خبر بلا مراعاة -يديعوت

الساعة 10:23 ص|31 مارس 2015

فلسطين اليوم

بقلم: بن – درور يميني

 (المضمون: طرحت ادعاءات عن ان اولمرت سيفعل كل شيء كي يتخذ صورة رجل اليسار لانه ربما، وفقط ربما، سيحسن هذا مكانته في اوساط قيادة القضاء. الواضح هو أن هذا لم يؤثر على قيادة القضاء. واولمرت لم يحصل على أي مراعاة - المصدر).

 

          لهذه القصة يوجد جانبان. الجانب السلبي هو أن رئيسا، رئيس وزراء ووزير مالية ادينوا بالافعال الجنائية. لا توجد دولة تسجل سجلا سلبيا بهذا القدر. فهل هذا يجعل اسرائيل دولة فاسدة؟ هنا يأتي الجانب الايجابي: سلطة القانون لم تتراجع امام أي من الكبار. فقد اتهموا وادينوا. هكذا فانه في نهاية اليوم، كما عاد وتأكد أمس – اسرائيل هي دولة قانون.

 

          ايهود اولمرت لم يكن رئيس وزراء آخر. فقد كانت له قيمة مضافة. حيث عرض على الناخب الاسرائيلي نهجا أكثر جدة. لا يسار ولا يمين. انتصار كديما في 2006 كان يكن له أن يشكل نقطة انعطاف تاريخي سياسي في اسرائيل. في تلك الايام كنت معجبا به. دافعت عنه ليس لاني كنت قريبا من طاولته. أسرني سحره لانه اتخذ صورة برج من سواء العقل.

 

لقد بدت الادعاءات ضد اولمرت في حينه، على الاقل في بداية الطريق، كملاحقة شخصية. وربما كبوات. ليس اكثر من ذلك. هنا وهناك، كما ينبغي الاعتراف عانى الكثير من مؤيديه من متلازمة الانكار. مغلفات من المال النقدي؟ لا يحتمل. تبدو هذه كفرية. كنا مصابين بالعمى. ولكن كلما مر الوقت كلما انكشف المزيد من التفاصيل، اصبحت الصورة أكثر فأكثر اقلاقا.

 

في الخلفية توجد مسألة يصعب تفاديها: هل الفساد الشخصي يدل على زعامة عليلة؟ هل الاستقامة الشخصية هي ضمانة للزعامة المناسبة؟ الان ايضا، حين تكون أمامنا ادانة اولمرت المزدوجة يمكن الافتراض بان الزعماء الفاسدين يمكنهم ان يكونوا زعماء ممتازين، مثلما يمكن للسياسيين الانقياء كالثلج ان يقودوا نحو مصيبة وطنية.

 

لدى اولمرت الحبكة تعقدت فقط. مع الزمن تبين أن ليس الفساد الشخصي وحده علق به، بل وايضا فساد حزبي وسياسي. في مرحلة معينة بشر اولمرت الكنيست بان ابو مازن موافق على دولة يهودية. ولم يكن لابو مازن فكرة عن التغيير في موقفه. واستمر هذا ايضا بعد أن انهى مهام منصبه. ونشر اولمرت مقالا في « نيويورك تايمز » بالضبط في ذاك اليوم الذي القى فيه نتنياهو وابو مازن خطابين هامين في الجمعية العمومية للامم المتحدة. يتبين أن اولمرت كف عن أن يكون رجل الوسط سوي العقل. في ذاك المقال روى اولمرت بان ابو مازن، في واقع الامر، لم يرفض ابدا مبادرته للسلام. كان هذا خطأ غريبا، على اقل تقدير – ليس فقط لان ابو مازن نفسه اعترف بانه رفض العرض بل وايضا لان اولمرت نفسه قال امورا معاكسة. فما الذي أدى الى انعطافة اولمرت الغريبة؟ لماذا استنسخ التاريخ القريب جدا؟ في حينه طرحت ادعاءات عن ان اولمرت سيفعل كل شيء كي يتخذ صورة رجل اليسار لانه ربما، وفقط ربما، سيحسن هذا مكانته في اوساط قيادة القضاء. والى أن تتوفر الاشرطة لن نعرف اذا كان هناك شيء في هذه الادعاءات. الواضح هو أن هذا لم يؤثر على قيادة القضاء. واولمرت لم يحصل على أي مراعاة.

 

لقد كان رئيس الوزراء السابق وسيبقى رجل التناقضات. اناس كبار جدا عملوا تحت إمرته يتحدثون اساسا في امتداحه. فقد اتخذ قرارات مصيرية، بعضها موضع خلاف. وكان ذا جسارة عسكرية تضمنت، حسب مصادر اجنبية – محو مفاعل نووي في سوريا. كما كانت له جسارة سياسية ايضا، رغم أنها لم تؤدي الى اتفاق.

 

قبل أن يدفن أحد ما أيضا الطريق السياسي سوي العقل، الوسط، الذي مثله اولمرت، ينبغي أن نتذكر بان معظم هذه المخالفات ارتكبت في الفترة التي كان فيها عميقا في اليمين السياسي. هكذا يكون اولمرت انهى دوره. ليس هناك أي حاجة لاستنتاجات سياسية.