خبر أزمة الكهرباء.. الدكتور الحمدالله يَحقنُ غزة أبرة (بنج) لثلاثة شهور

الساعة 04:14 م|31 مارس 2015

فلسطين اليوم

قرر مجلس الوزراء الفلسطيني إعفاء الوقود المورد لمحطة توليد الكهرباء في قطاع غزة من ضريبة « البلو » لمدة ثلاثة أشهر فقط؛ الأمر الذي يُمَكِنُ شركة توزيع الكهرباء من العمل بنظام 8 ساعات لمدة ثلاثة شهور.

ولم تعقب الحكومة في جلستها الأسبوعية اليوم الثلاثاء على آلية العمل بعد ثلاثة شهور، وكان رئيس وزراء الحكومة رامي الحمد لله وعد خلال زيارته للقطاع بالعمل الجاد لإنهاء أزمة انقطاع التيار الكهربائي بشكل نهائي.

الحكومة تعفي وقود غزة من الضريبة لمدة 3 أشهر فقط

ويكابد سكان قطاع غزة في الوقت الحالي، معاناة كبيرة في توصيل التيار الكهربائي، جراء نفاد الوقود اللازم لتشغيل محطة الكهرباء، ويتجاوز انقطاع التيار الكهربائي أكثر من 20 ساعة في اليوم الواحد.

القرار أعتبره الغزيون بمثابة حقنة « بنج » مؤقتة لامتصاص غضبهم بعد ان نظموا سلسلة فعاليات احتجاجية حملتْ حكومة التوافق وسلطة الطاقة المسؤولية الكاملة عن الأزمة.

واعتبر الغزيون أن قرار وصل 8 ساعات لمدة محدودة غير كافي البتة خاصة مع دخول فصل الصيف، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن المطلوب حل للأزمة وليس إدارة أزمة.

ومنذ 8 سنوات، يعاني قطاع غزة من أزمة حادة في انقطاع التيار الكهربائي، بدأت عقب قصف الجيش الإسرائيلي لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع منتصف عام 2006.

الطالب الجامعي ابراهيم حسن (23 عاماً) يوضح أن العودة لنظام العمل بـ 8 ساعات وصل ومثلها قطع، غير كافية وان المطلوب حل أزمة الكهرب بشكل نهائي، وضرورة إيجاد حل جذري بدلاً من تقديم حلول جزئية تجعلنا نرجع للمربع الأول من الأزمة.

ولا يرى حسن ان التوصل لـ 8 ساعات كهرباء وصل « مقنعة » للشارع الغزي بعد أكثر من 8 سنوات على بدء الأزمة.

المواطن همام الحطاب (27 عاماً) لا تختلف معاناته عن باقي الغزيين؛ يقول :« من يتحمل مسؤولية أزمة الكهرباء حكومة التوافق، التوافق حكومة الكل الفلسطيني وعليها تحمل المسؤولية عن جميع الأزمات التي تحل بالفلسطينيين ».

 وطالب الحطاب الحكومة بضرورة إعفاء الوقود والغاز المورد إلى غزة من جيمع الضرائب بشكل كامل ومدى الحياة.

اما علي محمد  (21 عاماً) فقالها بالعامية :« شكله مشكلة الكهرب ملهاش حل 8 سنوات واحنا بنعاني »، مشيراً إلى أن الحل لا يكمن بوصل 8 ساعات.

رئيس سلطة الطاقة م. فتحي  الشيخ خليل أكد أنه من المحتمل العمل بجدول الـ 8 ساعات  مع بداية الأسبوع المقبل.

الشيخ خليل: احتمالية عودة جدول 8 ساعات الأسبوع المقبل

وأوضح الشيخ خليل في تصريح لـ« فلسطين اليوم » أنه لم يصله –حتى اللحظة-  بشكل رسمي قرار مجلس الوزراء القاضي بإعفاء الوقود المورد لمحطة توليد الكهرباء في غزة من ضريبة 'البلو'.

واشار أن القرار إيجابي ويخفف من حدة انقطاع التيار، لافتاً ان القرار ليس المطلوب لإنهاء الأزمة بشكل كامل وجذري.

وبين ان الرفع المؤقت لضريبة (البلو) لا ينهي الأزمة، موضحاً أن سلطة الطاقة بغزة طالبت بضرورة رفع جميع الضرائب عن الوقود المورد للشركة وهما ضريبة القيمة المضافة المعروفة باسم الـ VAT، وضريبة (البلو) الخاصة بالبيئة، آملاً أن يتم حل أزمة الكهرباء قبل انتهاء مدة الثلاثة شهور.

وتبلغ قيمة ضريبة البلو (الخاصة بالبيئة) على المحروقات الخاصة بشركة توليد الوقود 3 شيكل لكل لتر من الوقود الذي تجلبه الحكومة في رام الله عبر الاحتلال الإسرائيلي.

