خبر النووي الايراني -يديعوت

الساعة 09:52 ص|02 ابريل 2015

الاخطاء في الطريق الى الاتفاق

بقلم: غيورا آيلند

(المضمون: نعتقد بانه اذا كان هناك شيء ما جيد لاعدائنا، مثل ازالة العقوبات عن ايران، فانه بالضرورة سيء لنا – ولكن ليس دوما هكذا هو الامر. الاتفاق المعقول مع ايران جيد لايران – وجيد لاسرائيل ايضا - المصدر).

الاتفاق النووي مع ايران، اذا ما تحقق بالفعل، من شأنه أن يؤثر على مستقبلنا – وقدرتنا في التأثير عليه لم تكن بالضرورة صغيرة. في الـ 15 سنة الاخيرة عملت اسرائيل كثيرا في هذا الشأن، ونجحت في عمل ثلاثة امور: خلق وعي دولي بالخطر النووي الايراني، حفز قرارات في موضوع العقوبات؛ توفير معلومات استخبارية حيوية لانفسنا ولكن ايضا للدول الصديقة؛ وتشويش تقدم المشروع بطرق سرية. نكفي أن نشير الى أنه في العام 2002 كان لدينا من قدر بان في 2005 سيكون لايران قنبل، وها هي مرت عشر سنين ولم يحصل هذا بعد.

الى جانب هذه النجاحات، فشلت اسرائيل في عملين أساسين: امتنعنا عن محاولة تعزيز العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا في الموضوع الايراني، وبقينا عالقين مع مطالب غير معقولة تسببت للعالم – بما فيه الولايات المتحدة، بالكف عن الاستماع الينا.

حتى 2005 كانت الاستراتيجية في الولايات المتحدة برئاسة بوش بسيطة جدا: الايرانيون هم جزء من محور الشر، وعليه ليس صحيحا على الاطلاق الحديث معهم. قبل نحو عشر سنوات تغيرت السياسة بحيث من جهة ايران معزولة اقتصاديا وسياسيا، ومن جهة اخرى يوجد استعداد لازالة العزلة مقابل اتفاق جيد.

شرط ضروري لعزلة ناجعة هو الشراكة الكاملة لروسيا، الصين والهند، ومن أجل ان يحصل هذا مطلوبة موافقة روسية. لقد توجهت روسيا لاسرائيل وطلبت أن تؤثر على واشنطن لاجراء حوار واسع معها – في اطاره يوافق الكرملين على تشديد الضغط على ايران اذا كان اعتراف امريكي بان الاقتراح الروسي لاستيعاب اليورانيوم الايراني المخصب هو المفتاح للحل. وخدم « الاقتراح الروسي » سواء المصلحة الروسية أم المصلحة الاسرائيلية. ولكن لشدة الاسف رفضت حكومات اسرائيل مساعدة الروس كي يساعدونا. وكانت النتيجة أن روسيا أدارة للغرب ظهر المجن، وهكذا باتت العزلة والضغط على ايران جزئية فقط.

الخطأ الثاني يتعلق بالجمود في الموقف الاسرائيلي. صحيح، حتى قبل بضع سنوات كانت الاسرة الدولية، مثل اسرائيل في رأي يقضي بانه محظور السماح لايران على الاطلاق بتخصيب اليورانيوم. غير أنه لشدة الاسف جرى تقديم التنازل الدولي في هذا الموضوع قبل سنين، واصبح لا مرد له. في وضع الامور هذا كان ينبغي لاسرائيل أن تتمترس خلف خط الدفاع خلف خط دفاع أبعد، وبموجبه حتى لو كان مسموحا لايران ان تخصب اليورانيوم فمن واجبها أن تنقل المادة الى دولة ثالثة، بحيث يعاد اليها فقط في شكل « قضبان وقود » – مادة خام لانتاج الكهرباء، لا يمكن مواصلة تخصيبه الى مستوى قنبلة. قبل سنة اعتقد الامريكيون ان هذا ما ينبغي المطالبة به، ولكن اسرائيل فضلت الاصرار على الطلب العبثي « صفر تخصيب » – والنتيجة هي أننا بقينا خارج كل مجال البحث الحقيقي.

فضلا عن ذلك، ليس صحيحا القول ان البحث المهني بين الاسرائيليين والامريكيين بقي مفتوحا وحقيقيا، دون صلة بالتوتر على المستوى السياسي – في اللحظة التي يتلقى فيها المستوى المهني الاسرائيلي التعليمات للاصرار على مواقف غير واقعية، فحتى الخبراء في الغرب لن يستمعوا له.

وبتعبير آخر، بدلا من الوصول الى تفاهم مع الامريكيين منذ قبل سنة عما هو الاتفاق الذي يمكن احتماله، والافضل من عدم الاتفاق، فضلنا ان نكون محقين وليس حكماء. فضلنا العمل الاعلام – يا لنا من جيدين، يا لهم من سيئين ويا للادارة الامريكية من ضعيفة – على الخطوة السياسية التي هي الوصول الى اجمال مع الامريكيين على خطوط الحد الادنى التي يمكن التعايش معها.

نحن نعتقد بانه اذا كان هناك شيء ما جيد لاعدائنا، مثل ازالة العقوبات عن ايران، فانه بالضرورة سيء لنا – ولكن ليس دوما هكذا هو الامر. الاتفاق المعقول مع ايران جيد لايران – وجيد لاسرائيل ايضا.