خبر لا تغريكم « الوحدة »- هآرتس

الساعة 09:28 ص|30 مارس 2015

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

بدأ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالاتصالات لتشكيل الحكومة، ومرة اخرى تنتشر التقديرات بان بسبب مصاعبه في المفاوضات مع أحزاب اليمين، الاصوليين وموشيه كحلون، سيعرض على اسحق هرتسوغ وتسيبي لفني الانضمام الى حكومة برئاسة كتل المعسكر الصهيوني. ومع أن هرتسوغ يكرر بان « وجهتنا نحو المعارضة » الا ان تصريحاته تعتبر كتسليم بهزيمته في الانتخابات، وليس كموقف مبدئي، يرفض الشراكة السياسية مع الليكود برئاسة نتنياهو.

 

          ان اغراء هرتسوغ ولفني للارتباط بنتنياهو مفهوم: فكلاهما لم يتميزا في ولايتيهما كرئيسي للمعارضة، ومثل شمعون بيرس قبلهما، يفضلان وهم « التأثير من الداخل ». كما أن المعاذير وفيرة جدا: اسرائيل ستتعرض لضغط دولي شديد، بل وتهديدات بالعقوبات، بسبب اصرارها على مواصلة الاحتلال والاستيطان؛ حكومة يمينية ضيقة ستعمل على تشريع مناهض للديمقراطية من نوع قوانين القومية والجمعيات وستحاول جعل جهاز القضاء فرعا لليكود؛ خطوات القمع السياسي ضد المواطنين العرب ستشتد فقط، ولن يكون لها كابح في حكومة يمين – اصوليين – كحلون.

 

          رغم كل هذه التعليلات، محظور على هرتسوغ ولفني أن يغريهما فخ العسل لنتنياهو والدخول الى حكومته كدرعين في وجه ضغط دولي من الخارج ومس بالديمقراطية من الداخل. عليهما ان يبقيا في المعارضة وان يفعلا هناك ما خشياه من فعله في حملة الانتخابات: أن يعرضا موقفا مضادا للسياسة الهدامة لحكومة الليكود، وان يبلورا حولهما قوة سياسية تؤدي الى تغيير حكم اليمين.

 

          لقد قال نتنياهو في الحملة ان « هوة ايديولوجية » مفتوحة بينه وبين حزب العمل. وهو محق، وقد اوضح ذلك في اعلانه بان دولة فلسطينية لن تقوم في فترة ولايته، وفي تصريح العنصري ضد المقترعين العرب في يوم الانتخابات. ليس لهرتسوغ ولفني ما يبحثا عنه في حكومة يسعى رئيسها الى تعميق الاحتلال ويرى في خُمس مواطني اسرائيل كأعداء الدولة. المشكلة ليست فقط في الايديولوجيا، بل وايضا في السياسة العملية. الشركاء الصغار في « حكومات الوحدة » يفقدون هويتهم ويعاقبون في صناديق الاقتراع. هذا ما حصل في الانتخابات الاخيرة ليئير لبيد، الذي اغري وارتبط بنتنياهو في 2013.

 

          لقد اخطأ هرتسوغ ولفني في رفضهما العنيد الاعلان بانهما لن يجلسا في حكومة نتنياهو. ولكن ليس متأخرا الصحوة وايضاح ذلك. اسرائيل بحاجة الى معارضة قوية، تتحدث بصوت واضح ضد الاحتلال وضد المس بحقوق المواطن وبالجهاز القضائي. ينبغي لهذا ان يكون دور كتلة المعسكر الصهيوني، بدلا من ان تشكل ذراعا اعلاميا لليكود.