(حماس) تطالب الحكومة بإلغاء ضريبة « البلو » نهائياً

في ذات السياق، قالت حركة « حماس »، إن إعفاء حكومة التوافق الوطني للوقود المورد لمحطة توليد الكهرباء في قطاع غزة من ضريبة « البلو » لثلاثة أشهر غير كافٍ، مطالبةً بإلغائها نهائياً.

وأضاف الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري، في تصريح صحفي،  مساء الثلاثاء، إن رئيس وزراء الحكومة رامي الحمد لله وعد خلال زيارته للقطاع بإتخاذ قرار نهائي بهذا الشأن.

كما ورحبت القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رفح بقرارات حكومة التوافق الصادرة اليوم الثلاثاء وتحديدا الخاصة برفع ضريبة البلو عن السولار المخصص لمحطة الوقود بالقطاع، داعية الحكومة إلى ضرورة العمل على إنهاء أزمة الكهرباء بشكل كامل وإيجاد بدائل خلاقة لعلاج هذا الملف الشائك.

« الوطنية والإسلامية » ترحب بقرارات الحكومة بشان الكهرباء وتدعو لحل نهائي

ويرى مختصان كاتب وحقوقي أن الحلول المجتزئة غير كافية، وان المطلوب حل الأزمات بشكل إستراتيجي ونهائي يضمن عدم تجددها.

الكاتب السياسي مصطفى ابراهيم أكد ان التوصل لاتفاقات جزئية غير مكتملة تلاعب بمشاعر المواطنين الغزيين الذين تتقاذفهم المصائب والأزمات منذ أكثر من ثمانية أعوام على التوالي.                              

وأوضح ابراهيم مؤخراً في تصريح لـ« فلسطين اليوم » أن الحلول الجزئية أصبحت مرفوضة من قبل الغزيين بعد أكثر ثمانية أعوام على أزمة الكهرب، والبطالة، والانقسام، والغاز والوقود، وضعف الخدمات في جميع النواحي.

وأشار ان المطلوب وضع إستراتيجية شاملة لحل الأزمات بشكل تدريجي ومقنع للغزيين، وعدم التوصل إلى حلول مجتزئة من شانها أن تؤثر سلباً على المواطن الفلسطيني، والتي قد تفقده الثقة بالزيارات والاتفاقات التي يَعقِد عليها بعض الآمال .

كاتب: المواطن الغزي أصبح مرهق من التصريحات والوعودات والتطمينات المجتزئة

ولفت ان المواطن الغزي أصبح مرهق من التصريحات والوعودات والتطمينات المجتزئة والمنقوصة، والشعارات « الرنانة التي لا تحل أزمة ولا تلبي احتياج »، مشيراً أن الحلول المجتزئة تعود بالمواطن إلى جزر المشكلة بدلاً من حلها النهائي.

 واتفق الحقوقي صلاح عبدالعاطي مع سابقه ابراهيم في ان المواطن الفلسطيني في بغزة بعد ثمانية سنوات من المعاناة لم يعد بحاجة إلى حلول مجتزئة وإنما بحاجة إلى حلول جذرية إستراتيجية.

وأوضح عبدالعاطي مؤخراً في تصريح لـ« فلسطين اليوم » أن خطوة وصل كهرباء 8 ساعات « مقبولة » ولكن غير كافية وبحاجة إلى زيادة نسبة الوصل بشكل ملحوظ، مشيراً أن الحلول المجتزئة تَضُرُ المواطن وتبقي على معاناته.

وأشار أن وصل التيار الكهربائي أصبح ضرورة حياتية وحق من حقوق الإنسان، مشيراً ان من يتحمل المسؤولية الكاملة عن أزمات قطاع غزة ومن بينها الكهرباء هو الاحتلال الإسرائيلي.

وبين ان جذور أزمة الكهرباء تعود لخلفيات سياسية ناتجة عن الانقسام الفلسطيني.

حقوقي: خطوة وصل كهرباء 8 ساعات « مقبولة » ولكن غير كافية

واقترح لحل أزمة الكهرباء ربط قطاع غزة بمشروع شبكة الربط الثماني العربية، او توسعة شركة الكهرباء المحلية، او تشغليها على الغاز بدلاً من السولار الصناعي، او زيادة حجم الميجاواتات القادمة من الجانب الإسرائيلي.

ويحتاج القطاع فعليا إلى أكثر من 350 ميجاوات، ويحصل على 120 ميجاوات من الاحتلال الإسرائيلي، و22 ميجاوات من مصر، بينما تُقدم شركة توليد كهرباء غزة في أحسن أحوالها 80 ميجاوات.