خبر خمسة أشياء لا ينبغي أن يقوم بها الأطباء

الساعة 09:01 م|29 مارس 2015

فلسطين اليوم

اكتسبت الحملة التي تهدف لمساعدة الأطباء على التقليل من مقدار الأذى الذي يمكن أن يتسببوا به للمرضى دعماً كبيراً في جميع أنحاء العالم، وقد انطلقت هذه الحملة من الولايات المتحدة منذ حوالي العامين وذلك بمساعدة متخصصين من المجلس الأميركي للطب الباطني  (ABIM)، حيث ساهموا في تجميع التدخلات الطبية الغير ضرورية أو الضارة في العديد من المجالات ضمن قوائم، أما في المملكة المتحدة، فقد قام المعهد الوطني للصحة والرعاية المتفوقة (Nice) بوضع قائمته الخاصة التي تتضمن محظورات لا يجب أن يقوم بها الأطباء، لكن العادات القديمة لا تموت بسهولة، ولا يزال الأطباء حتى الآن بشكل روتيني يجربون اختبارات أو يتخذون إجراءات أو يصفون أدوية ليس لها فائدة تذكر، لذلك نقدم لكم قائمة بخمسة إجراءات يقوم لا يجب أن يقوم الأطباء بها.

  • لا يجب إجراء فحص بالأشعة فوق الصوتية في حال الشعور بآلام في أسفل الظهر:

عادةً ما تشهد أعراض آلام أسفل الظهر تحسناً خلال فترة لا تزيد عن الشهر، والأشخاص الذين يقومون بإجراء فحوصات بالأشعة السينية، أو التصوير المقطعي أو المسح بالرنين المغناطيسي، عادةً ما ينتهي بهم الأمر لإجراء عمليات غير ضرورية، فحوالي 99٪ من الأشخاص الذين يعانون من آلام في أسفل الظهر، عادة ما تكون لديهم مشكلة ميكانيكية ما تقوم بإصلاح نفسها بنفسها، وفي حال كان المريض يقع ضمن نسبة الـ 1٪  المتبقية، فإن الأطباء سيعرفون ذلك كونه عادة ما يتم تدريبهم للتعرف على علامات الخطر، والتي تتطلب تدخلاً طبياً لحلها، وهذا يتضمن وجود تشخيص سابق بحالات سرطانية، أو هشاشة العظام، أو التعرض لسقطة يمكن أن تسبب الأذى، لذلك ينصح بعدم اتخاذ أي من إجراءات الفحص بالأشعة السينية أو الرنين المغناطيسي خلال الأسابيع الستة الأولى من الشعور بوجود ألم في أسفل الظهر.

  • لا يجب إعطاء أدوية السعال للأطفال:

المسبب الرئيسي لمعظم نزلات البرد والسعال التي تصيب الأطفال هي الفيروسات، وعادةً ما تستمر أعراض البرد لعدة أيام قبل أن تتماثل للشفاء، ولكن على الرغم من أن استخدام أدوية مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين يعتبر مناسباً في حال وجود ارتفاع في درجة الحرارة، إلّا أن المضادات الحيوية لا تعمل ضد الفيروسات، لذلك لا يجب وصف العلاجات للسعال الجاف أو في حال الشعور بالدغدغة داخل الحلق أو في حالات الرشح أو احتقان أو سيلان الأنف، وذلك تبعاً للجمعية الأمريكية لطب الأطفال (AAP)، حيث أن العديد من أدوية من السعال والبرد التي يتم وصفها للأطفال تحتوي على أكثر من مكوّن، مما يزيد فرصة التعرض لجرعة زائدة في حال تناول أكثر من نوع من الأدوية سوياً، لذلك يجب توخي الحذر عند إعطاء شربات السعال للأطفال.

