

          « أدعوكم. تعالوا وانظروا واكتبوا ما ترون. أنا أرى فيكم جيراننا. من حق اللاعب الاسرائيلي أن يلعب مثل أي انسان آخر. ليس سهل علي معاقبته، لكن اذا كنت أعاني فماذا تطلبون مني؟ ».

          أنت لا تعرض حلا سوى المعاناة للجميع.

          « لماذا أعاني بمفردي؟ ذات مرة أرسل لي بلاتيني، رئيس اتحاد كرة القدم الاوروبية، معدات رياضية تشمل كرات وملابس. وقد قاموا بحجزها لفترة 16 شهرا في الميناء. بلاتيني وأنا ضغطنا وفي نهاية المطاف دفعت 96 ألف شيكل من اجل تحرير هذه المعدات. أي عنصرية هذه وأي تعامل. أتركني، هذا حدث مع بلاتيني ».

          هل مقبول عليكم أن نعاني؟ يمكن سماع الاهانة في صوت الرجوب. صوته يرتفع، النبرة ترتفع. لقد تلقى تهجمات غير قليلة بسبب الطلب الذي تقدم به. وقد أجابنا جميعا.

          « سأقص عليك قصة. جاء الى هنا نائب رئيس الاتحاد الياباني في زيارة وطلبت منه مرافقتي من مطار بن غوريون وانظر كيف يتعاملون معي. وصلنا الى الحاجز وهم يعرفونني هناك. قالوا لي قف واذهب يمينا. وطوال ثلاث ساعات و11 دقيقة انتظرنا المصادقة على دخولنا. الياباني جُن جنونه وقلت له هذا هو التمرين الثابت. فأنا أحضر مع حقيبة وأنتظر ثلاث ساعات، لا أحد يستطيع كسري. لكن ماذا تتوقعون مني. تقولون عندكم »اذا لم أكن مع نفسي فمن يكون معي. الكرة في ملعبكم« .

          هل فكر أحد في المساعدة في أي مرة؟

          »اللاعب الاسرائيلي انسان، وأنا اسأل هل مقبول عليه أن نعاني؟ أُقدر كثيرا مردخاي شبغلر الذي كان رئيس منتخبكم. لقد سمع عن تذمري وعن الألم وجاء إلي وتحدث مع الجميع. حاول ولكنه فشل. لكنه الوحيد الذي أراد وفعل كل شيء بصمت وبدون ضجة.

          المحادثة الهاتفية تشوشت الى أن اختفى صوت الرجوب وقُطعت المحادثة. رجعت إليه وقال: « نعم لقد انقطع الخط، هذا هو احتلالكم ».

          اذا تغير الحكم فهل سيكون ذلك أفضل؟

          « هذا لا يهمني. الحكم الافضل بالنسبة لي هو الذي ينتخبه الاسرائيليون والذي يعترف بوجودي. لا يهمني من تنتخبون. لقد قررتم بيبي وبينيت وأنا أشفق عليكم لأن باروخ مرزيل لم يدخل الى الكنيست لأنه في حينه ستكونين مجتمعا عنصريا. أنتم لا تنتبهون أنكم في عزلة. من هو راضٍ عن سياسة بيبي. ولكن اذا كنتم فرحين فمبروك لكم. حان الوقت لأن تخرجوا الى الشوارع وأن تقولوا كفى، يوجد هنا شعب حي، هيا نوحد النضال ضد العنصرية والاحتلال من اجل مستقبل أفضل لنا ولأولادنا. أنا مقتنع بهذا ».

          قبل نصف سنة تقاتلنا.

« إن شاء الله تكون تلك الحرب الاخيرة ».

          خسارة أنه ليس بالامكان حل المشكلات عن طريق الرياضة.

          « هل تسأل اذا كنت مع أو ضد. آمل ذلك ولكن في الوضع الحالي ذلك غير ممكن. ربما فقط عندما يتوقف الاسرائيليون عن المهاجمة ويكونوا طبيعيين. لكن الآن مع وجود فرق مثل »بيتار القدس« ؟.

          أوافقك فيما يتعلق بـ »بيتار« ولكن ما زال بالامكان المحاولة.

          »في الجانب الفلسطيني أنا أسيطر 100 بالمئة، وأقول لك إنه في 1996 قمت بالمصادقة على مباراة من اجل السلام حيث كنت رئيسا لجهاز الامن الوقائي وطلبوا موافقتي على اللعب في روما. شمعون بيرس وياسر عرفات، رحمه الله. في 2005 توجه لي بيرس مرة اخرى وقمت بتنظيم مباراة في السويد. أنا مقتنع بذلك لكن في الوضع الذي نعيش فيه الآن هذا غير ممكن. تخيل أنا رئيس الاتحاد ويعاملوني بهذا الشكل. لو جاء بلاتيني لزيارتي سيعتقلونه في الحاجز. لا أريد التسبب بمعاناة اللاعب الاسرائيلي ولا المشجع. قلت في مؤتمر « الفيفا » إنني لا أتمنى أن يعاني أحد مثل معاناتنا، لكن الوضع يزداد سوءً، لهذا فاننا في هذه المرة سنذهب حتى النهاية« .

       اسرائيل »ضد العقوبات«

          رد اتحاد كرة القدم الاسرائيلي: »الاتحاد يؤمن أن الفيفا ورئيسه ساف بلاتر مثلهم مثل رؤساء الفيدراليات المختلفين ورؤساء الاتحادات لن يُمكنوا من تمرير عملية تدمج الرياضة والسياسة بصورة تتناقض تماما مع مباديء المنظمة وأهداف اللعبة. رئيس الاتحاد الاسرائيلي، عوفر عيني، يعمل على كل الاصعدة من اجل التأكد من أن مكانة اسرائيل ومكانة كرة القدم الاسرائيلية لن تتضرر، وهذا الامر يحظى بأهمية عالية. المقاطعة والعقوبات هي النقيض الكامل لحلم « الفيفا » ونحن نعمل لايجاد حل عن طريق الحوار. كرة القدم عليها التقريب بين الأمم وليس تفريقها".