خبر يوم الأرض .. خالد صادق

الساعة 09:33 ص|30 مارس 2015

فلسطين اليوم

بقلم رئيس تحرير صحيفة الاستقلال

سيبقى يوم الأرض يوما وطنيا للفلسطينيين, ورمزا للقهر والظلم والإجرام الصهيوني , رغم أن جرائم الاحتلال ومجازره البشعة فاقت في نازيتها وجبروتها وإجرامها وبمراحل كثيرة, ما حدث في تاريخ 30 آذار مارس 1976م, عندما قامت السّلطات الإسرائيلية بمصادرة آلاف الدّونمات من الأراضي الفلسطينيّة،وقد وعم إضراب عام ومسيرات من الجليل إلى النقب, واندلعت مواجهات أسفرت عن سقوط ستة فلسطينيين وأُصيب واعتقل المئات منهم على يد الجيش الصهيوني.
ويعتبر يوم الأرض حدثاً محورياً في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؛ لأنه فجر طاقات الشعب الفلسطيني, الذي انتفض من اجل أرضه وأراد أن ينتصر لدماء أبنائه, التي أريقت وهم يدافعون عن تراب وطنهم المسلوب, حيث أن هذه هي المرة الأولى التي يُنظم الفلسطينيون في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948 احتجاجات على السياسات الإسرائيلية بصفة جماعية وطنية فلسطينية, لذلك يتم إحياء مناسبة يوم الأرض في الثلاثين من آذار مارس من كل عام, في كافة الأراضي الفلسطينية, فالاحتلال ارتكب مجازر أبشع وأفظع بكثير من هذه الجريمة, ذهب ضحيتها عشرات بل مئات الفلسطينيين من المدنيين الأبرياء, ولكن يبقى ليوم الأرض خصوصيته ومناسبته التي لن ينساها الفلسطينيون طالما بقى الاحتلال.
رمزية إحياء يوم الأرض توثق لارتباط الفلسطينيين بأرضهم التاريخية, وتؤكد أن كل مشاريع التسوية والسلام, وكل الاتفاقيات الموقعة بين السلطة الفلسطينية والاحتلال, لن تنسي الفلسطينيين أرضهم, ولن تمنعهم من المطالبة بحقهم في فلسطين التاريخية من نهرها إلى بحرها, وهذه رسالة يجب أن يفهما دعاة السلام المزعوم مع الاحتلال الصهيوني جيدا, فالحقوق الفلسطينية لن تضيع بحبر الورق, وجلسات التفاوض, والطاولات المتخمة بأصناف الطعام المختلفة, ولا بقرع الكؤوس وتبادل القبلات, لأن الأرض الطيبة تنتمي لأهلها الأصليين, وتنغرس في عقولهم وقلوبهم, ولا يمكن انتزاعها بجرة قلم, حتى لو اغتصبت الأرض منهم قبل 67 عاما, فستبقى فلسطينية, تحمل ملامح الفلسطينيين ورائحتهم وسماتهم العربية الأصيلة.
يوم الأرض يتزامن هذا العام مع القمة العربية المنعقدة في شرم الشيخ, والتي نادي خلالها المؤتمرون بالتمسك بالمبادرة العربية التي رفضها الشعب الفلسطيني وفصائله المختلفة؛ لأنها تفرط بحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية, وتعترف بالكيان المجرم الذي يغتصب الأرض, ويقتل ويدمر وينتهك الأعراض, ولا تتوقف مؤامرته ومخططاته العدوانية والتي تتنكر لكل الحقوق والثوابت الفلسطينية, وهذا مدعاة للفلسطينيين جميعا أن يتوحدوا في مواجهة عدوهم الأوحد (إسرائيل) ونبذ كل الخلافات جانبا, والاصطفاف حول خيار واحد, خيار الشعب الفلسطيني خيار الجهاد والمقاومة الذي لا بديل عنه لانتزاع حقوقنا من الكيان الصهيوني الغاصب فالحقوق لا تمنح, إنما تنتزع انتزاعا, والاحتلال يدرك أن قوتنا في وحدتنا وتماسكنا وهو يعمل على تفتيت وحدتنا من خلال تصعيد أزماتنا وزيادتها, وإفشال كل جهود المصالحة الفلسطينية, فهلا أدركنا مخططات الاحتلال وتجاوزناها, وجعلنا يوم الأرض مناسبة وطنية لرص صفوفنا, وتجسيد وحدتنا بأجمل صورها!