  • لا يجب إجراء اختبارات الحساسية بشكل عشوائي:

عادةً ما تنسب مجموعة كبيرة من الأعراض للحساسية الغذائية، على الرغم من أن أغلب الأشخاص لا يعلمون تماماً ما هي المأكولات التي تسبب الحساسية لهم، فمثلاً يعد إرجاع ظهور أعراض مثل الانتفاخ وآلام البطن وفقدان الوزن إلى “الحساسية” أمراً خاطئاً، كون هذه الأعراض قد تشير إلى وجود حالة خطيرة تم اغفالها، لذلك فإن كنت تعاني من الحساسية، فإن الحل لمعرفة المسبب الحقيقي لها، هو تذكر ما الذي كنت تأكله، فإذا كنت تعاني من أعراض مثل التقيؤ، أو الانتفاخ أو صعوبة شديدة في التنفس عند تناول بذور الخشخاش مثلاً، فأنت لست بحاجة لإجراء الاختبارات لتعلم أنك تعاني من الحساسية تجاه هذا النوع من المأكولات، وإذا كانت فحوصات الدم تخبرك بأنك تعاني من حساسية تجاه الفول السوداني في الوقت الذي تكون فيه قادراً على تناوله من دون الاحساس بأي نوع من العوارض فأنت لست بحاجة للتوقف عن تناول الفول السوداني، حيث تشير الاحصائيات إلى أن 8٪ من السكان تكون نتائج اختبارات الحساسية لديهم إيجابية تجاه الفول السوداني، في الوقت الذي تظهر فيه الأعراض الحقيقية للحساسية على 1٪ فقط من السكان.

  • لا يجب وصف العلاجات للأطفال الرضع:

الأطفال الرضع عبارة عن كائنات فوضوية، فهم يقومون ببصق ما يقدم إليهم من طعام ويتقيئونه ويبكون، وعند عرض هذه الحالات على الأطباء فإن بعضهم يقوم بتشخيصها على أنها ارتجاع معدي مريئي (GER) ويصفون الأدوية لمعالجة هذا الأمر، ولكن إذا ما كان وزن الطفل يزداد وكان تنفسه طبيعياً، فليست هناك حاجة إلى استخدام أي نوع من العلاجات، وبحسب الأكاديمية الأمريكية للطب، فإن على الآباء أن يكونوا واعين لكون الـ ((GER هو أمر طبيعي ولا يؤثر على صحة الطفل نهائياً، ولا يجب أن يشكل هذا الأمر قلقاً لدى الأهالي إلّا إذا كان الطفل لا ينمو كما يجب أو يعاني من مشاكل في الجهاز التنفسي، عندها يتم وصف الأدوية التي تمنع إفراز الحمض (مثل الرانيتيدين) أو التي تؤثر على الأمعاء (مثل الميتوكلوبراميد)، ولكن عادة ما يتم وصف هذه الأدوية من قبل أطباء الأطفال لجميع الحالات بدون فائدة، لأنه من النادر أن يسبب الـ ((GER للرضع أي ضرر على المدى الطويل.

  • لا ينصح باستعمال عشبة (سانت جون) لعلاج الاكتئاب:

تبعاً للمعهد الوطني للصحة والرعاية المتفوقة، فإن الدلائل تشير إلى أن نبتة سانت جون (SJW) قد تساعد في التخفيف من اعراض الاكتئاب، ومع ذلك فلا يجب على الأطباء وصفها كما لا يجب أن ينصحوا باستخدامها، حيث أنه من الصعب تحديد الجرعة الصحيحة الواجب تناولها من هذه النبتة، إضافةً إلى عدم وجود طريقة موحدة لتعاطيها، وعدم وجود فترة زمنية محددة لتعطي هذه النبتة آثارها، كما أن هذه العشبة تتفاعل مع العديد من الأدوية الأخرى، بما في ذلك حبوب منع الحمل وأدوية منع تجلط الدم ، مما يجعل استعمال هذه العشبة محفوفاً بالمخاطر.

أخيراً، فإن المشكلة الأساسية تكمن بأن العادات القديمة لا تموت بسهولة، فعلى الرغم من أن الأطباء يمكن أن يكونوا على اطلاع دائم بآخر الدراسات الحديثة، إلّا أنه من الصعب عليهم تغيير طريقة ممارستهم الفعلية لمهنة الطب، فعلى سبيل المثال، يُنصح بأن يتمهل الأطباء قبل وصف المضادات الحيوية للأطفال الذين يعانون من التهابات في الأذن، حيث أن الضرر الذي قد ينتج عن تناول المضادات الحيوية من قبل الأطفال، قد يفوق الفوائد التي سيحصدونها، ولكن مع ذلك يقوم الأطباء بوصف المضادات الحيوية بشكل روتيني، عند شكوى الأهل من البكاء والصراخ الدائم لأطفالهم.